بعد قطع العلاقات السعودية الإيرانية.. واشنطن: تضر بعملية السلام السورية.. وخدام: نخشى أن ندفع الضريبة … موسكو: نأمل في مواصلة «مجموعة الدعم الدولية لسورية» عملها.. ومستعدون للوساطة
| الوطن- وكالات
بات مستقبل حل الأزمة السورية محط الأنظار بعد قطع العلاقات السعودية الإيرانية التي أبدت موسكو استعدادها للوساطة معربة عن أملها في مواصلة مجموعة الدعم الدولية عملها رغم الخلاف الذي قالت برلين إنه يتطلب من البلدين اتخاذ خطوات متقدمة.
وأعربت وزارة الخارجية الروسية عن قلق موسكو الشديد إزاء تفاقم الأوضاع في الشرق الأوسط بين السعودية وإيران، داعية بحسب موقع «روسيا اليوم» لإيجاد حل لها بطريقة «الحوار وراء طاولة المفاوضات»، على حين نقلت وكالة «تاس» الروسية عن مصدر دبلوماسي روسي رفض الكشف عن اسمه، أن موسكو مستعدة لاستضافة محادثات بين وزيري خارجية السعودية عادل الجبير وإيران محمد جواد ظريف، كما نقلت وكالة «نوفوستي» عن مصدر دبلوماسي في الخارجية الروسية قوله إن موسكو كانت دائماً حريصة «لتكون لدى المسلمين رؤية مشتركة، لدى السنة والشيعة (…) في ما يخص المشكلات الدولية والإقليمية، بما في ذلك الأزمة السورية»، وأشار إلى أن موسكو تدعو لمواصلة المباحثات بصيغة فيينا، بمشاركة كل من إيران والسعودية، آملاً في أن تواصل «مجموعة الدعم الدولية لسورية» عملها رغم قطع العلاقات بين طهران والرياض.
من جانبها نقلت وكالة «فرانس برس» عن مسؤول أميركي رفض ذكر اسمه أن وزير الخارجية جون كيري حضّ هاتفياً نظيريه الإيراني محمد ظريف والسعودي عادل الجبير على الهدوء، لأن الأزمة الناجمة عن إعدام السعودية للشيخ نمر النمر «تهدد بمزيد من التصعيد»، بعدما نقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن مسؤول أميركي رفض الكشف عن هويته، أن إعدام الشيخ النمر «لعبة خطيرة يلعبونها (السعوديون)، فهناك تداعيات أكبر من رد الفعل على الإعدام منها ضرر بمبادرات مواجهة داعش إلى جانب عملية السلام السورية».
وفي بروكسل اعتبرت الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، أن ما يحدث الآن لن يثني الاتحاد عن الاستمرار في دعوة كافة الأطراف الإقليمية والدولية إلى عدم التخلي عن التزامها العمل معاً للبحث عن حل سياسي للأزمة السورية، في إطار ما عُرف إعلامياً بـ«صيغة فيينا»، على ما ذكرت وكالة «آكي» الإيطالية، التي نقلت أيضاً عن «مصادر أوروبية مطلعة» أن دوائر صنع القرار ترى من الصعب عملياً، في الأجواء الحالية، استمرار تعاون الطرفين المعنيين، أي الرياض وطهران، على حل الملف السوري.
أما في برلين، فقد أكد مارتن شافر المتحدث باسم وزير الخارجية فرانك- فالتر شتاينماير، أنه «لا يمكن التوصل إلى حل الأزمتين (في سورية واليمن) والأزمات الأخرى، إلا إذا كانت القوة السنية العظمى، أي السعودية، وإيران الشيعية، على استعداد لأن يقوم كل منهما بخطوة في اتجاه الآخر».
في الغضون وفي تصريح لـ«الوطن»، قال عضو المكتب التنفيذي لهيئة التنسيق منذر خدام: «نتمنى التوصل إلى حل في هذا العام ويتفاهم السوريون على شكل النظام السياسي وعلى كيفية إدارة الدولة»، لكنه أضاف: «الواقع معقد جداً ونخشى حقيقية أن ينعكس الخلاف السعودي الإيراني سلباً علينا وأن ندفع نحن ضريبة الدم»، مشيراً إلى «معطيات جديدة جداً لم تكن ملحوظة حين عقد مؤتمر جنيف2»، لافتاً إلى أن أميركا «مستعجلة على وقف إطلاق النار لإنقاذ ما تبقى من المجموعات المسلحة التي تراهن عليها».