شؤون محلية

لعدم توفر مياه الري.. مزارعو حمضيات يحذرون من العطش: سنخسر الموسم ومصدر رزقنا الوحيد.. رئيس اتحاد الفلاحين: معظم مزارعي الأشجار المثمرة يعانون نقصاً في عمليات السقاية منذ الشهر الماضي

| اللاذقية - عبير سمير محمود

يحذر معظم مزارعي الحمضيات في اللاذقية من خسائر فادحة في الموسم من جراء العطش بسبب عدم توفر مياه الري الكافية لإرواء الأراضي المزروعة بالأشجار البرتقالية في ريف المحافظة.

ومن ريف جبلة، ناشد فلاحون عبر «الوطن» بضرورة فتح دورات ري كافية لسقاية الأشجار المثمرة وأهمها الحمضيات التي يعتمد على زراعتها آلاف المزارعين باعتبارها مصدر رزقهم الوحيد «أباً عن جِد» كما ذكروا.

كما طالبَ عدد من الفلاحين في قرية المتركية بإنقاذ أشجار الحمضيات التي «تحتضر» من جراء العطش ونقص المياه هذا الموسم، مشيرين إلى أن خطوط الري لا تعمل بمعظمها ومن يتم الضخ فيه لا يصل إلى نهاية الخط لإرواء كل الأراضي التي تتغذى منه.

وذكر أحد المزارعين أن عشرات الدونمات من الحمضيات مهددة بالتساقط بعد اصفرار أوراقها حالياً نتيجة العطش، مبيناً أنه والفلاحين في الأراضي المجاورة لأرضه بما يزيد على 70 دونماً في المتركية تكبدوا خلال الفترة الماضية أجور محروقات لتأمين مياه السقاية من نهر القرية عبر محركات الضخ إلا أن المصاريف أنهكت جيوبهم ولا قدرة لهم على شراء المازوت أو البنزين طوال فترات الحاجة للسقاية إذ يحتاج كل مزارع لعملية الري إلى ما يزيد على 40 ليتر مازوت أو ليتري بنزين كل ساعة سواء عبر نقل واستجرار مياه النهر بوساطة «التراكتور» أم عبر المضخات وجميعها عمليات مكلفة للغاية.

وحذر معظم مزارعي الحمضيات من خسارة الموسم هذا العام متسائلين عن البديل ليكون العون لهم في ظل شح المياه وغلاء المحروقات وانعدام الكهرباء، مطالبين بالسماح لهم بفتح آبار ضمن أراضيهم لتفادي هذه المعاناة السنوية.

رئيس اتحاد الفلاحين في اللاذقية أديب محفوض أكد لـ«الوطن»، أن وضع مياه الري هذا الموسم «تعيس» بشكل عام، ومعظم مزارعي الأشجار المثمرة يعانون نقصاً في عمليات السقاية منذ الشهر الماضي.

وأشار إلى أن فتح أول دورة ري قبل نحو 20 يوماً ساهم بسقاية بعض الأراضي وفق ما تحدده اللجان المشكلة في كل منطقة من احتياجات، مشيراً إلى أن تخزين السدود المنخفض هو السبب بعدم كفاية مياه الأمطار خلال الموسم الشتوي.

وقال محفوض: إن دورة الري من سدي الحويز و16 تشرين وهما السدان الوحيدان حالياً من حيث نسبة التخزين مقارنة بباقي السدود التي لا يمكن فتح دورات ري منها، ونعمل على التقنين قدر الإمكان للحفاظ على مخزونهما بما يكفي لدورتي ري ثانية وثالثة وإلا فلن نتمكن من سقاية الأشجار المثمرة خلال الفترة القادمة.

وأضاف: إنه في حال لم تتم سقاية الأشجار المثمرة ومنها الحمضيات خلال الفترة المقبلة فعند هطول أمطار بنهاية الموسم تتعرض ثمار البرتقال وغيرها من الحمضيات للتشقق والتلف وهذا أمر ينعكس سلباً على الموسم بشكل عام.

وأشار إلى تحذير الجهات المعنية في الزراعة والموارد المائية وتوجيه النصائح للفلاحين بعدم زراعة الخضار الصيفية لتكون مياه الري للأشجار المثمرة، وذلك بسبب نقص المخزون المائي في السدود هذا العام.

وشدد محفوض على مطالب الفلاحين بضرورة السماح بترخيص الآبار للحد من أزمة الري كل عام، مشيراً إلى أن فتح الآبار يساهم بشكل كبير في حل هذه المشكلة وتأمين مصدر مائي للأراضي الزراعية.

وفيما يخص مشروع الري الحديث، بيّن محفوض أن المشروع جيد لما توفره الحكومة من تسهيلات للفلاحين لتركيب شبكة الري الحديث «بالتنقيط» سواء لناحية دفع وزارة الزراعة 50 بالمئة من ثمن الشبكة في حال تم دفعها نقداً أم 40 بالمئة في حال دفعها بالتقسيط، منوهاً إلى أن هذه الشبكة جيدة ولكن ينقصها توفير المياه المضغوطة وإلا فلن يستفيد منها الفلاح في مناطق عدة تعتمد على الري بالراحة من نبع السن وتحتاج إلى تركيب مضخات لتصل المياه من المصدر بقوة كافية إلى المناطق الريفية.

وأردف بأن عدم توفير مياه الري المضغوطة هو العائق وحجر عثرة بطريق الفلاح لتركيب شبكة الري الحديثة في القسم المروي بالراحة من نبع السن، إذ لن تكون شبكة الري بالتنقيط مجدية، أما التي تعتمد على السقاية من السدود فهي عملية جيدة.

وفيما يخص موسم الحمضيات، ذكر محفوض أن عدداً من ثمار الحمضيات تتساقط ويتجه لون الثمرة للاصفرار في بعضها الآخر وتتساقط من جراء الظروف الجوية وتغيرات الطقس بين البرودة والحرارة المرتفعة، إضافة لذلك فإن شجرة الحمضيات لا تتحمل العطش وتحتاج إلى سقاية دورية لتنتج وتعطي ثمارها في أوانها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن