وزير خارجية الأردن اعتبر أن التدرج في معالجة آثار الأزمة السورية هو الخيار الأكثر واقعية وفائدة.. الرئيس الأسد للصفدي: ملف اللاجئين مسألة إنسانية وأخلاقية بحتة لا يجوز تسييسها
| سيلفا رزوق
أكد الرئيس بشار الأسد أن العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى قراهم وبلداتهم أولوية بالنسبة للدولة السورية، مع ضرورة تأمين البنية الأساسية لهذه العودة ومتطلبات الإعمار والتأهيل بكل أشكالها، ودعمها بمشاريع التعافي المبكر التي تمكّن العائدين من استعادة دورة حياتهم الطبيعية.
وبحث الرئيس الأسد خلال استقباله أمس، وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي ملف عودة اللاجئين السوريين، والعلاقات الثنائية بين الأردن وسورية.
وأشار الرئيس الأسد إلى أن كل الإجراءات التي اتخذتها الدولة السورية سواء على المستوى التشريعي أم القانوني أو على مستوى المصالحات تسهم في توفير البيئة الأفضل لعودة اللاجئين، مجدداً التأكيد على أن ملف اللاجئين مسألة إنسانية وأخلاقية بحتة لا يجوز تسييسها بأي شكل من الأشكال.
بدوره عرض الصفدي آخر الجهود التي يبذلها الأردن في مسألة عودة اللاجئين السوريين، والأفكار الجديدة التي تبلورت في هذا الشأن بالتنسيق مع مجموعة الاتصال العربية والأمم المتحدة، مؤكداً دعم بلاده للاستقرار في سورية واستعدادها للعمل مع الحكومة السورية في المجالات الثنائية التي تعزز التعاون بين البلدين، وتسهم في عودة اللاجئين السوريين، مشيراً إلى أن التدرج في معالجة آثار الأزمة في سورية هو الخيار الأكثر واقعيةً وفائدة.
الصفدي أكد في تصريح صحفي عقب لقائه وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد أن اللقاء مع الرئيس الأسد تناول قضايا مرتبطة بالعلاقات الثنائية والجهد الأعم فيما يتعلق بجهود التوصل لحل سياسي للأزمة السورية ينهي هذه الكارثة ويعالج كل تبعاتها الإنسانية والأمنية والسياسية ويضمن وحدة سورية وسلامتها الإقليمية وسيادتها ويحقق طموحات الشعب السوري ويخلصها من الإرهاب ويهيئ الظروف التي تسمح بالعودة الطوعية للاجئين السوريين.
وفيما يتعلق بالجهد العربي الخاص بحل الأزمة السورية أوضح الصفدي أنه وبعد اجتماع جدة واجتماع عمان تم الاتفاق على خريطة طريق للتقدم والتدرج نحو حل الأزمة السورية، ومعالجة تبعاتها، وكان اللقاء الذي جرى في سياق الجامعة العربية، وقال: «نريد أن نتقدم بخطوات عملية نحو معالجة هذه الأزمة، ونريد الإعداد من أجل اجتماع لجنة الاتصال العربية التي كانت أقرتها الجامعة العربية بشكل جيد، حيث يكون هناك مخرجات عملية تسهم في معالجة تبعات الأزمة السورية، ونأمل انعقادها في الشهر القادم».
الصفدي ورداً على سؤال لـ«الوطن» قال: «ما نريده كدول عربية هو انتهاء الأزمة السورية وهذا ما بدأناه بعد اجتماع جدة واجتماع عمان، حيث وضعنا خريطة طريق وأعتقد أن التقدم في تنفيذ هذه الخريطة ومعالجة القضايا التي طرحت سيأخذنا إلى حيث نريد أن نذهب، لكن بصراحة يجب أن يكون هناك خطوات تقنع المجتمع الدولي بأن ثمة تقدم يحصل حتى ترفع العقوبات».
وبيّن الصفدي في رده على سؤال لـ«الوطن» أنه «جرى الحديث عن ثلاثة جوانب وهي الإنسانية والأمنية والسياسية، وبما يخص الجوانب الإنسانية هناك قضايا عديدة مرتبطة في جزء منها بعودة اللاجئين وما يخص المفقودين، أما ما يخص الجانب الأمني فهناك معالجة كل التهديدات لأمن المنطقة التي ولدت من الأزمة ومن الظروف التي أوجدتها هذه الأزمة، وفي الجانب السياسي يجب الوصول إلى المصالحة الوطنية التي تعيد لسورية أمنها وعافيتها».