ارتفاع عدد الضحايا إلى 11 شهيداً وأكثر من مئة مصاب بينهم 20 بحال خطيرة.. العدوان الإسرائيلي مستمر على جنين ومخيمها.. والمقاومة توقع خسائر في صفوف الاحتلال
| وكالات
واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها لليوم الثاني على مدينة جنين ومخيمها في الضفة الغربية، بينما استمرت فصائل المقاومة الفلسطينية بالتصدي لاعتداءات الاحتلال وتكبيده خسائر كبيرة، على حين ارتفعت حصيلة الضحايا الفلسطينيين إلى 11 شهيداً وأكثر من مئة مصاب بينهم العشرات بحال خطيرة، في وقت أصيب عشرة مستوطنين إسرائيليين بعملية دهس في «تل أبيب» جاءت رداً على الجرائم المتواصلة التي يرتكبها كيان الاحتلال بحق الفلسطينيين.
وحسب وسائل إعلام فلسطينية، أعلنت كتائب «القسام» الجناح العسكري لحركة «حماس» أنّ «مجاهديها أوقعوا قوةً صهيونيةً في كمين محكم، في حارة الدمج بمخيم جنين»، مؤكدةً وقوع إصابات في صفوف جيش الاحتلال، ومنع تقدم قواته باتجاه المخيم، مشددة على أن «جنين ستبقى عصيّة على كل صهيوني يفكّر في دخولها».
وقبل ذلك، ذكرت كتائب «القسام» في جنين في بيان حول العدوان الإسرائيلي المتواصل على مخيمها، أن المجاهدين «لا يزالون يخوضون المواجهة الشاملة مع جيش الاحتلال المتوغل في مخيم جنين، ضمن تكتيكات وترتيبات ميدانية تحقق الخسائر الأكبر في صفوف العدو، وتردّه خائباً خاسراً».
وأكدت «القسام» أن «أهلنا في جنين ومخيمها هم الحصن والحاضنة المتينة للمقاومة، ولن يرهبهم التخويف والتهديد الذي تمارسه آلة العدو الإعلامية، وسيبقون متمسكين بدورهم الوطني المقاوم».
من جهتها، أعلنت كتيبة جنين، التابعة لـ«سرايا القدس»، الجناح العسكري لحركة «الجهاد الإسلامي»، أن الوحدة الخاصة (في الكتيبة) استهدفت قوة صهيونية راجلة على محور الدمج، بصليات مركزة من الرصاص وحققت إصابات مباشرة.
وأوضحت الكتيبة أن عناصرها «أفشلوا محاولة إنقاذ لقوة راجلة وقعت في كمين على محور الدمج، وواصلوا استهداف العدو بصليات من الرصاص».
ونشرت الكتيبة مقطعاً مصوراً أكدت فيه أن قدراتها العسكرية ما زالت بخير وأنها أسقطت طائرةً مسيرةً لقوات الاحتلال في سماء المخيم، هي الرابعة خلال المعركة».
كما أعلنت كتيبة جنين أن «مجاهدينا هاجموا قوات الاحتلال على دوار العصفور بصليات كثيفة ومركزة من الرصاص والعبوات المتفجرة»، وأكدت الكتيبة أن «وحدة الهندسة فجرت 5 عبوات من نوع «طارق1» في تجمعات الاحتلال على دوار العصفور وأصابت أهدافها بدقة رداً على استهداف البيوت الآمنة والاعتداء على المدنيين».
بدورها، أطلقت مجموعات كتائب المجاهدين النار باتجاه قوة خاصة، تحصّنت في أحد المنازل بحارة الدمج فجراً، كما أطلقت النار باتجاه آليات العدو في شارع حيفا، ضمن تصدّيها للعدوان الإسرائيلي على جنين.
جاء ذلك وسط رفض معظم الأهالي الخروج من المخيم، وإصراراهم على مساندة المقاتلين والوقوف معهم، مهما كلّف الأمر.
وعلى الرغم من الحصار المطبق على المخيم، والقصف الذي لم يتوقّف، «لا يزال المقاومون مسيطرين على مسرح العمليات، إذ باءت كل محاولات العدو للتقدم إلى عمق المخيم بالفشل، وتكبّدت القوات المهاجمة خسائر كبيرة».
