عدوى أعمال الشغب تنتقل إلى سويسرا.. الاحتجاجات تهز فرنسا لليوم الخامس.. ومرشح رئاسي سابق يحذّر من حرب أهلية
| وكالات
مع تواصل الاحتجاجات لليوم الخامس على التوالي، حذر المرشح السابق للرئاسة الفرنسية، إريك زيمور، أمس من تحول الاضطرابات التي تعصف بالمدن الفرنسية إلى حرب أهلية وقال إن الاضطرابات في فرنسا يمكن اعتبارها بداية حرب أهلية وعرقية، وذلك بالتزامن مع إعلان الشرطة السويسرية أن الوضع في فرنسا المجاورة، أثار الهيجان في النفوس لدى البعض في سويسرا.
وفي تصريحاتٍ لقناة «يورو ب1» التلفزيونية، أوضح زيمور أن الحرب الأهلية هي صدام بين السكان والسلطات، وهذا بالضبط ما يحدث الآن، ورأى أن سبب ما يحدث هو سياسة الهجرة في فرنسا، إضافة إلى تعرّض الشرطة لضغوط مفرطة الآن.
وأشار زيمور إلى أن عناصر الشرطة أُمروا بعدم المشاركة في القتال، لأن هذا قد يؤدي إلى وقوع إصابات، ما سيؤدي إلى مزيد من الاضطرابات التي لا يمكن السيطرة عليها.
في غضون ذلك، تواصلت الاحتجاجات على مقتل القاصر نائل المرزوقي برصاص شرطي، الثلاثاء الماضي، في ضواحي العاصمة باريس، لليلة الخامسة على التوالي.
وقال عمدة مدينة ليل لو روز الفرنسية، فينسان جان برون إن منزله تعرض للهجوم وأُصيبت زوجته وطفله، مصرحاً بأن «الحادث محاولة اغتيال».
وكتب العمدة في «تويتر»: الليلة الماضية، تعرض منزلي للهجوم وكانت عائلتي ضحية محاولة اغتيال، موضحاً أن مجهولين حاولوا اقتحام المنزل في سيارة وإضرام النار فيه.
كذلك، تحدّثت وسائل إعلام محلية عن إصابة شرطيين في باريس بعد تعرضهما لإطلاق نار، في الدائرة 13 في باريس. وحسب التحقيقات الأولية، فقد أصيب هذان الشرطيان بطلقات نارية من مسدس، في نحو الساعة الثانية صباحاً.
كما أصيب سبعة من ضباط الشرطة في مدينة ليون الفرنسية، ليل الجمعة، بطلقات نارية خلال الاحتجاجات.
وأعلنت وزارة الداخلية الفرنسية في وقت مبكر، صباح أمس الأحد، أنه جرى توقيف 719 شخصاً، ما يرفع عدد المعتقلين منذ بداية الاحتجاجات إلى نحو ألفين، بينما كانت الشرطة قد نشرت 45 ألفاً من أفرادها في أنحاء فرنسا.
وجرى تعزيز الأمن في 3 مدن رئيسية هي باريس وليون ومارسيليا، كما أرجأ الرئيس إيمانويل ماكرون زيارة كانت مقررة الأحد إلى ألمانيا للتصدي لأسوأ أزمة تواجه حكومته منذ احتجاجات «السترات الصفر».
وكانت النقطة الأكثر سخونة في مرسيليا، حيث أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين، وخاضت اشتباكات مع شبان في محيط وسط المدينة في ساعة متأخرة من الليل.
وأعلنت السلطات المحلية في أنحاء البلاد فرض حظر على المظاهرات، وأمرت بوقف عمل وسائل النقل العام في المساء.
وستزيد الاضطرابات من الضغط السياسي على الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إذ تمثل ضربة لصورة فرنسا على الصعيد العالمي قبل عام واحد من استضافة الألعاب الأولمبية.
وعلّق ماكرون، على المواجهات المستمرة بين المحتجين والشرطة في مختلف المدن الفرنسية، أول من أمس قائلاً: «قرّرنا اتخاذ مزيد من الإجراءات لحماية الممتلكات والمواطنين».
ومن جهة أخرى، أصبح تأثير أعمال الشغب في السياحة في باريس كارثياً بالفعل، وتضاف إلى ذلك الخسائر الهائلة والناجمة عن العنف، والتي يصعب تقديرها راهناً، بسبب تواصل أعمال العنف.
وسبق أن توعد وزير العدل الفرنسي، إريك دوبوند موريتي، رواد مواقع التواصل الاجتماعي، قائلاً: «أقول للمحرضين في وسائل التواصل إننا سنصل إليكم».
وفي ظل استمرار الاضطرابات، أقيمت مراسم جنازة الفتى نائل المرزوقي السبت الماضي، وشيّع جثمانه مئات الأشخاص من مسجد ابن باديس إلى مقبرة مونت فاليريان في ضاحية نانتير الباريسية.
وعمّ الغضب أرجاء فرنسا إثر مقتل القاصر نائل ذي الـ17 عاماً بنيران الشرطة الفرنسية خلال تفتيش على الطريق في ضاحية نانتير، غرب باريس، وقالت الشرطة إنه كان «يقود بسرعة كبيرة في ممر الحافلات، ورفض التوقف عند الإشارة الحمراء»، وهي تصريحات ادانها محامي عائلة الضحية.
وعقب ذلك، اندلعت الاضطرابات في جميع أنحاء البلاد في مدن مثل مرسيليا وليون وتولوز وستراسبورغ وليل، إضافة إلى باريس، حيث قُتل الفتى.
وهذه ليست المرة الأولى التي تشهد فيها فرنسا أحداثاً كهذه، إذ كانت مسرحاً لأعمال عنف في مختلف المدن بسبب مقتل شبان يتحدرون بأغلبيتهم من أصول مغاربية ومن دول إفريقية أخرى خلال عمليات تدخّل للشرطة.
على خط مواز، نقلت صحيفة «مينيت 20» عن مصدر في الشرطة السويسرية، بأنه تم اعتقال سبعة أشخاص بينهم ستة قاصرين، خلال أعمال شغب ليلية في مدينة لوزان السويسرية.
وأضافت الصحيفة: إن الحديث يجري عن ثلاث فتيات من أصل برتغالي وبوسني وصومالي، وكذلك عن فتيين من أصل جورجي وصربي إضافة إلى سويسريين، تتراوح أعمارهم بين 15 و17 عاماً، والمعتقل البالغ الوحيد يبلغ من العمر 24 عاماً- سويسري.
كما لفتت الصحيفة إلى أن الوضع في فرنسا المجاورة، أثار الهيجان في النفوس لدى البعض في سويسرا، وانتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي الدعوات للنزول إلى الشوارع.
وهاجم المتظاهرون المحال التجارية ورجال الشرطة، وحسب شهود، شارك أكثر من 100 شخص في أعمال الشغب، ورشقوا الحجارة والزجاج الحارق على العناصر الأمنية، دون وقوع إصابات في صفوف رجال الشرطة.
وحسب الشهود، فقد شوهد بين المتظاهرين أطفال تقل أعمارهم عن 15 عاماً.