ثقافة وفن

«طير البشاير» مهداة للوطن وسيد الوطن .. موفق بهجت: الخطاب التاريخي للسيد الرئيس في القمة العربية حفزني لإطلاق أغنية وطنية جديدة

| متابعة وائل العدس

حين تعود الذاكرة بنا إلى سنوات مضت، يأخذنا الحنين إلى أصوات أطربتنا وعشنا معها قصص حب وأمل وألم، ارتبطنا بأصحابها الذين اقتحموا الساحة الفنية فلامسوا قلوبنا، وصنعوا تاريخاً عريقاً، لكنهم ابتعدوا تاركين وراءهم جمهوراً لا يزال يحفظ ويردد أغانيهم.

«ولدتُ مبتسماً» هكذا يصف المطرب السوري الكبير موفق بهجت ولادته يوم 17 آذار عام 1938 حيث حمل منذ ذلك الحين لقب «صانع البهجة»، بعدما حفر مكاناً مرموقاً له في ذاكرة التاريخ الغنائية العربية.

هو مطرب ذاع صيته في الفترة الذهبية للأغنية السورية عندما كان لها هوية واضحة، مقدماً للمكتبة الغنائية العربية أجمل الأغاني التي مازالت الناس وفيّة لها.

يمتلك حساً استثنائياً بالكلمة التي يغنيها، فتتسرب إلى أعماقه وتذوب في وجدانه، ويتنقل بخفة بين إيقاعات موسيقية متنوعة في أداء مبهر.

تعاطى بطريقة مختلفة وفريدة مع التراث الغنائي والألحان الفولكلورية، حيث لم يكن يستنسخ الكلمات والألحان بشكل ثابت كما حفظها التراث، بل أخذ يضفي لمساته عليها سواء لناحية كلماتها التي أدخل إليها إضافاته أم لناحية الألحان التي استفاد من مواهب الملحنين المحيطين به في تعديلها كما فعل بأغنية «يا صبحة هاتي الصينية» المستوحاة من التراث المغاربي.

موفق بهجت مطرب ذاع صيته في الفترة الذهبية للأغنية السورية، من دون أن ننسى الكلمات الجميلة واللحن الرشيق والأداء المتميز للفنان الكبير الذي تميز بأدائه الاستعراضي المعبّر.

إنه الصوت الرجولي الذي استطاع بصوته القوي الصافي وأدائه الفني نقل تراث وبيئة بلاده إلى العالم وجعل الأغنية السورية مألوفة لدى المستمع العربي، فصدحت حنجرته بتلك الأغنيات التي خالطت الدم والروح وألهبت المشاعر الوطنية والعاطفية.

الفنان الكبير موفق بهجت حل ضيفاً على شاشة الفضائية السورية معلناً إطلاق أغنية وطنية جديدة، ليكون ختامها مسكاً بعد سلسلة من الأغاني التي تغنى فيها ببلده سورية مثل «حرة يا بلادي»، وأيضاً «يا بلادنا فيكي ربينا» و«عزي وبلادي وسورية» و«رعاك الله».

«الوطن» رصدت بعض ما قاله في إطلالته التلفزيونية وإلى التفاصيل:

طير البشاير

بدايةً، كشف الفنان الكبير عن تسجيله أغنية جديدة من كلماته وألحانه وإنتاجه الخاص وتوزيع هيثم الحموي تحمل عنوان «طير البشاير» بمناسبة انتصار سورية على المؤامرة الكونية.

وقال: أثارني وحرضني حضور السيد الرئيس بشار الأسد اللافت والمتميز في القمة العربية وما لقيه من استقبال ليس له مثيل، معلناً انتصار سورية على عشرات الدول التي حاربتنا ولا تزال.

وأضاف: لفتني خطاب السيد الرئيس وتسمرت كما الملايين أمام الشاشة لسماع ما قاله، وهناك جملة أثرت في نفسي عندما قال: «انتماء سورية عربي لكن ليس من منطلق عروبة الأحضان بل الانتماء»، وهي كلمات تعني لي الكثير وتؤكد أن العرب مازالوا في قلوبنا وسورية مازلت في قلوبهم».

وأكد أن الخطاب التاريخي للسيد الرئيس حفزه لإطلاق أغنية وطنية جديدة، وهي مهداة للوطن وسيد الوطن.

لم أغادر إلا للعلاج

طمأن الفنان الكبير محبيه عن صحته، وقال: العمر له دور، عمري 85 عاماً وصحتي تتأرجح، وعدت مؤخراً من لندن بعد ما سافرت قسرياً للمعالجة، لم أترك سورية أبداً إلا اضطرارياً عندما تستدعي حالتي الصحية السفر للمعالجة، ويسعدني أن أكون في دمشق في آخر سنوات عمري بين الناس المحبين الذين هم سبب وجودي.

وأوضح أنه عاد إلى سورية ليحتفل بعودتها إلى الحضن العربي، وبعودة الحضن العربي إلى سورية.

اللهجة السورية

ورداً على سؤال حول غنائه الدائم باللهجة السورية قال: كنتُ مصمماً ومصراً على أن أحمل العلم السوري بلهجتي وغنائي السوري المطلق، وكنتُ دائماً تواقاً إلى العودة لبيتي الفني السوري وأن أدعمه دعماً حراً من القلب، لأننا كسوريين نحتاج أن تكون سوريتنا وهويتنا الفنية واضحة، وأتمنى أن أكون قد وفقت.

وشدد على إيمانه بأن تكون الأغنية السورية منتشرة في أرجاء الوطن العربي، مشيراً إلى أن التلفزيون السوري كان له الدور بتقديمه ليبقى في ذاكرة الناس بمختلف فئاتهم العمرية وهو فخور بذلك، مطالباً ببرنامج فني أسبوعي يذكّر الناس بعمالقة الفن السوري عبر الشاشات المحلية.

وأكد أنه اجتهد كثيراً بالسنوات الماضية لإنجاز منتج فني يبقى خالداً وتردده الأجيال، مشيراً إلى أنه ترك أثراً طيباً عند الجميع.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن