رياضة

مع الافتتاح الرسمي لسوق الانتقالات الكروية الصيفية 2023.. بيلنغهام فضّل الريـال على بلاده وكين يحاول الهرب منها.. مبابي على أبواب فصل جديد وأندية البريميرليغ الأكثر نشاطاً

| خالد عرنوس

مع بداية الشهر الحالي افتتح رسمياً سوق الانتقالات (الميركاتو الصيفي) على وقع صفقات كبيرة قامت بها الأندية السعودية جذبت من خلالها أبرز عناوين وسائل الإعلام العالمية إلا أن الثقل الأكبر والأهم مازال في القارة الأوروبية حيث الأسماء الرنانة للأندية والنجوم المترافقة مع صخب المدرجات والدوريات الأبرز على مستوى العالم، وشهدت القارة العجوز بعضاً من الصفقات الكبيرة المميزة حتى اللحظة فقد استقطبت أسماء العديد من المواهب القادمة من القارة الإفريقية وأميركا الجنوبية كما جرت العادة في كل موسم ورغم أنها فقدت عدداً من الأسماء كذلك وأبرزها ليونيل ميسي الذي فضل بلاد العم سام عقب إخفاق مشروع عودته إلى برشلونة وبعض اللاعبين الذين يحاولون اكتشاف التجربة السعودية أمثال فيرمينيو وبنزيمة وميندي وكوليبالي وبرزوفيتش ونيفيز وربما لحق بهم عدد آخر من النجوم، لكن تبقى الصفقات المبرمة بين الأندية الكبيرة وتضم أسماء من نجوم الصف الأول أكثر وقعاً وتأثيراً في مسيرة هؤلاء النجوم وأنديتهم الجديدة.

بيلنغهام والملكي

شغل جود بيلنغهام اللاعب الدولي الإنكليزي الشاب وسائل الإعلام خلال ثلاثة مواسم أخيرة من خلال الكثير من التقارير والأخبار التي ربطته مع الكثير من الأندية وخاصة أندية بلاده كقطبي مانشستر أو ليفربول وحتى تشيلسي والآرسنال وكذلك نادي باريس سان جيرمان الفرنسي، لكن دخول ريـال مدريد على الخط جعل من اللاعب الذي احتفل بعيد ميلاده العشرين قبل أيام قليلة يغير وجهته نحو العاصمة الإسبانية فوافق على ارتداء قميص الفريق الملكي بعقد يمتد لستة مواسم قادمة مقابل 103 ملايين يورو وقد يصل المبلغ إلى 133 مليوناً مع المتغيرات، ونشأ بيلنغهام في برمنغهام سيتي ومثل الفريق في سن صغيرة جداً فلعب للرجال بعمر ستة عشر عاماً وفي عام 2020 وبعمر السابعة عشرة خطفه بورسيا دورتموند الألماني وهناك لفت الأنظار بتألقه فبات مطلباً لأندية كبيرة خاصة في إنكلترا وتوقع المراقبون أن اللاعب مثل دجاجة تبيض ذهباً للنادي الألماني وقد أجبر إدارة الفريق الملكي ورئيسه فالدير بيريز على فتح خزائنه والعودة إلى الصفقات الكبيرة لتدعيم الجبهة الهجومية خاصة بعد رحيل كريم بنزيمة.

مصير مبابي

وبشكل أكبر شغل الفرنسي كليان مبابي أوساط الإعلام العالمي والفرنسي على وجه الخصوص بعدما أعلن منذ الموسم الماضي رغبته بمغادرة سان جيرمان ومورست عليه ضغوط كبيرة حتى بقي في بلاده الموسم المنصرم ومنها رفع الراتب السنوي مع ميزات أخرى داخل المستطيل وخارجه لكن النجم البالغ من العمر 24 عاماً والذي كان أحد لاعبين سجلوا أكثر من 50 هدفاً في الموسم الفائت عاد إلى النغمة الأولى وأبلغ إدارة الباريسي بنيته الرحيل واضعاً الجميع تحت الضغط مجدداً، وبما أن مبابي ارتبط في السنتين الأخيرتين بريال مدريد فإن الوجهة المفضلة تبقى الليغا حيث النادي القادر على دفع المبلغ الكبير الذي يطلبه سان جيرمان واللاعب مقابل الانتقال إليه.

المبلغ المطلوب حسب تقرير أخير لصحيفة (ماركا) يناهز 240 مليون دولار وهو ما طلبته والدة اللاعب وهي التي تدير عملية التفاوض مع إدارة بيريز وقد صرحت للصحيفة بأنه يجب على الأخير دفع المبلغ في حال أراد الظفر بتوقيع اللاعب في الصيف الحالي وإلا فعليه الانتظار لموسم آخر لينخفض الرقم عملياً حيث ينتهي عقد مبابي مع الباريسي في صيف 2024 وعندها يمكن القبول بمبلغ أقل على اعتبار أنه سيكون متاحاً من دون رسوم انتقال وسيكتفي الريال بدفع رواتب اللاعب، ورصدت تقارير أخرى رأي إدارة الفريق الملكي في هذا الأمر وقد أبدت استعدادها لدفع 180 مليوناً مع بعض المكافآت الخاصة للاعب بما يرفع المبلغ إلى 200 مليون يورو، بالمقابل مازالت إدارة باريس سان جيرمان تحاول إبقاء كليان موسماً آخر بحيث يمكنها التفاوض على رحيله في صيف 2024 في حال نجحت بتمديد عقده لموسم جديد بحيث يمتد حتى صيف 2025، ووصلت الأمور إلى الذروة على ما يبدو وبالتالي فمن المقرر أن يبت بالتعاقد مع مبابي خلال الأيام القادمة خاصة مع دخول أندية إنكليزية على الخط حسب أخبار أوردتها الصحافة هناك وإن كانت لا ترقى إلى التقارير المؤكدة، وقالت مصادر أخرى مرتبطة بريـال مدريد إن إدارته وضعت خطة بديلة لتعويض مبابي والتعاقد مع واحد من ثلاثة (هاري كين ودوشان فلاهوفيتش وفيكتور أوسيمين).

صفقات إنكليزية

وفي إنكلترا شغل هاري كين المهاجم الدولي وهداف الأسود الثلاثة ونادي توتنهام الأوساط البريطانية منذ إعلانه بشكل صريح مغادرة السبيرز، وعلى الرغم من تلميحات اليونايتد ونيوكاسل وربما الآرسنال وتشيلسي بإمكانية التعاقد مع اللاعب والأخير أبدى استعداده لدفع 80 مليون جنيه استرليني لإتمام الصفقة لكن إدارة ناديه تفضل رحيله خارج البريميرليغ بمقابل مادي يعوضها عن فقدان لاعب بحجمه، ولا تبدو الخيارات واسعة أمام كابتن منتخب إنكلترا فهناك أندية قليلة قادرة على الدخول في المفاوضات مع السبيرز، الأول هو ريال مدريد الذي مازال يفضل التعاقد مع مبابي كخيار أول لكنه قد يتحول إلى هاري كين في حال لم تنجح المفاوضات مع والدة الأول (فايزة العماري) إلا أنه قد يندم على إهدار الفرصة لاسيما أن الأخبار تقول إن بايرن ميونيخ دخل بقوة على خط كين الذي سيكمل عامة الثلاثين آخر الشهر الحالي.

وتقول مصادر النادي البافاري: إن العرض الأول قوبل بالرفض بحجة أنه قليل وأن كين يستحق مبلغاً أكبر وتدرك إدارة توتنهام أنه بإمكانها اللعب على هذا الوتر لفترة قصيرة خاصة أن اللاعب سيكون متاحاً بالمجان في العام القادم، وقدم البايرن عرضاً جديداً سيدفع بموجبه 80 مليون جنيه إسترليني وقد تكون إدارة النادي اللندني أصبحت بموقف جيد خاصة بعد عرض الجار تشيلسي الذي يتساوى مادياً مع ما قدمه الألمان.

ومن الأمور اللافتة أن مصير كين مرتبط بكليان مبابي، فالريـال وضعه كبديل في حال فشلت صفقة الأخير وعلى الجهة الأخرى أصبح كين بديلاً عن مبابي في سان جيرمان في حال تمت الصفقة بين الباريسي والمدريدي فها هو مصدر باريسي يقول: إن إدارته وضعت خطة للتعاقد مع برناردو سيلفا وهاري كين مقابل 200 مليون يورو لتعزيز صفوفه بعد رحيل ميسي نحو الدوري الأميركي واحتمالية رحيل مبابي، وعلى كل الأحوال فإن كين من الصعب أن يبقى في السبيرز حيث يتوق للإنجازات الكبيرة على مستوى الأندية وبالتأكيد فإنه سيظفر بها أياً كانت وجهته خارج إنكلترا.

أندية لندن

عانت أندية لندن في الموسم الماضي فحل تشيلسي بالمركز الثاني عشر كأسوأ ترتيب في الألفية الثالثة ولم يكن توتنهام أفضل كثيراً فقد أنهى الموسم بالمركز الثامن وبالمقابل سجل الآرسنال عودة إلى مربع الكبار بعد غياب لكن نهاية الموسم حملت خيبة كبيرة، بعدما خسر لقب البريميرليغ في الأمتار الأخيرة، وعليه فإن هذا الثلاثي بات بحاجة إلى عدد من الانتدابات، من أجل المنافسة الجدية للغانرز على اللقب والعودة إلى مربع المقدمة للسبيرز والبلوز.

وسجل تشيلسي حركات التنقلات الأكبر في إنكلترا سواء من ناحية المغادرة أم التعاقدات الجديدة فقد رحل عنه نغولو كانتي وإدوار ميندي وكاي هافيرتز ولوفتس تشيك وتشارلي ويبستر وتيمايو باكايوكو، وبالمقابل فإن التعاقد الأهم للبلوز كان بمجيء المدرب مارويسيو بوكتينيو الذي يحظى بسمعة جيدة باعتباره كان مدرباً للجار توتنهام لسنوات عديدة، ومن الصفقات اللافتة على مستوى اللاعبين هناك الدولي السنغالي نيكولاس جاكسون (22 عاماً) من فياريـال الإسباني مقابل 30 مليون يورو مع إضافات قد تصل إلى 7 ملايين يورو، والدولي الفرنسي كريستوفر نكونكو (25 عاماً) من لايبزيغ الألماني مقابل أكثر من 70 مليون يورو، والموهبة البرتغالية دييغو موريرا (19 عاماً) من بنفيكا البرتغالي، ولم تكتف إدارة تشيلي بذلك فاستقطبت لاعباً إكوادورياً ناشئاً يدعى كيندري بايز (16 عاماً) من إندبندينتي الإكوادوري، ومازالت صفقة اللاعب البرازيلي الشاب أنجيلو غابرييل من سانتوس قيد التفاوض وهذا اللاعب الشاب تشبهه وسائل إعلام برازيلية بمواطنه نيمار.

ارتفاع الطموحات

في الجار الأحمر (آرسنال) يحاول المدرب أرتيتا المحافظة على المستوى الذي ظهر عليه في الموسم الماضي ومحاولة العودة إلى منصة التتويج، وعليه يقوم بالتعاقد مع صفقات محددة تخدم مشروعه وأبرم أهم صفقة حتى الآن بالتعاقد مع الألماني كاي هافيرتز من الجار تشيلسي مقابل 70 مليون يورو وبعقد لمدة خمس سنوات سيصبح اللاعب الدولي ابن الرابعة والعشرين من العمر صاحب الأجر الأعلى حيث سيتقاضى 20 مليون يورو سنوياً، وقد تكون صفقة ديكلان رايس من الجار الآخر ويستهام الأعلى (إنكليزياً) هذا الصيف فقد أبدى الآرسنال استعداده لدفع 105 ملايين جنيه كرسوم انتقال وحوافز، وكانت عدة أندية أبدت رغبتها بالتوقيع مع الدولي الإنكليزي (24 عاماً) لكن ويستهام يفضل بيعه للآرسنال، أما آخر الأخبار القادمة من ملعب الإمارات فتفيد بأن الآرسنال مهتم بالتعاقد مع البرتغالي جواو كانسيلو لاعب السيتي الذي انتهت إعارته إلى بايرن ميونيخ بعدما أبلغه غوارديولا بأنه استغنى عن خدماته.

وبما أننا وصلنا إلى بطل الدوري فقد رحل عنه الألماني إلكاي غندوغان وهناك كلام عن رحيل نجوم آخرين كالإسباني إيمريك لابورت والبرتغالي برناردو سيلفا، لكن غوارديولا كسب صفقة مهمة في وسط الملعب بالتعاقد مع الكرواتي ماتيو كوفاسيتش (29 عاماً) من تشيلسي بعقد لمدة 4 مواسم مقابل 25 مليون جنيه، إضافة إلى 5 ملايين كمتغيرات، ولعل الصفقة الأهم للسيتي في الوقت الحالي تتمثل بلاعب كرواتي آخر هو المدافع جوسكو جفارديول من لايبزيغ الألماني والمقابل المادي يناهز 100 مليون يورو عدا الإضافات وما هي إلا مسألة وقت قصير للإعلان عن هذه الصفقة التي ستجعل ابن الحادية والعشرين أغلى مدافع في العالم.

ويبقى الحديث عن الصفقات مفتوحاً مادامت الأندية في طور التجهيز للموسم الجديد وستكون لنا وقفة أخرى مع سوق الانتقالات في قادم الأيام.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن