سورية

فصائلها استمرت بالتضييق على الأهالي في الشمال.. أنقرة تواصل سياسة التغيير الديموغرافي والترحيل القسري للسوريين من داخل تركيا

| وكالات

رغم تصريحاتها المتواصلة حول التقارب مع سورية، واصلت الإدارة التركية سياسة التغيير الديموغرافي في المناطق التي تحتلها قواتها في شمال سورية، إذ بدأت ما تسمى «جمعية سخاء» بناء مجمعات سكنية جديدة، بدعم خليجي وبتنسيق تركي، في منطقة عفرين المحتلة شمال غرب حلب، على حين اعتدى مسلحون من فصائل انقرة على مواطن في شرق حلب وعلى ممتلكات أهالي مدينة رأس العين المحتلة شمال الحسكة.

وذكرت مصادر إعلامية معارضة أن جمعية «سخاء» استقدمت آليات ومعدات ثقيلة إلى المنطقة الواقعة بين قريتي كفرومة وقرتقلاق صغير بريف ناحية شران في عفرين المحتلة، بعد اقتلاع أشجار الزيتون والحراجية في تلك المنطقة، تحضيراً لإقامة 3 مجمعات سكنية، لتوطين عوائل الفصائل الموالية للاحتلال التركي، تزامناً مع استمرار عمليات الترحيل القسري من داخل الأراضي التركية.

ويأتي ذلك، تنفيذاً للمخططات التركية في المناطق التي احتلتها في 2018 و2019 وإجراء عملية تغيير ديموغرافي بشتى الطرق والوسائل في المنطقة بما يتماشى مع مصالح أنقرة، بعد تهجير سكانها الأصليين.

وفي السادس من أيار الماضي، افتتح ما يسمى «المجلس المحلي»، بدعم «قطري» و«فلسطيني» بإشراف منظمة إنسانية، قرية «الأمل 2» السكنية في قرية ترندة بريف عفرين المحتلة.

وفي سياق متصل، استولى ما يسمى فصيل «السلطان مراد» التابع لـ«الجيش الوطني» الموالي للاحتلال التركي على 112 أضحية، تقدمت بها إحدى المنظمات المحلية للنازحين في مخيم جنوب رأس العين شمال الحسكة، من دون أي مبرر.

ونقلت وكالة «نورث برس» الكردية عن مصدر «إداري» في «مجلس رأس العين المحلي» أن منظمة محلية تبرعت بـ112 أضحية من الأغنام والبقر، لمصلحة نازحين في مخيم العراقيين جنوب مدينة رأس العين، ولكن فصيل «السلطان مراد» داهم المسلخ البلدي أثناء ذبح الأضاحي، وقام بمصادرتها ونقلها إلى مقاره من دون معرفة السبب.

وأضاف إن موظفي المنظمة حاولوا التدخل، لكن مسلحي الفصيل قاموا بتهددهم بالاعتقال، وجرى نقل الأضاحي بشاحنتين إلى قرية تل حلف غربي المدينة.

وسبق أن استولى ما يسمى فصيل «أحرار الشام» في ثاني أيام عيد الأضحى على 8 أضاحٍ، تعود لإحدى العوائل الكردية أثناء ذبحها في المسلخ من دون توضيح السبب، كما اعتقل أحد أفراد العائلة أثناء محاولته منعهم، دون أي تدخل من «المجلس المحلي» أو ما يسمى «الشرطة العسكرية» التابعة للاحتلال التركي.

بالتزامن، اعتقل مسلحون مما يسمى فصيل «السلطان سليمان شاه» المعروف بـ«العمشات» مواطناً، على مدخل قرية عربوران بريف قباسين شرق حلب، حيث تعرض للتعذيب والضرب على يد المسلحين، لامتناعه عن دفع «العيدية» للمسلحين وجرى اقتياده إلى جهة مجهولة، من دون معرفة مصيره، وذلك وفق المصادر الإعلامية المعارضة.

يأتي ذلك، في ظل استمرار الاحتلال التركي والفصائل الموالية له بتضييق الخناق على المدنيين، في المناطق التي ينتشرون فيها، من حيث الضرب والتشليح والاعتقال، بهدف الحصول على الأموال، وسط غياب أي قوانين رادعة تحد من الانتهاكات.

وفي العاشر من حزيران الماضي، أقدم مسلحون تابعون لفصيل «السلطان مراد» على اعتقال مواطن من أهالي مدينة دمر بدمشق أثناء محاولته الدخول إلى الأراضي التركية عبر طرق التهريب.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن