رونالدو فتح شهية الأندية للتعاقد مع أسماء رفيعة المستوى.. بنزيمة وكوليبالي وفيرمينيو وكانتي وميندي بانتظار آخرين
| خالد عرنوس
تصدرت صفقات الأندية السعودية خلال أقل من شهر على انتهاء الموسم الكروي الأوروبي العناوين وبات دوري (روشن) محط الأنظار من خلال عدد من التعاقدات التي قامت بها هذه الأندية ولم تقتصر هذه الصفقات على اللاعبين ذوي الأعمار الكبيرة (العواجيز) كما جرت العادة من قبل في اليابان وقطر وقبلهما أميركا والمكسيك بل هناك نجوم تحت سن الثلاثين جاؤوا ليضيفوا بعض الرتوش على الصورة الزاهية المنتظرة للدوري للموسم القادم، وكان الأسطورة البرتغالية رونالدو قد فتح الباب أمام العديد من النجوم للذهاب شرقاً نحو المملكة بعدما ارتدى قميص نادي النصر خاصة أن المبالغ التي تصرف على مثل هذه الصفقات تصل أرقاماً فلكية في بعض الأحيان لاسيما عند الحديث عن بعض اللاعبين المخضرمين الذين انتهت صلاحياتهم أو كادت.
وأضفت السوق السعودية الكثير من الإثارة على سوق الانتقالات الصيفية التي اقتصرت في القارة الأوروبية على بعض الصفقات هنا وهناك لكن بعضها كان لافتاً كذهاب جود بيلينغهام إلى ريال مدريد أو الصفقة المزمع إكمالها بين بايرن ميونيخ والإنكليزي هاري كين، وستكون الأيام القادمة حافلة بالكثير عن الفرنسي كليان مبابي والإنكليزي ديكلان رايس وبعض النجوم الصاعدين هنا وهناك، في السطور القادمة سنلقي نظرة سريعة على الميركاتو الصيفي الساخن.
تجارب سابقة
منذ اختراع ما يسمى الاحتراف الرياضي والكروي على وجه الخصوص تركزت عمليات الاحتراف الكبيرة في القارة العجوز بعد تسجيلها تقدماً ملموساً منذ بدايات اللعبة عن غيرها في القارات الأخرى ولأن إدارة اللعبة في بلاد أوروبا وإدارات أنديتها عرفت سر الخلطة فقد جعلوا من هذه الأندية شركات ومؤسسات قائمة على الربحية إلى الجانب الرياضي ولهذا كانت أوروبا ومازالت سباقة على مستوى الكرة في العالم وبالتالي أصبحت مع مرور الأيام قبلة نجوم كرة القدم في العالم وبات حلم كبار نجوم القارات الأخرى الذهاب إلى القارة العجوز.
وبين الحين والآخر تنتعش بعض الأسواق هنا وهناك لكنها طفرات ظهرت وخف بريقها مع مرور الأيام، ففي السبعينيات حاول الأميركيون التأسيس لكرة احترافية في بلاد العم سام ونجحوا في استقطاب عدد من نجوم ذلك الزمان لكنهم لم يستمروا طويلاً وفي اليابان نجح أبناء الساموراي في جذب العديد من النجوم خلال عقد التسعينيات لكنهم خففوا وطأة الأمر بعدما حققوا بعض مآربهم بالوصول إلى العالمية، وحاول القطريون تقليد الأمر في الألفية الجديدة ونجحوا لسنوات في جلب الكثير من اللاعبين المتألقين لكن الأمر تراجع بعد فترة قصيرة وفي المكسيك أيضاً كان هناك محاولات لكنها لم ترق إلى التجارب الأخرى السابقة وبالنهاية لم تكن هذه إلا تجارب لم يكتب لها الاستمرارية.
مصادر متضاربة
يثار الكثير من الحكايات والروايات حول مصادر تمويل الصفقات التي تقوم بها الأندية السعودية مع النجوم الكبار فمن جهة تحاك الكثير من الحبكات حول فتح خزائن صندوق الاستثمار السعودي للصرف بلا حدود لتمويل هذه الصفقات ومنح أرقام خيالية لدفع ما تترتب عليه هذه التعاقدات، وفي الشهر الماضي أفادت صحيفة أميركية أن الصندوق أبرم عقوداً طويلة المدى مع الأندية الكبرى (الهلال والنصر والأهلي والاتحاد) دفع من خلالها مبالغ ضخمة بغية صفقات عالية الأرقام تجذب أسماءً مرموقة في عالم قطعة الجلد المدور، على أن يضم كل من هذه الأندية ثلاثة نجوم من الصف الأول وتضم الأندية الأخرى نجماً واحداً على الأقل من هذه الفئة، إلا أن مصدراً رسمياً مقرباً من الاتحاد السعودي لكرة القدم صرح لصحيفة سعودية أن (برنامج الاستقطاب) المنبثق عن رابطة الدوري السعودي للمحترفين قد كلّف بتمويل هذه الصفقات وأن تنسيقاً كاملاً بين القائمين على هذا البرنامج والرؤساء التنفيذيين في الأندية الأربعة المذكورة يتم من خلاله البحث في الأسماء المرشحة للمجيء إلى البلاد والتفاوض معها.
وعلى الرغم من أن تكلفة الصفقة الأهم حتى الآن بلغت 200 مليون دفعت من أجل رونالدو إلا أن المسؤولين عن الكرة هناك اعتبروا أن مجرد وجود الطوربيد البرتغالي شكل عاملاً مهماً لتوجيه الأضواء نحو الدوري السعودي وبالتالي دعاية كبيرة للتعاقد مع غيره من النجوم العالميين أمثال كريم بنزيمة وخاليدو كوليبالي ونغولو كانتي وسواهم، وخلال أشهر قليلة ماضية وخاصة مع انطلاق الميركاتو الصيفي باتت السعودية ودوريها وأنديتها الأكثر ذكراً في كل وسائل الإعلام العالمية من مشرق الكرة الأرضية إلى مغربها وتكاد لا تمر ثانية إلا وفيها آلاف الأخبار والتقارير التي تربط بعض النجوم بالأندية هناك بالدوري السعودي وهذا عامل مهم في الدعاية التي يبحث عنها السعوديون في سعيهم لاستقطاب الأضواء والأصوات من أجل الظفر بتنظيم نهائيات كأس العالم 2030 سواء بالمشاركة أم بشكل منفرد رغم أن بعض التقارير الأخيرة ألمحت إلى أن السعودية لا تفكر بتنظيم المونديال.
الدوري الأجمل
بنظرة سريعة نجد أن الدوري السعودي انطلق قبل نحو خمسين عاماَ وقد تركزت خريطة الأبطال على العاصمة الرياض ومدينة جدة الساحلية التي كانت مركز الانطلاق لكرة القدم هناك فتقاسم الهلال والنصر والاتحاد والأهلي ألقاب الدوري الذي انطلق عام 1976 مع اختراق وحيد من الاتفاق (الدمام) ودخول فريق ثالث من الرياض على الخط (الشباب) وبالتالي فإن الرباعي الكبير يبقى الأكثر جماهيرية وشعبية وخبرة كذلك، ومن خلال بعض الصفقات خاصة في السنوات الأخيرة استطاعت هذه الأندية مع البقية بالطبع من وضع الدوري السعودي على خريطة الدوريات العربية فبات في المقدمة من حيث الجماهيرية والإثارة، ومن خلال المنافسة الجميلة قدم الدوري نفسه كمسابقة متابعة جماهيرياً على مستوى الوطن العربي ولا ننسى دور الإعلام ولاسيما المرئي الذي جعل منه الأفضل في الشرق الأوسط بل تفوق على دوريات عريقة مثل الأردن والسودان ومصر من حيث سعة رقعة المباريات المثيرة التي تحظى بمتابعات جماهيرية عريضة.
ولم يأت هذا الأمر من فراغ فقد أثر وجود لاعبين محترفين من كل القارات من عرب وأجانب إيجاباً وقد تابعنا كيف تألق الهداف السوري عمر السومة مع الأهلي والمغربي عبد الرزاق حمد اللـه وغيرهما من الأجانب (بافتيمبي غوميس وكويلار وديلغادو وكاريللو ونور الدين مرابط وفيتو وسواهم)، وتأتي التعاقدات الجديدة في توقيت مهم حيث يتوقع المراقبون السعوديون أن يساهم هؤلاء النجوم في ارتقاء مستوى الدوري في بلادهم ليكون في عداد الدوريات المتقدمة على مستوى العالم مما ينعكس إيجاباً على مستوى الأندية قارياً والمنتخب السعودي قارياً وعالمياً.
