اتهامات لـ«الدعم السريع» بإطلاق سجناء لنشر الفوضى.. والجيش يقصف مواقع في أم درمان.. تجدد الاشتباكات العنيفة بين طرفي الصراع في السودان
| وكالات
تجددت الاشتباكات العنيفة، أمس، بين الجيش السوداني وقوات «الدعم السريع» في عدة مناطق بالعاصمة الخرطوم، في حين اتهمت وزارة الداخلية السودانية «الدعم» باقتحام مقار للشرطة وإطلاق سراح سجناء بهدف نشر الفوضى على نطاق أوسع.
وحسب موقع «بوابة الوسط» الليبي الإلكتروني، تجددت الاشتباكات العنيفة، بين الجيش السوداني وقوات «الدعم السريع» في عدة مناطق بالعاصمة الخرطوم، وسُمع دوي إطلاق النار شمال غرب ووسط أم درمان.
وشهدت مناطق «السوق الشعبي» و«شارع العرضة» والمنطقة الصناعية في أم درمان قصفاً عنيفاً منذ ساعات الفجر الأولى أمس، مع سماع أصوات انفجارات عنيفة في المنطقة، كما شهدت عدة مناطق في مدينة الخرطوم بحري المجاورة والمدينة الرياضية وحي الشجرة في العاصمة اشتباكات وقصفاً مدفعياً قوياً، حيث ارتفعت سحب الدخان قرب مستودعات الشجرة واليرموك ومقر قوات «الاحتياطي المركزي» جنوب العاصمة السودانية.
وأكدت مصادر أن الاشتباكات شملت الأسلحة الخفيفة والثقيلة بين الطرفين، وانتشرت في الأحياء السكنية المحيطة بالمنطقة العسكرية، وفقا لوكالة «رويترز».
وقال شهود: إن طيران الجيش نفذ ضربات جوية على مواقع قوات الدعم السريع في عدد من المناطق الواقعة جنوب معسكر «طيبة»، أكبر المواقع العسكرية لـ«الدعم السريع» في العاصمة الخرطوم، وسمع دوي انفجارات ضخمة ومتتالية، وتصاعدت أعمدة الدخان بكثافة في منطقة جنوب شرق الخرطوم، تزامناً مع تحليق الطيران الحربي.
وأول من أمس السبت، شنت قوات «الدعم السريع» هجمات مكثفة، في محاولة لاقتحام مقر سلاح المدرعات التابع للجيش السوداني في منطقة الشجرة جنوب الخرطوم، والسيطرة عليه، الذي يعد من أهم الأسلحة لدى الجيش.. وكالة «فرانس برس» بدورها ذكرت أن سكان الخرطوم أفاقوا أمس على مزيد من عمليات القصف والاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وأفاد شهود في ضاحية أم درمان شمال غرب الخرطوم بوقوع «اشتباكات عنيفة بمختلف أنواع الأسلحة في مناطق حي العرب والسوق الشعبي والعرضة»، وسط تحليق طائرات مقاتلة في سماء العاصمة وضواحيها.
على صعيد متصل، حذّرت منظمة «أطباء بلا حدود» وفق «فرانس برس» من أن ولاية النيل الأبيض، على مسافة نحو 350 كلم جنوب الخرطوم، باتت تستقبل «أعداداً متزايدة» من النازحين.
وكتبت المنظمة عبر «تويتر»: «تستضيف 9 مخيمات مئات آلاف الأشخاص، معظمهم من النساء والأطفال»، محذّرة من أن «الوضع حرج» في ظل الاشتباه بحالات الحصبة وسوء التغذية لدى الأطفال، وأضافت: «عالجنا ما بين 6 و27 حزيران 223 طفلًا اشتُبه في إصابتهم بالحصبة، وتم إدخال 72 طفلاً وتوفي 13 في عيادتين ندعمهما».
وتكرر المنظمات الإنسانية التشديد على أهمية تخصيص ممرات آمنة لعبور المساعدات خصوصاً مع بدء موسم الأمطار الذي يمتد بين حزيران وأيلول، ويتسبب بفيضانات تودي بضحايا وتعيق الحركة على الطرق.
ويشهد السودان منذ الخامس عشر من نيسان الماضي معارك بين الجيش بقيادة الفريق عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو المعروف بـ«حميدتي».
وأدى النزاع إلى مقتل نحو 2800 شخص ونزوح أكثر من 2.8 مليون، وتتركز المعارك في العاصمة ومناطق قريبة منها، إضافة إلى إقليم دارفور غرب البلاد حيث حذّرت الأمم المتحدة من أن ما يشهده قد يرقى إلى «جرائم بحق الإنسانية» ويتخذ أبعاداً عرقية.
في الغضون، ومع تجدد الاشتباكات بين طرفي الصراع تجددت الاتهامات أيضاً بين الجانبين، إذ اتهمت وزارة الداخلية السودانية، «الدعم السريع» بإطلاق سراح سجناء لنشر الفوضى.
وقال المستشار الإعلامي للداخلية السودانية أمس: «إن قوات الدعم السريع اقتحمت مقار للشرطة من أجل إطلاق سراح سجناء كي تعم الفوضى»، حسبما نقل عنه تلفزيون «القاهرة» الإخباري، وأشار المستشار الإعلامي للداخلية السودانية إلى أن مقاتلي «الدعم السريع» استهدفوا منشآت صحية كي تنهار المنظومة الصحية في البلاد.
وأكد المستشار الإعلامي أن «الدعم السريع» تلقت ضربات قوية من الجيش أفقدتها الكثير من قدراتها العسكرية وكذلك خطوط الإمداد.
ومنذ اندلاع القتال بين الطرفين، منتصف نيسان الماضي، انزلق السودان الذي كان يعد أصلا من بين أفقر الدول حول العالم، إلى هاوية أزمة إنسانية كبيرة، وسط تعثر انتقال ووصول الإمدادات الطبية وبعض المواد الإغاثية، فضلاً عن توقف أغلب المستشفيات بالعاصمة الخرطوم وإقليم دارفور عن العمل.