شؤون محلية

ما أسباب الواقع السيئ للنظافة في الوحدات الإدارية بطرطوس؟

| طرطوس: هيثم يحيى محمد

تكشف الجولات الميدانية والشكاوى التي تصل من المواطنين أن واقع النظافة في الوحدات الإدارية كافة على امتداد محافظة طرطوس واقع سيئ جداً حيث لا يتم ترحيل القمامة إلا كل أسبوع أو عشرة أيام أو كل أسبوعين (الأمر يختلف بين وحدة إدارية وأخرى).

وبيّن رئيس مجلس بلدة النقيب أحمد ديوب بعد مباشرة مجلس البلدة الجديد مهامه أنه تم إصلاح جرارين كانا متعطلين بمبادرة أهلية وتم العمل على مدار اليوم لشهر كامل لتحسين واقع النظافة وترحيل التراكمات السابقة وصولاً لبرنامج كل ثلاثة أيام حسب كمية الوقود المخصصة.

كما تم اللقاء مع الأهالي بهدف تفعيل دور المجتمع المحلي ولجان الأحياء وشرح إمكانيات البلدة وضرورة المبادرات والتعاون، ووصلنا إلى أفضل وضع وهناك متابعة ميدانية لرئيس وأعضاء المجلس يومياً من أجل الالتزام بالمواعيد وتوعية المواطنين وفق البرنامج والبروشورات الموزعة ونأمل أن نوفق في الوصول إلى وضع مميز.

أما رئيس مجلس بلدية بيت كمونة علاء الخضري فقد شكى من قلة عدد عمال النظافة وسائقي الجرارات ومن عدم التزام المواطنين بمواعيد إلقاء القمامة ووعد بزيادة جولات النظافة في حال معالجة ما تقدم وزيادة كميه المازوت.

ويقول رئيس مجلس بلدة الحميدية جراد علي: تمتد البلدة على مساحة واسعة ويقوم عمالنا بشكل يومي بترحيل القمامة كل يوم في قطاع معين من البلدة وأقصى حد لترحيل القمامة هو ثلاثة أيام ويوجد لدينا جراران يعملان باستمرار ولا يوجد أي عقبات إلا إذا كان هناك عطل في أحد الجرارين في تنظيف البلدة والكورنيش البحري والطريق العام.

رئيس مجلس بلدة الشيخ سعد حيان علي قال: نقوم بترحيل القمامة بشكل دوري ضمن قطاع البلدة لكن بسبب اتساع نطاق البلدة والكثافة السكانية فيها وقدم الآليات وقله المحروقات والعمال والاعتمادات وعدم تقيد المواطن بمواعيد رمي القمامة ووضعها بأكياس محكمه ووجود ظاهره (النبيشه) الذين يقومون بنبش القمامة وتركها من دون أكياس فإن هذا يؤدي إلى بقاء القمامة في بعض الأماكن وتقوم البلدة بشكل دوري بترحيل هذه المواقع ونرجو التعاون من الجميع في هذا لأنه يحتاج إلى تكاتف الجميع.

وطالب علي بأن يتم زيادة الاعتمادات وتحسين الآليات وأن يتم النقل إلى المنطقة الصناعية وليس الى وادي الهدة وزيادة عدد العمال.

أما رئيس مجلس بلدية جديدة البحر رشاد حمصية فقد ذكر أن من أهم العقبات التي تواجههم هي قلة عدد العاملين في قطاع النظافة بشكل عام حيث إنه تم فرز 4 عمال من الناجحين في المسابقة المركزية تحت مسمى عامل نظافة وتقدم العمال الأربعة بكتب خطية ممهورة ببصمة الإبهام تفيد بامتناعهم عن العمل كعمال نظافة (وبيقلك يا لاقيلي شغلة تانيه يا فصلني).

الأمر الثاني قلة الآليات مثلاً بلدية جديدة البحر مساحة قطاعها 2000 هكتار ولديها جرار واحد لجمع القمامة وهو الآلية الوحيدة في البلدية ومخصصاته من الوقود لكامل الشهر 300 ليتر، بالله عليك هل يكفي لتأمين نظافة القطاع؟

وختم بالقول: لا بد من رفدنا بعناصر وآليات ووقود كاف وعندها يجب محاسبة المقصرين.

أحمد معلا رئيس مجلس بلدية بقعو قال: يوجد نقص في عمال النظافة لكون البلدية يتبع لها 13 قرية ومزرعة وبسبب تباعدها الجغرافي نقوم بجمع القمامة في بعض القرى الكبيرة مرتين بالأسبوع وفي المزارع مرة في الأسبوع على الأقل ونحتاج إلى زيادة في ماده المازوت إذا أردنا جمع القمامة يومياً.

بدوره رئيس مجلس بلدة السود خالد قزيحة قال: نقوم بترحيل القمامة حسب جدول زمني نراعي فيه العدالة.. القمامة ترحل بشكل أسبوعي مرة واحدة فقط والسبب لدينا قطاع شاسع فيه الكثير من التجمعات السكانية الكبيرة فعندنا نحو 21 موقعاً بين تسمية قرية وتجمع مزرعة وليس لدينا سوى جرارين.

وأضاف: المهم بالنسبة لنا ليس الآلية بقدر أهمية طاقم العمل على الآلية، فغير صادق من يقول أننا لدينا حاجة وأن الشعب فقير، الشعب عندنا لديه الكثير من فرص العمل، من يسافر إلى الخارج يعمل أعمالاً لا يقبل القيام بها في بلده.. وأكبر دليل إذا أردت أن أشغّل أي معلم فسأنتظر على قائمة الدور أسابيع وسيطلب مني أجرة يومية تعادل راتبي خلال شهر، مع العلم أنني مهندس فئة أولى وراتبي مسقف منذ عشر سنوات وأنا رئيس بلدة، راتبي من دون أي حسومات 130 ألفاً وهذا أجار معلم ليوم واحد فقط وهو أقل من أجار عامل لمدة ثلاثة أيام.

وأضاف قزيحة: معظم المواقع تلتزم بمواعيد إخراج القمامة وتبقى نظيفة وما يصور أو يشاهد يكون قبل يوم أو في يوم الترحيل ذاته ولكن عندما يمر الجرار يترك القطاع نظيفاً.

أماكن الفوضى هي التالية: بلاطة غربية بعض الحارات الضيقة، يُفاجأ الجرار بسيارات تقف تمنعه من الدخول.. وكذلك زمرين وحارات من السودا، السبب عدم التزام الأهالي وهناك بعض الحالات ترمى القمامة لأكياس علف لا يقدر العامل رفعها على الجرار والبعض يوفر أكياس القمامة ويرميها بأكياس غير متماسكة وبالليل حيث تنشط الكلاب الضالة والقطط فتقوم ببعثرتها وليس لدينا الكادر الكافي لإعادة الجمع، عمالنا منهكون تماماً لست قادراً على تحميلهم أعباء إضافية، نعمل بكامل الطاقة المتاحة وزيادة الضغط ستجعلنا نخسر الموجود.

وختم بالقول: أنا أؤكد أن زيادة الضغط ستخرج عمالنا عن الخدمة وسوف نجد أنفسنا في حالة عجز ولن نستطيع العودة إلى الوضع الحالي ونعاني كثيراً لإيجاد أشخاص يعملون بجمع القمامة، وكذلك حفر وتنظيف المجاري وعند وجودهم يطلبون أرقاماً خيالية لا نستطيع تغطيتها لأننا نعمل وفق كشوف أسعارها موضوعة من قبل الخدمات الفنية وهي منفصلة عن الواقع.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن