أول رحلة سياحية بين طهران والقاهرة بعد 45 يوماً.. إيران تدعو فرنسا إلى احترام حق التعبير والاحتجاج السلمي.. وتُعلّق توجه سفيرها إلى السويد
| وكالات
دعت طهران أمس باريس إلى ضبط النفس ونبذ العنف، واحترام مبادئ الكرامة الإنسانية والاحتجاج السلمي، ومن جانب آخر أعلنت تعليق توجه سفيرها إلى السويد، على الرغم من إنهاء المراحل الإدارية، وذلك بسبب إصدار حكومتها ترخيصاً بإهانة المصحف الشريف.
وحسب وكالة «فارس» الإيرانية، دعا المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني الحكومة والشرطة في فرنسا إلى «ضبط النفس» ونبذ العنف، واحترام مبادئ الكرامة الإنسانية والاحتجاج السلمي والاهتمام بمطالب المحتجين.
وقال كنعاني في تصريح أمس: إن «ممارسة التمييز ضد المهاجرين وعدم تقبلهم وعدم تصحيح التعامل الخاطئ معهم من بعض الدول الأوروبية، أدى إلى خلق أوضاع غير مناسبة للمواطنين الأوروبيين ولاسيما في فرنسا».
وشدد كنعاني على ضرورة احترام الحكومة الفرنسية مبادئ الكرامة الإنسانية، وحرية التعبير وحق الاحتجاج السلمي للمواطنين، ووقف التعامل التعسفي مع مواطنيها.
ونصح كنعاني الرعايا الإيرانيين بتجنب السفر غير الضروري إلى فرنسا قدر الإمكان في ظل الأوضاع المتأزمة الحالية، داعياً رعايا إيران المقيمين في فرنسا إلى تجنب التردد غير الضروري إلى المدن، والمناطق التي تشهد احتجاجات بسبب الأوضاع غير الآمنة في فرنسا والتي لا يمكن التنبؤ بها.
والثلاثاء الماضي، أقدمت الشرطة الفرنسية على قتل فتى يبلغ من العمر 17 عاماً عند نقطة تفتيش مروري في ضاحية نانتير، ما أثار احتجاجات شعبية واسعة في أنحاء فرنسا لليوم الخامس على التوالي.
في غضون ذلك، أعلن وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، تعليق توجه السفير الإيراني حجت اللـه فغاني إلى السويد في الوقت الراهن، على الرغم من إنهاء المراحل الإدارية، وذلك بسبب إصدار حكومتها (السويد) ترخيصاً بإهانة المصحف الشريف.
وقال عبد اللهيان في حسابه على «تويتر»: «بالأمس تحدثنا بالتفصيل مع السفير الجديد لبلدنا في السويد، حيث قدم تقريراً عن آخر مستجدات مهمته»، مضيفاً: «على الرغم من انتهاء الإجراءات الإدارية توقفت عملية إيفاد السفير إلى السويد، بسبب سماح حكومة هذا البلد بمهاجمة القرآن الكريم».
وفي وقت سابق، أدان وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان ترخيص الحكومة السويدية لإحراق نسخة من القرآن الكريم على يد أحد المتطرفين، مؤكداً أن السماح بالإساءة إلى المقدسات الدينية والقرآن الكريم أمر مرفوض ولا يمكن تبريره.
وسبق أن استدعت وزارة الخارجية الإيرانية القائم بالأعمال السويدي لدى طهران احتجاجاً على سماح حكومة بلاده للمتطرفين بإهانة المقدسات.
من جانب آخر، وبُعيد إعلان الخارجية الإيرانية سابقاً عن اتفاق بين طهران والقاهرة للارتقاء بمستوى العلاقات بينهما، وترجمةً لهذا الاتفاق، أعلنت نقابة خدمات السفر الجوي والسياحة الإيرانية، أمس أن الدفعة الأولى من السياح الإيرانيين ستتوجه إلى مصر خلال الأيام الـ 45 القادمة.
ووفق ما أفادت وكالة «تسنيم» الإيرانية للأنباء، سيتم إطلاق الرحلة الأولى بشكل رمزي مباشرة بين طهران والقاهرة، وأضافت، عقب افتتاح القنصلية (..)، لن يتم استخدام العراق كدولة وسيطة، بين الدولتين، لأنه يزيد الوقت والتكلفة، وما إلى ذلك.
من جهته، أعلن رئيس مجلس إدارة نقابة خدمات السفر الإيرانية، أن مدير عام وزارة السياحة المصرية، سيصل إلى طهران الأسبوع المقبل، وقال: «في الأسبوع الماضي، أجرينا خلال زيارة مصر مباحثات مع المسؤولين الحكوميين والمسؤولين في مجال السياحة المصرية».
ولفت إلى أن مفاوضات تعزيز السياحة أجريت مع مصر بوساطة العراق، معرباً عن أمله في أن يذوب جليد العلاقات السياسية بين طهران والقاهرة قريباً.
وفي منتصف حزيران الماضي، أكد رئيس مكتب رعاية المصالح الإيرانية في القاهرة، محمد حسين سلطاني فر، أن تطوير العلاقات بين إيران ومصر سيكون له تأثير إيجابي ومهم جداً على العلاقات الإيرانية- العربية، والتطورات الإقليمية، مشيراً إلى أن إيران ومصر تُحاولان رفع العلاقات بينهما إلى مستوى السفراء.
وفي وقت سابق، وجه الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، الشكر إلى أطراف عربية، مثل «سلطنة عمان والعراق، فيما يتعلق بإيران»، مشيراً إلى أحاديث كثيرة عن «جهد جديد للسلطنة فيما يتعلق بالعلاقات بين مصر وإيران.
وفي أيار الماضي، تحدّث وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، عن ارتقاء مستوى العلاقات بين طهران والقاهرة، لافتاً إلى أن مكتب رعاية المصالح ينشط في البلدين، وهناك قناة رسمية للاتصال المباشر.
كما أعرب أمير عبد اللهيان عن أمله بأن تشهد العلاقات الإيرانية – المصرية تطوراً وانفتاحاً جديَّين ومتبادلَين، في إطار سياسة حكومة رئيسي ورؤيته اللتين تُوليان أهمية بالغة لتطوير العلاقات مع دول المنطقة.