في الأثناء، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أمس ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على جنين إلى 11 شهيداً وأكثر من 100 جريح بينهم 20 في حال الخطر.
وذكرت الوزارة أن الشاب عبد الرحمن حسن صعابنة (17 عاماً) ارتقى شهيداً متأثراً بجروح حرجة في الرأس أصيب بها برصاص الاحتلال أمس في جنين، كما أفادت الوزارة وفق وكالة «وفا»، بالعثور على جثمان الشاب عدي إبراهيم خمايسة من بلدة اليامون غرب جنين، صباح أمس في منطقة شارع حيفا في المدينة.
وأول من أمس استشهد، تسعة فلسطينيين إضافة إلى إصابة العشرات بجروح نتيجة عدوان الاحتلال المتواصل على مدينة جنين ومخيمها.
وأرغمت قوات الاحتلال مئات العائلات من أهالي مخيم جنين على مغادرته تحت تهديد قصف منازلهم.
وأفاد شهود بأن قوات الاحتلال أجبرت مئات الفلسطينيين على إخلاء منازلهم، في المنطقة القريبة من دوار الحصان، وذلك بعد أن طالبتهم بذلك عبر مكبرات الصوت.
وأمس، أصيب عشرات الفلسطينيين نتيجة اعتداء قوات الاحتلال الإسرائيلي على مستشفى في مدينة جنين وعدة مناطق في مخيمها حسب «وفا» التي ذكرت أن قوات الاحتلال أطلقت وابلاً من قنابل الغاز السام تجاه الفلسطينيين في ساحة مشفى الشهيد خليل سليمان الحكومي في جنين، ما أدى إلى إصابة العشرات بحالات اختناق، بينهم صحفيون.
كما قصف طيران الاحتلال منزلاً ومناطق عدة في مدينة جنين، ما أدى لإصابة عدد من الفلسطينيين وسط استهداف قوات الاحتلال فرق وسيارات الإسعاف في المخيم لإعاقة وصولها للجرحى.
من جهة ثانية، استشهد فلسطيني برصاص الاحتلال الإسرائيلي بعد تنفيذه عملية دهس في «تل أبيب»، أسفرت عن إصابة 10 مستوطنين، وذلك رداً على جرائم الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة، وأحدثها عدوانه على مدينة جنين ومخيمها.
وحسب وسائل إعلام فلسطينية فإن حسين خلايلة (23 عاماً) دهس بسيارته تجمعاً للمستوطنين في «تل أبيب» وأطلق النار عليهم، ما أدى إلى إصابة 10 مستوطنين بجروح بينهم 4 بحالات خطرة، قبل استشهاده برصاص مستوطن.
وتضامنا مع أهالي جنين ومخيمها وتنديداً بالعدوان الإسرائيلي، عم الإضراب الشامل أمس الضفة الغربية وسط دعوة القوى الوطنية الفلسطينية إلى الخروج بمظاهرات غضب في جميع مدن وبلدات الضفة استنكاراً للعدوان.
ووفق «وفا» شلّ الإضراب، مناحي الحياة كافة، وأُغلقت الجامعات، والبنوك، والمحال التجارية، وسط دعوات إلى الاستمرار في فعاليات المواجهة مع الاحتلال في كل المناطق والشوارع والميادين، واعتباره يوم نفير عام وغضب وعنفوان في وجه هذا المحتل.
ونتيجة لتواصل عدوان الاحتلال أكد رئيس غرفة تجارة وصناعة جنين عمار أبو بكر، أن المدينة تعاني من نقص كبير في المواد التموينية، نتيجة الحصار والعدوان الإسرائيلي المستمر على جنين ومخيمها.
وأكد أبو بكر حسب «وفا»، أن «جيش» الاحتلال منع الصيدليات والمخابز من العمل، إضافة إلى منع التجار من تزويد المواطنين بالمواد الأساسية، كما أن منع سلطات الاحتلال إدخال المواد التموينية من معبر «الجلمة» أدى إلى تفاقم المعاناة، ما تسبب بنفاد جزء كبير من المواد التموينية من المحال التجارية.
في الغضون، نفى مصدر «أمني مسؤول» كما ذكرت «وفا» ما تحدثت عنه مصادر إعلامية إسرائيلية نقلت عن جيش الاحتلال الإسرائيلي بأن «التنسيق الأمني ما زال مستمراً» مع الفلسطينيين.
وأكد هذا المصدر، التزام الأجهزة الأمنية بقرارات القيادة الفلسطينية فيما يتعلق بهذا الموضوع، وأن كل ما يشاع يهدف إلى خلق البلبلة في الساحة الفلسطينية، وهو جزء من الحملة التي تشن على السلطة الوطنية والأجهزة الأمنية.
في سياق متصل، أكد رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس المطران عطا اللـه حنا أن العدوان الإسرائيلي على مدينة جنين ومخيمها جريمة مروعة بحق الإنسانية، ودليل على همجية ووحشية الاحتلال، مشيراً إلى أنه من المؤسف أن العالم يتفرج دون أن يحرك ساكناً.
وأوضح المطران حنا في تصريحات أمس أن مخيم جنين سيبقى رمزاً للصمود والتشبث بالأرض والهوية، لافتاً إلى أن الاحتلال الغاشم جعل من هذا المخيم مختبراً لكل أسلحته الفتاكة من قذائف وصواريخ وطائرات بجميع أشكالها ومسمياتها، في محاولة فاشلة لكسر إرادة المقاومة.
وشدد المطران حنا على أن الفلسطينيين مهما ضحوا لن يستسلموا، وأن دماء الشهداء في المخيم وكل أنحاء فلسطين لن تذهب هدراً وستؤدي حتماً إلى دحر الاحتلال لينعم الشعب الفلسطيني بالحرية ويستعيد كامل حقوقه الوطنية.
وزارة الخارجية الفلسطينية اعتبرت بدورها أن ردود الفعل الدولية تجاه جرائم الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني عامة وفي مدينة جنين ومخيمها بشكل خاص، لم تخرج عن الصيغ الشكلية التقليدية التي تعكس إصرار المجتمع الدولي على التمسك بازدواجية المعايير، وعدم تحمل مسؤولياته تجاه ما يتعرض له الفلسطينيون من احتلال واضطهاد.
وقالت الوزارة في بيان نقلته «وفا»: «في ظل المشاهد والصور التي تتناقلها وسائل الإعلام من جنين ومخيمها بشأن الدمار والتهجير والتخريب والقتل ومنع الطواقم الطبية من القيام بعملها واستهداف الصحفيين لمنعهم من نقل حقيقة ما يجري، تطل علينا بعض الدول التي اعتادت الوقوف في الجانب الخطأ من التاريخ، ودأبت على توفير الحماية للاحتلال من المحاسبة والعقوبات الدولية تحت شعار «دعم أمن إسرائيل وحقها بالدفاع عن نفسها»، وهو ما يستغله الاحتلال غطاء لإطلاق آلته العسكرية وعصابات مستوطنيه، لاستباحة الضفة الغربية في وقت لا نسمع فيه مثل تلك المواقف الداعمة للحق الفلسطيني في مقاومة الاحتلال أولاً، ودعم أمنه ثانياً، والدفاع عن أرضه ومنازله وممتلكاته ومقدساته ثالثاً».
وأعربت الوزارة عن استهجانها الشديد لهذا الموقف الذي يصدر عن دول تدعي تمسكها بحقوق الإنسان، مطالبة إياها بمراجعة مواقفها بما يتسق مع القانون الدولي والقيم التي تتفاخر بها.
بدوره، دعا مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور مجلس الأمن الدولي إلى تحمل مسؤولياته بوقف العدوان الإسرائيلي والعمل بشكل فوري على تنفيذ قراراته ذات الصلة، بما في ذلك القراران 2334 و904 وجميع القرارات الأخرى المتعلقة بحماية المدنيين بما في ذلك حماية الأطفال والنساء.
وطالب منصور في رسائل بعثها إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن لهذا الشهر «المملكة المتحدة» ورئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة حسب «وفا» ببذل مساعيهم للمساعدة في تخفيف حدة الوضع الخطير والعمل بشكل عاجل على تعبئة قدرات الأمم المتحدة لضمان حماية الشعب الفلسطيني.