سورية

السعودية وتركيا تعززان علاقاتهما … وزير الدفاع الفرنسي ورئيس الأركان الأميركي في أنقرة لبحث مصير «المنطقة المطهرة»

| وكالات

توافد كل من وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان ورئيس أركان الجيش الأميركي جوزيف دانفورد على تركيا للبحث في تطهير آخر المناطق الحدودية التي يسيطر عليها تنظيم داعش المدرج على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية في ريف حلب الشمالي. في غضون ذلك، مضت أنقرة والرياض في تعزيز علاقاتهما، إذ اعتبر رئيس الشؤون الدينية التركي محمد غورماز أن «السعودية وتركيا، هما ثقل القيادة الراشدة، التي تأمل منها الأمة الإسلامية الخير الكثير».
ونقلت وكالة «الأناضول» التركية للأنباء عن مصادر في رئاسة الأركان التركية، أن رئيس الأركان خلوصي آكار، سيلتقي اليوم الثلاثاء رئيس هيئة أركان الجيش الأميركي.
ويصل دانفورد، المسؤول الأميركي العسكري الرفيع إلى أنقرة، وسط تصاعد التحذيرات التركية لـ«جيش سورية الديمقراطي» المدعوم أميركياً، من اجتياز الضفة الغربية لنهر الفرات باتجاه مدينة إعزاز بالريف الحلبي. وعماد «جيش سورية الديمقراطي» هو وحدات حماية الشعب، التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، الذي تعتبره أنقرة امتداداً لحزب العمال الكردستاني المصنف على لائحتها للتنظيمات الإرهابية.
وعلى الأرجح أن يتناول البحث بين آكار ودانفورد، سبل تطهير المنطقة الواقعة بين مدينتي إعزاز وجرابلس بريف حلب الشمالي من إرهابيي تنظيم داعش.
وتبلغ الحدود المشتركة بين سورية وتركيا أكثر من 900 كلم. وتمارس الدول الغربية وخصوصاً الولايات المتحدة ضغوطاً على الأتراك كي يغلقوا بشكل محكم هذه المنطقة والتي يبلغ طولها نحو مئة كيلومتر في جنوب غازي عنتاب.
وفي أواسط العام الماضي، قررت أنقرة الانضمام إلى التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن ضد تنظيم داعش في كل من سورية والعراق، بعد تمنع طال لأكثر من سنة. وفتحت تركيا قواعدها الجوية أمام طائرات التحالف الدولي، وبالأخص قاعدتها أنجرليك الواقعة في أضنة. وفي المقابل، وافقت واشنطن على إقامة «منطقة مطهرة» من داعش على قسم من الحدود السورية التركية، من دون أن تصل إلى الموافقة على مطلب أنقرة إقامة منطقة آمنة أو عازلة.
ومساء أمس وصل وزير الدفاع الفرنسي إلى أنقرة في زيارة تنتهي اليوم الثلاثاء. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مصدر مقرب من لودريان، أن الوزير سيبحث مع القادة الأتراك وبينهم الرئيس رجب طيب أردوغان ونظيره إسماعيل يلماظ، في الملف السوري وسبل مواجهة تنظيم داعش.
وأضاف المصدر أن «الممر الوحيد لتنظيم داعش نحو العالم الخارجي بات محصوراً في (مدينة) جرابلس». وتابع «لقد فقد تنظيم داعش الكثير من قادته الأمر الذي يضعف من قدراته، إلا أن توافد المقاتلين لا يزال متواصلاً».
وتعتبر نقاط الحدود بين تركيا وسورية أبرز ممرات عبور «الجهاديين» الوافدين من أوروبا خصوصاً للقتال في صفوف تنظيم داعش.
وأرسلت فرنسا حاملة الطائرات «شارل ديغول» إلى مياه الخليج للمشاركة مع 26 مقاتلة بقصف مواقع التنظيم الجهادي في العراق وسورية. كما توجد 12 طائرة أخرى تتمركز في الأردن والإمارات.
ووافقت فرنسا قبل انخراط روسيا في الحرب ضد التنظيمات الإرهابية في سورية، وتنفيذ داعش لاعتداءات باريس، على مخطط تركي لإقامة المنطقة الآمنة بين مدينتي جرابلس وإعزاز. لكن فرنسا، التي أضحت تنسق تحركاتها العسكرية في شرق المتوسط وقصفها لمواقع داعش في سورية مع «الحليف الروسي»، لم تعد تبدي موقفاً واضحاً من دعمها السابق للمنطقة الآمنة.
في سياق متصل واصلت أنقرة والرياض تعزيز علاقاتهما. واعتبر رئيس الشؤون الدينية التركي الذي يزور العاصمة السعودية الرياض منذ مطلع الأسبوع، أن «السعودية وتركيا، هما ثقل القيادة الراشدة، التي تأمل منها الأمة الإسلامية الخير الكثير، والقرار الشجاع الذي يدافع عن حقوق المستضعفين في الأرض، وبالأخص المسلمون منهم، في مشارق الأرض ومغاربها».
وأكد غورماز في كلمة ألقاها خلال لقائه مفتي السعودية عبد العزيز بن عبد اللـه آل الشيخ، ونقلتها وكالة «الأناضول»، على «أهمية» مجلس التعاون الإستراتيجي بين السعودية وتركيا، الذي اتفق على تأسيسه أردوغان، والملك سلمان بن عبد العزيز، خلال زيارة أردوغان مؤخراً إلى المملكة. وتابع «بعد استضافة تركيا لأكثر من مليوني لاجئ سوري، وتكلفها أكثر من 9 مليارات دولار في استضافة اللاجئين السوريين والعراقيين، الذي فروا من الإرهاب الطائفي، فإن الحكومة التركية أخذت تفتح للسوريين المدارس، والجامعات التركية للدراسة والتدريس فيها باللغة العربية».
وأوضح أن عدد الطلبة السوريين في تركيا يزيد على 400 ألف طالب، منهم نحو 100 ألف طالب جامعي، لافتًا إلى أن «تركيا تتطلع إلى التعاون مع السعودية، في بناء مدارس وجامعات، تحفظ من خلالها هوية الشعب السوري العربية والإسلامية.
وأشاد غورماز، بدور السعودية في دعم مسلمي أوروبا والبلقان وغيرهم، لافتاً إلى أهمية تنسيق الجهود السعودية والتركية، في خدمة قضايا الأقليات الإسلامية في شرق آسيا من مسلمي الإيغور والروهينغا، وكل المسلمين المستضعفين في الأرض.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن