موسكو حول أحداث فرنسا: التسامح المزعوم ينهار أمام أعيننا.. وأوكرانيا كيان وهمي لا وجود له.. بوتين منتقداً حرق القرآن في السويد: أين بطرس العظيم منهم
| وكالات
انتقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين السويد بعد حادثة حرق المصحف الشريف، على يد متطرف قبل فترة، على حين وصف نائب رئيس مجلس الأمن الروسي ديميتري مدفيديف، أوكرانيا «بأرض سانيكوف» المزعومة غير الموجودة على أرض الواقع مهما حاولت سلطات كييف والغرب إثبات العكس، وبدورها أكدت دونيتسك أن خطة التسوية السلمية للنزاع التي اقترحها رئيس النظام الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، هي بمنزلة ذر للرماد في عيون رعاته الغربيين.
وحسب موقع «روسيا اليوم»، قال الرئيس الروسي في فيديو من البرنامج التلفزيوني «موسكو. الكرملين. بوتين»: «في السويد قاموا مجدداً بحرق القرآن. أين بطرس الأول منهم».
ويعتقد المؤرخون أن معركة «بولتافا» كانت بداية النهاية بالنسبة للإمبراطورية السويدية كدولة عظمى أوروبية، وجرت المعركة عام 1709 حول قلعة بولتافا الروسية (حاليا في أوكرانيا) بين قوات روسيا القيصرية بقيادة بطرس الأول، وجيش الإمبراطورية السويدية، وهي واحدة من أهم معارك الحرب الشمالية العظمى.
والأربعاء الماضي، نفذ سويدي متطرف من أصول عراقية، وعيده بتدنيس القرآن الكريم، وأقدم تحت حماية السلطات على تمزيق وحرق المصحف الشريف خارج المسجد الرئيسي في استوكهولم عاصمة السويد.
من جانب آخر، وصف نائب رئيس مجلس الأمن الروسي ديميتري مدفيديف، أوكرانيا «بأرض سانيكوف» المزعومة غير الموجودة على أرض الواقع مهما حاولت سلطات كييف والغرب إثبات العكس.
وحسب موقع «روسيا اليوم»، كتب مدفيديف على قناته في «تليغرام»: «تثرثر الطغمة العسكرية الأوكرانية طوال الوقت، أن شرط المفاوضات الرئيسي هو الرجوع إلى حدود كانت موجودة في عام 1991، لكن في الواقع هذه حدود مناطق روسيا ومقاطعات الإمبراطورية الروسية، وليس أوكرانيا المزعومة».
وأضاف: «أوكرانيا هي أرض سانيكوف، قام لينين بتشكيلها على حساب الأراضي الروسية، وبقيت كذلك لفترة غير طويلة لتعود وتختفي من الخريطة، لا توجد مثل هذه الأرض، أيا كان رأيهم في الغرب وفي مدينة كييف الروسية المحتلة».
ومن المعروف أن «أرض سانيكوف» هي «جزيرة شبح» تقع شمال جزر سيبيريا الجديدة في المحيط المتجمد الشمالي، والتي يُزعم أن بعض الباحثين تمكنوا من رؤيتها في القرن التاسع عشر، بما في ذلك ياكوف سانيكوف. وفي عام 1900، غادرت بعثة بحرية روسيا للبحث عنها ولكنها لم تجد لها أي أثر، وفي عام 1938، أثبت العلماء أن «أرض سانيكوف» غير موجودة.
على خط مواز، أكد القائم بأعمال رئيس جمهورية دونيتسك الشعبية دينيس بوشيلين أن خطة التسوية السلمية للنزاع التي اقترحها رئيس النظام الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، هي بمنزلة ذر للرماد في عيون رعاته الغربيين، ليوهمهم بأن أسلحتهم لا تذهب هباء.
ونقلت وكالة «نوفوستي» عن بوشيلين قوله أمس: إن «تصريحات زيلينسكي حول التسوية الدبلوماسية للنزاع تحمل طابعاً إعلانياً واستعراضياً»، مشدداً على أن جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك ومقاطعتي زابوروجيه وخيرسون وشبه جزيرة القرم جزء لا يتجزأ من روسيا.
ولفت بوشيلين إلى أن تصريحات زيلينسكي لا علاقة لها بالوضع الحقيقي على خط الجبهة، فالجيش الروسي يدمر وسيواصل تدمير المستودعات التي يتم فيها تخزين الأسلحة التي قدمها الغرب.
بدوره، وصف نائب رئيس مجلس الاتحاد الروسي قسطنطين كوساتشيف كلام زيلينسكي بأنه بعيد عن الواقع، قائلاً: «لا يوجد شيء جديد، وما طرحه زيلينسكي ليس خطة تسوية، وليس له أي آفاق»، مشدداً على أن أوكرانيا كانت لديها كل الفرص لتكون داخل الحدود المحددة، لو أنها بقيت دولة محايدة وغير نووية وديمقراطية تحترم حقوق المواطنين بغض النظر عن جنسيتهم وثقافتهم ولغتهم ودينهم».
وأضاف كوساتشيف: إن أوكرانيا دمرت نفسها من الداخل، وحدث ذلك من دون أي تدخل خارجي، وعاجلاً أم آجلاً سيعترف القادة الأوكرانيون بذلك، ولكن ليس الحاليين بالطبع.
في غضون ذلك، كشف رئيس حركة «نحن مع روسيا» فلاديمير روغوف أن الاستخبارات البريطانية تشرف على سيناريو استفزاز يعده نظام كييف ضد محطة زابوروجيه الكهروذرية.
ونقلت وكالة «نوفوستي» عن روغوف: «قد تقرر قوات كييف مهاجمة مستودعات التخزين الجاف للوقود النووي المستهلك أو مهاجمة نفسها، ويمكن أن يتم ذلك على شكل تفجير إرهابي داخل المحطة الضخمة التي من المحتمل أن تكون فيها مخابئ الأسلحة والمتفجرات التي أعدها عملاء المخابرات الأوكرانية مسبقاً، وقد يتم العمل باستخدام نظائر مشعة من أصل روسي بهدف اتهام روسيا لاحقاً بذلك».
وأشار روغوف إلى أن الأمر الوحيد الذي يمكن أن يجبر سلطات كييف على التراجع عن تنفيذ هذا الاستفزاز هو دفع جميع المتورطين فيه لإدراك أنهم سيدفعون ثمناً باهظاً جداً إذا قاموا بذلك.
وحول الاضطرابات التي تعصف بمعظم المدن والمناطق الفرنسية منذ عدة أيام، ذكرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، أن نقابات العاملين في الشرطة الفرنسية أفادت في بيان لها: «في مواجهة هذه الجحافل المتوحشة، لم يعد يكفي طلب الهدوء، يجب أن نقوم بتحقيقه بالقوة. زملاؤنا، مثل معظم المواطنين شبعوا حتى الثمالة من المعاناة التي تقوم هذه الاقليات العدوانية بفرضها».
وقالت زاخاروفا في تعليقها: هذا كل ما في الأمر. لقد انكشف كل شيء. التسامح المزعوم ينهار أمام أعيننا. تستعرض الليبرالية وتبدي تناقضات لا تتوافق مع الحياة، مضيفة: يجب على وزارة الخارجية الفرنسية ببساطة، أن تأخذ جميع المذمات التي وجهتها سابقاً إلى روسيا والصين وإيران، وقراءتها على نفسها.. فرصة سعيدة!