رام الله: رفض نتنياهو إقامة دولة فلسطينية غطاء سياسي لإرهاب المستوطنين … إطلاق صاروخ من جنين نحو المستوطنات و«سرايا القدس» تستهدف آليات الاحتلال
| وكالات
في حين أطلقت المقاومة الفلسطينية صاروخاً من جنين نحو المستوطنات للمرة الثانية خلال شهرين، استهدفت سرايا القدس آليات للعدو، على حين أكدت رام الله أمس ورداً على تصريحات رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو الداعية لاجتثاث فكرة إقامة دولة فلسطينية، أن تصريحات الأخير اعتراف رسمي بسياسة حكومته المعادية للسلام، والرافضة لتطبيق مبدأ «حل الدولتين».
وحسب وكالة «وفا» أكدت الرئاسة الفلسطينية أن قيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية هو الحل الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار.
ورداً على تصريحات نتنياهو، قال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة إن هذه التصريحات تظهر للعالم حقيقة النيات الإسرائيلية الرافضة للشرعية الدولية والقانون الدولي.
بدورها، أدانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، تصريحات نتنياهو ومواقفه التي أكد فيها ضرورة قيام إسرائيل بقطع الطريق أمام تطلعات الفلسطينيين إلى دولة مستقلة لهم.
واعتبرت الخارجية في بيان لها، أمس الإثنين، تصريحات نتنياهو اعترافاً رسمياً بسياسة الحكومة الإسرائيلية المعادية للسلام، والرافضة لقرارات الشرعية الدولية ولتطبيق مبدأ «حل الدولتين»، وتأكيداً جديداً على غياب «شريك السلام» الإسرائيلي، واعترافاً بالتخريب الإسرائيلي المتعمد لجميع الاتفاقيات والتفاهمات والجهود الإقليمية والدولية والأميركية المبذولة لاستعادة الأفق السياسي لحل الصراع.
ورأت الوزارة أن رفض نتنياهو لإقامة دولة فلسطينية مستقلة هو التفسير السياسي لانتهاكات قوات الاحتلال وميليشيا المستوطنين وعناصر الإرهاب وجرائمهم بحق الفلسطينيين وأرضهم وممتلكاتهم ومنازلهم ومزروعاتهم ومقدساتهم في عموم الأرض الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشرقية.
وطالبت الخارجية الفلسطينية الإدارة الأميركية بالتعامل مع مواقف نتنياهو المعادية للسلام بمنتهى الجدية، واتخاذ ما يلزم من العقوبات والضغوطات والإجراءات لحماية فرصة تطبيق مبدأ «حل الدولتين»، وإجبار الحكومة الإسرائيلية على الانصياع للالتزامات تجاه المواطنين الفلسطينيين، باعتبارها القوة القائمة بالاحتلال.
وفي وقت سابق أمس الإثنين، قال نتنياهو خلال جلسة مغلقة للجنة الخارجية والأمن التابعة لـ«الكنيست» إنه يجب العمل على اجتثاث فكرة إقامة الدولة الفلسطينية، وقطع الطريق على تطلعات الفلسطينيين لإقامة دولة مستقلة لهم.
ونقلت إذاعة العدو الإسرائيلي عن نتنياهو قوله إن «إسرائيل تريد بقاء السلطة الفلسطينية، وهي غير معنية بانهيارها، ولكنها على استعداد لدعمها مالياً»، مشيراً إلى «الاستعداد لفترة ما بعد الرئيس الفلسطيني محمود عباس»، قائلاً إن «من مصلحة إسرائيل وجود هذه السلطة ومواصلة عملها».
في غضون ذلك، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، إطلاق صاروخ من منطقة جنين، مضيفاً إنه «انفجر في الأراضي الفلسطينية»، ومشيراً إلى «وصول قوات الأمن لتفتيش المنطقة»، قائلاً إنه «يجري التحقيق في الحادث».
بدوره، نقل موقع «i24news»، إن كتيبة «العياش» وثّقت محاولة لإطلاق صاروخين في اتجاه مستوطنات غلاف جنين، مشيراً إلى أن هذه المحاولة «هي الثانية من نوعها خلال شهرين».
وفي السياق، قال محلل الشؤون العسكرية في موقع «والاه» الإسرائيلي، أمير بحبوط، إنها مسألة وقت فقط قبل أن تنطلق الصواريخ من جنين، وتصيب المستوطنات في تل أبيب، متسائلاً: ما الذي ينشغل به الجيش الإسرائيلي؟
و24 أيار الماضي، أطلقت المقاومة الفلسطينية صاروخاً استهدف مستوطنة «شاكيد» في الشمال، لكن القذيفة انفجرت في الجو، وفق «هيئة البث الرسمية» الإسرائيلية.
