عربي ودولي

موسكو: دمّرنا دبابات «ليوبارد» المُسلّمة لأوكرانيا.. ومستعدون لحلول معقولة للأزمات الدولية.. بوتين مهنئاً لوكاشينكو بعيد استقلال بيلاروس: نواجه معاً تحديات في غاية الجدية

| وكالات

أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن أواصر الصداقة الأخوية والمساعدة المتبادلة التي توطدت خلال سنوات الحرب القاسية تشكل الأساس الموثوق لعلاقات التحالف الروسية البيلاروسية، في حين أكدت موسكو أنها مستعدة لبحث الحلول المعقولة للأزمات الدولية الحالية، لافتة إلى أن الغرب فقد هيمنته وإنها تعمل لتعزيز التعاون في إطار مجموعة «بريكس».

ووفقاً لوكالة «تاس»، قال بوتين في برقية تهنئة إلى الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو بمناسبة عيد استقلال جمهورية بيلاروس: «تم تأكيد كل تلك العلاقات بشكل كامل اليوم، عندما تواجه روسيا وبيلاروس معاً تهديدات وتحديات خارجية في غاية الجدية».

وتحتفل بيلاروس في الثالث من تموز من كل عام بعيد استقلالها، حيث تم في مثل هذا اليوم عام 1944 تحرير مدينة مينسك عاصمة بيلاروس من الغزاة النازيين.

ومن جانب آخر، أكدت الخدمة الصحفية للكرملين أمس أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيشارك في اجتماع مجلس رؤساء منظمة شنغهاي للتعاون الذي يعقد برئاسة الهند اليوم الثلاثاء.

ونقلت «سبوتنيك» عن الخدمة الصحفية قولها في بيان أمس: في الـ 4 من تموز الجاري سيشارك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في اجتماع لمجلس رؤساء دول منظمة شنغهاي للتعاون الذي يعقد في الهند، وسيتم خلال الاجتماع تحديد المجالات ذات الأولوية لمواصلة تطوير التعاون متعدد الأوجه والمنفعة المتبادلة داخل المنظمة، كما سيتبادل القادة وجهات النظر حول قضايا الساعة الدولية والإقليمية.

ووفقاً لبيان الكرملين من المقرر التوقيع على «إعلان نيودلهي»، وعدد من الوثائق الأخرى، في ختام اجتماع مجلس رؤساء المنظمة.

وتضم منظمة شنغهاي للتعاون ثماني دول، هي الهند وكازاخستان وقرغيزستان والصين وباكستان وروسيا وطاجيكستان وأوزبكستان، فيما تتم إجراءات انضمام إيران وبيلاروس للمنظمة.

من جانب آخر، أعلن نائب رئيس مجلس الأمن الروسي ديميتري مدفيديف أن بلاده مستعدة لبحث التسويات المعقولة للخروج من الأزمات الدولية الحالية، بشرط أخذ مصالحها في الاعتبار.

ووفقاً لموقع روسيا اليوم، قال مدفيديف: «نحن مستعدون للبحث عن حلول وسط معقولة، ومثلما أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مراراً وتكراراً فإنها ممكنة، ولكن يجب أن تؤخذ مصالح روسيا في الاعتبار إلى أقصى حد وإلا فإن كل شيء سينتهي بشكل سيئ للغاية عاجلاً أم آجلاً».

ورأى مدفيديف أنه يجب تحديد جميع نتائج المواجهة الشاملة في وثيقة جديدة، مثل وثيقة هلسنكي التي نتجت عن مؤتمر 1975، وأن فنلندا لا يمكنها كدولة من دول حلف شمال الأطلسي «ناتو» أن تكون مكاناً لمثل هذا الاجتماع.

ولفت مدفيديف إلى أنه ستكون هناك حاجة إلى إعادة تشكيل دقيقة للأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى مع الاحترام الكامل لحقوق الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن، وإلا فإنه سيصبح غير فعال.

في غضون ذلك، أكدت مندوبة روسيا الدائمة لدى الأمانة العامة لمنظمة شنغهاي للتعاون ناتاليا ستبكينا أن تعزيز التعاون في إطار مجموعة «بريكس» يعد إحدى أولويات السياسة الخارجية لروسيا، مشيرة إلى أن الغرب الجماعي بات يفقد دوره المهيمن في العالم، وهناك دافع لبناء نظام عالمي أكثر عدالة.

وقالت ستبكينا أمس أمام «منتدى السلام العالمي» الحادي عشر الذي تستضيفه العاصمة الصينية بكين: «سيتم تحديد النظام العالمي للقرن الحادي والعشرين إلى حد كبير من خلال جودة الشراكات الإستراتيجية، التي وكما هو الحال في بريكس تهيمن عليها روح الانفتاح والتضامن والمساواة والتفاهم المتبادل والشمولية والعدالة».

ولفتت ستبكينا إلى أن العالم يشهد اليوم «تدهوراً في مجالي الأمن والاقتصاد، وكذلك تخريب المنظومة القائمة للإدارة العالمية الشاملة ومؤسساتها».

وأشارت المندوبة الروسية إلى أن «بريكس» تعمل وفق مبادئ الالتزام بالقانون الدولي، ولاسيما ميثاق الأمم المتحدة والاحترام المتبادل، ومراعاة مصالح جميع المشاركين والمساواة وغياب الأجندة الخفية، وكلها مبادئ عالمية وجذابة لمعظم البلدان.

ميدانياً، أعلن وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، أمس، أن القوات الروسية دمرت جميع دبابات «ليوبارد» الست عشرة، التي سلمتها بولندا والبرتغال إلى كييف.

وحسب وكالة «نوفوستي»، قال شويغو في تصريح له إن الجيش الروسي دمر 920 عربة مدرعة في منطقتي دونباس وزابوروجيه خلال الشهر الأخير، بما في ذلك 16 دبابة من طراز «ليوبارد»، إضافة إلى 15 مقاتلة و3 مروحيات.

وأوضح أن عدد دبابات «ليوبارد» التي تم تدميرها يتوافق مع عدد الدبابات التي سلمتها بولندا والبرتغال إلى أوكرانيا، مضيفاً: إن القوات الأوكرانية فقدت منذ 4 حزيران الماضي نحو 2.5 ألف وحدة من مختلف الأسلحة في جميع محاور القتال.

كذلك تطرق شويغو إلى أحداث 24 حزيران، مؤكداً أن محاولة التمرد فشلت كذلك في زعزعة استقرار الوضع، وذلك بفضل وفاء القوات المسلحة الروسية للقسم والواجب العسكري.

وقال إن «محاولات استفزاز القوات الروسية لم تؤثر على أدائها مهامها بشجاعة ونكران للذات، واستمرت في تنفيذ كل المهام الموكلة إليها»، متوجهاً بالشكر لكل وحدات الجيش الروسي وقياداته.

إلى ذلك أعلنت السلطات في مقاطعة بيلغورود الروسية أن القوات الأوكرانية قصفت مناطق من المقاطعة بنحو 140 قذيفة، كما ألقت عدة متفجرات من طائرات مسيرة خلال يوم أول من أمس الأحد.

ونقلت وكالة «تاس» الروسية عن حاكم المقاطعة فياتشيسلاف غلادكوف قوله: إنه ونتيجة القصف تضرر خط لنقل الطاقة الكهربائية وخط أنابيب غاز ومنشأة بنية تحتية للاتصالات، كما تم تسجيل أضرار مختلفة في أربعة منازل، حيث تم تدمير الأسقف والسياج والنوافذ.

وكان غلادكوف أعلن في الـ25 من حزيران الماضي أن الدفاعات الجوية الروسية أسقطت مسيرة أوكرانية، قرب مدينة فالويكي بمقاطعة بيلغورود جنوب غرب روسيا.

وفي سياق منفصل، أوصت السفارة الروسية في فرنسا المواطنين الروس بالامتناع عن زيارة المناطق التي تشهد احتجاجات في المدن الفرنسية، وتوخي الحذر الشديد.

ونقلت «سبوتنيك» عن السفارة قولها في رسالة نشرتها أمس: «بالنظر إلى الجغرافيا الشاسعة للأحداث الجارية توصي السفارة المواطنين الروس المقيمين في فرنسا بالامتناع عن زيارة المناطق الساخنة، بما فيها ضواحي المدن الكبيرة والأماكن المزدحمة، داعية رعاياها إلى توخي الحذر عند الخروج ليلاً».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن