أكدت أن تغيير موقفها رهن بتخلي واشنطن عن سلوكها العدائي … إيران: دول الخليج قادرة على توفير أمن المنطقة بنفسها
| وكالات
اعتبرت إيران أمس أن العلاقات مع السعودية عادت إلى طبيعتها بفضل الإرادة السياسية للطرفين، ومن جانب آخر أكدت أن موقف طهران من الولايات المتحدة لن يتغير ما لم تغير واشنطن سلوكها العدائي، على حين حذر الحرس الثوري الإيراني من المؤامرات المتواصلة ضد البلاد من أعداء إيران.
وخلال المؤتمر الصحفي الأسبوع أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، أمس أن علاقة بلاده مع السعودية عادت إلى طبيعتها بفضل «الإرادة السياسية الممتازة التي يحملها قادة الطرفين» وذلك وفق وكالة «إرنا» الإيرانية.
وقال كنعاني: «رسمنا أطراً قانونية جيدة لتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين»، مؤكداً أن «الأجواء بين البلدين جيدة وسنخطو المزيد من الخطوات في هذا السياق».
ورأى أن «إيران والسعودية بلدان مهمان في المنطقة ويلعبان دوراً في استتباب الأمن في المنطقة»، مشيراً إلى أن «الدول العربية المطلة على الخليج تتمتع بمكانة عالية بالنسبة لإيران».
ولفت كنعاني إلى أن وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، أجرى مباحثات جيدة جداً خلال جولته الأخيرة إلى الدول المطلة على الخليج، مضيفاً: إن «الدول المطلة على الخليج يمكن أن توفر أمن المنطقة بنفسها»، مشيراً إلى أن «التعاون المشترك مفيد لكل دول المنطقة».
وشدّد كنعاني على أن «هدفنا هو السلام والأمن المستدام في المنطقة»، لافتاً إلى أن «أجواء المنطقة إيجابية والدول التي زارها وزير الخارجية الإيراني تجاوبت ورحبت بالمقترحات والمبادرات الإيرانية».
وبشأن الوضع في اليمن، قال كنعاني: «نعتبر القضية اليمنية شأناً يمنياً وندعم الحوارات السياسية داخل اليمن ووقف إطلاق النار في هذا البلد».
وفي سياقٍ آخر، قال كنعاني: إنه «كانت هناك بعض التفاهمات مع الجانب الأميركي حول تبادل السجناء عبر وسطاء، لكن الولايات المتحدة لم تكن على استعداد كامل لتنفيذ التفاهم».
وأضاف: «ما زلنا نتابع الإفراج عن الإيرانيين عبر بعض الأطراف التي تواصل لعب دور الوسيط بحسن نية»، مشيراً إلى أن «الولايات المتحدة وللأسف أثبتت أنها أدمنت فرض العقوبات على الدول المستقلة».
وشدّد المسؤول الإيراني على أن «العقوبات الأميركية الأحادية ضدنا فشلت ولم تُثمر عن النتائج المرجوة من الناحية العملية».
كما أعلن أنه سيُنشر قريباً التقرير السنوي لانتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبتها الولايات المتحدة الأميركية في مختلف البلدان.
واعتبر كنعاني أن «موقف إيران من الولايات المتحدة واضح جداً، ونحن على وشك إعادة قراءة حقوق الإنسان الأميركية»، مضيفاً: «كانت الأمثلة على السلوك الإجرامي لأميركا تجاه إيران مجرد فصول قليلة من الأعمال العدائية للحكومة الأميركية تجاه إيران حكومةً وشعباً».
وتابع: «ما دام لايتغير سلوك الولايات المتحدة تجاه إيران، فمن الطبيعي ألا تتغير نظرة الشعب والحكومة الإيرانية»، مؤكداً أن «إيران لم ولن تقيّد علاقاتها بقضية معينة، وسنعمل على أساس المصالح الوطنية في العلاقات الخارجية».
ورأى كنعاني أن «تغيير سلوك الولايات المتحدة هو مقدمة لتغيير أي نوع من المواقف»، مشيراً إلى أنه «يجب أن تحاسب واشنطن على جرائمها وتصحح سلوكها تجاه إيران».
وبشأن أزمة أوكرانيا، رأى كنعاني أن حلّها يكمن «في الحوارات السياسية» وأنّ إيران تشجع الطرفين على حل الأزمة بالطرق السياسية، مضيفاً إن التطورات الأخيرة في روسيا شأن داخلي روسي «ونرفض التدخل في الشؤون الداخلية للدول».
وأكد كنعاني أن «علاقتنا مع روسيا هي في إطار المعايير الدولية وليست ضد أي طرف»، موضحاً أن «علاقتنا مع روسيا تعود إلى قبل الأزمة الأوكرانية، والتهم الموجهة ضدنا مسيسة».
وشدد على أن بلاده «لم تسلّم أي طائرة مسيّرة لروسيا للاستخدام في أوكرانيا، والجهات التي وجّهت تهماً ضدنا لم تكشف أي دليل يثبت ذلك».
من جهة ثانية، حذر القائد العام لقوات الحرس الثوري اللواء حسين سلامي، أمس أن لدى الأعداء خططاً لزعزعة استقرار وأمن إيران.
وحسب وكالة «تسنيم» الإيرانية أشار سلامي في تصريح له إلى الحرب الإعلامية التي يلجأ إليها العدو ضد إيران ومحاولة تقديم الأحداث العادية فيها على أنها أزمة، وقال: إن ما يخطط له العدو في هذا المجال هو خطط مستمرة لا تقتصر على وقت محدد.