دوري نجوم
بالتأكيد سيصبح الدوري السعودي (دوري نجوم) دلالة على اللاعبين القادمين إلى الأندية في الصيف الحالي، فهاهو حامل الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم الموسم الماضي (الفرنسي) كريم بنزيمة أصبح لاعباً في اتحاد جدة بعقد لمدة موسمين مقابل 200 مليون دولار عن الموسم في حين هناك أخبار أن اللاعب الدولي الفرنسي السابق ذا الأصول الجزائرية سيتقاضى 107 ملايين يورو في الموسم الواحد، يذكر أن بنزيمة هداف الدوري الإسباني ودوري الأبطال لموسم 2021/2022 سيكمل السادسة والثلاثين أواخر العام الحالي، ولحق نغولو كانتي بمواطنه بنزيمة ليكون ثاني صفقة للاتحاد وذلك بعقد يمتد لأربع سنوات مقابل 100 مليون دولار إضافة لبعض الميزات من خلال عقود الرعاية الشخصية وبعض الإضافات ويمتد عقده لثلاثة مواسم قادمة أي أن المبلغ قد يرتفع إلى نحو 50 مليوناً في الموسم الواحد.
ويعد المدافع السنغالي الدولي خاليدو كوليبالي من الصفقات المثالية في الخطوط الخلفية وقد أصبح لاعباً للهلال بعقد لمدة ثلاث سنوات ويتقاضى بطل إفريقيا البالغ من العمر 32 عماً 17 مليون دولار عن الموسم، وسبق للهلال أن جلب لاعب وسط وولفرهامبتون الإنكليزي (البرتغالي) روبن نيفيز ابن السادسة والعشرين مقابل 55 مليون يورو ويمتد عقده لثلاث سنوات قادمة كذلك.
ماذا بعد
الميركاتو لم يقفل بعد ومع كل ساعة هناك أخبار وتقارير حول لاعبين جدد ومع كتابة هذه السطور مازال الحديث عن بعض النجوم المطروحة أسماؤهم ضمن المطلوبين للعب في الدوري السعودي أمثال العاجي فرانك كيسي من برشلونة والإيطالي ماركو فيراتي من باريس سان جيرمان، ومع كتابة هذه السطور أنهى الكرواتي مارسيلو برزوفيتش أمر بقائه مع إنتر ميلانو وقبل عرض النصر السعودي بانتظار التفاصيل المادية خاصة أن اللاعب مطلوب في برشلونة الإسباني وآخر الأخبار تقول إنه قبل العرض السعودي، وهاهو اللاعب البرازيلي الدولي روبرتو فيرمينو وقع مع أهلي جدة الذي تعاقد في وقت سابق مع حارس مرمى السنغال قادماً من تشيلسي مقابل 14 مليون يورو.
ومازالت المفاوضات جارية مع أنتوني غريزمان اللاعب الفرنسي لأتلتيكو مدريد والبلجيكي روميللو لوكاكو والجزائري رياض محرز من مانشستر سيتي والمغربي حكيم زياش لاعب تشيلسي الإنكليزي والإسباني جوردي ألبا الذي انتهى عقده مع برشلونة ومواطنه ساؤول نيغويز من أتلتيكو مدريد وكذلك ويلفريد زاها من كريستال بالاس، وربما يكون البرازيلي نيمار نجم باريس سان جيرمان الصفقة الأكبر بين كل هؤلاء وإن كانت بعض التقارير استبعدت قبوله الفكرة من الأساس.
أسماء أخرى أصبحت على رادار الأندية السعودية ويبدو أننا سنشهد صفقات أخرى قد لا ترقى إلى صفقات نجوم الصف الأول إلا أنها ستضفي المزيد من الإثارة على سوق الانتقالات وبالطبع سيكون لها تأثيرها على الموسم القادم لدوري (روشن) الذي سيضم 18 فريقاً بعدما اقتصر خلال المواسم الأخيرة على 16 فريقاً، ولا شك أن وجود هذا الكم الهائل من النجوم (يحق لكل ناد التعاقد مع ثمانية لاعبين أجانب) سيضفي الكثير من المنافسة وسيكون جاذباً للأضواء والشهرة أكثر للأندية والدوري هناك.