من جانبها أعلنت سرايا القدس – كتيبة طولكرم، أن مجاهديها استهدفوا آليات للاحتلال الإسرائيلي في منطقة مقبرة المخيم، وحي المحجر، بعبوات متفجرة وزخات من الرصاص، وأكدت أن «جهادها» مستمر وسلاحها مشرع في كل الساحات.
وأصيب عشرات الفلسطينيين بحالات اختناق بالغاز السام والمسيل للدموع، منتصف ليل الأحد الإثنين، خلال اعتداءات قوات الاحتلال عليهم في قرية رمانة، غرب جنين، شمالي الضفة الغربية، وذلك بعد اقتحام قوات الاحتلال القرية ما أدى إلى اندلاع مواجهات، أطلق خلالها الاحتلال قنابل الغاز والصوت والأعيرة النارية.
وقال شهود: إن قوات الاحتلال اقتحمت في وقت لاحق، قريتي جلبون وفقوعة شمال شرق جنين، وتصدى لها الشبان الفلسطينيون ما أدى إلى اندلاع مواجهات، كذلك اندلعت مواجهات في مدينة الخليل تزامناً مع اقتحام واسع من قوات الاحتلال ومداهمتها عدداً من المنازل في المدينة، كما اقتحمت قوات الاحتلال بلدة العيسوية أيضاً، واعتدت على أهالي البلدة.
هذا وتواصلت عمليات المقاومة في الضفة الغربية خلال الساعات الـ24 الماضية، وأسفرت عن إصابات في صفوف جنود الاحتلال والمستوطنين.
ورصد مركز المعلومات الفلسطيني «معطي» 17 عملاً مقاوماً، تنوعت ما بين 3 عمليات إطلاق نار، وتفجير عبوة ناسفة، وتصدّ لـ4 اعتداءات للمستوطنين، وتحطيم مركبتين للمستوطنين، واندلاع مواجهات في 7 نقاط متفرقة بالضفة الغربية.
إلى ذلك، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي منازل 16 أسيراً ومحرراً وصادرت أموالاً وسيارات ودراجات نارية ومصاغاً ذهبياً لعائلات الأسرى.
واستنكرت وزارة الأسرى والمحررين في فلسطين المحتلة، ما أقدمت عليه قوات الاحتلال، فجر أمس، من اقتحام لمنازل عشرات الأسرى والمحررين المقدسيين، ومصادرة عدد كبير من ممتلكاتهم ومبالغ مالية ومقدرات شخصية.
وقالت الوزارة في بيانها: إن هذا السلوك الهمجي، يعكس حالة التخبط التي تعيشها أجهزة أمن الاحتلال أمام إرادة الأسرى وصمودهم، ومحاولة بائسة لكسر إرادة أهلهم وذويهم.
وداهمت قوات الاحتلال فجر وصباح أمس، منازل عدة تعود لأسرى ومحررين مقدسيين من سجون الاحتلال الإسرائيلي.
من جانبه، صرح رئيس لجنة أهالي الأسرى المقدسيين، أمجد أبو عصب، أن قوات الاحتلال تداهم منازل تعود لأسرى ومحررين مقدسيين، وتصادر مبالغ مالية، وسيارات وتنفّذ عمليات تخريب واسعة داخلها، وعمليات تفتيش استفزازية بحق عائلاتهم.
وحسب وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا» بلغ عدد الأسرى في معتقلات الاحتلال الإسرائيلي، نحو 5000 أسير، يقبعون في 23 سجناً ومركز توقيف وتحقيق، حتى الثاني عشر من حزيران الجاري، من بينهم 31 أسيرة، ونحو 160 قاصراً موزعين على معتقلات عوفر، ومجدو، والدامون، و1083 معتقلاً إداريّاً، من بينهم ثلاث أسيرات و19 طفلاً.
إضافة إلى ذلك، فإن هناك 11 أسيراً من المحررين، وهم من قدامى الأسرى الذين اعتقلوا منذ ما قبل «اتفاق أوسلو»، وحرروا عام 2011، ثم أعيد اعتقالهم عام 2014، أبرزهم الأسير نائل البرغوثي، الذي يقضي أطول فترة اعتقال في تاريخ الحركة الأسيرة، الذي دخل عامه الثالث والأربعين في معتقلات الاحتلال، قضى منها 34 عاماً بشكل متواصل، إضافة إلى 17 أسيراً صحفياً.
في الغضون، اعتدت قوات الاحتلال الإسرائيلي على أراضي الفلسطينيين في مدينة بيت لحم بالضفة الغربية، حيث اقتحمت الأراضي الزراعية في منطقة خلة القن شرق المدينة، واقتلعت نحو 70 شجرة زيتون معمرة.