الجيش السوداني بدأ بتجهيز متطوعين للقتال.. و«الدعم السريع» أعلنت إسقاط طائرة حربية.. تجدد الاشتباكات بين طرفي الصراع في مدن الخرطوم الثلاث
| وكالات
فيما بدا أنه مؤشر إلى عدم إمكانية وضع حد للصراع في وقت قريب، بدأ الجيش السوداني بتجهيز المتطوعين من الشباب للقتال ضد قوات «الدعم السريع»، بينما تجددت الاشتباكات أمس بين الطرفين في مدن العاصمة الثلاث، على حين أعلنت الأخيرة إسقاط طائرة حربية تابعة لسلاح الجو السوداني.
وأمس الثلاثاء، تجددت الاشتباكات العنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مدن العاصمة الخرطوم الثلاث أم درمان والخرطوم والخرطوم بحري، وذلك حسب وسائل إعلام عربية.
وشهدت مناطق جنوب الخرطوم اشتباكات عنيفة بالأسلحة الثقيلة مع تحليق مكثف للطيران وسماع أصوات المضادات الأرضية، وسط أنباء عن استمرار دوي الانفجارات والاشتباكات تجاه معسكر قوات «الاحتياط المركزي» والمنطقة الصناعية والسوق الشعبي في أم درمان وشمال وغرب الحاج يوسف بضاحية شرق النيل التابعة لمحلية الخرطوم بحري وبعض المناطق في أمبدة.
كما تجددت الاشتباكات العنيفة بالقرب من «شارع الامتداد وشارع النص» في أحياء «الثورات» في أم درمان، فيما انطلقت مناشدات للسكان الموجودين في مناطق الاشتباكات بالبقاء داخل المنازل والابتعاد عن النوافذ وأخذ الحيطة والحذر.
سبق ذلك إعلان الجيش السوداني، أول من أمس الإثنين، توجيه قيادات الفرق والمناطق العسكرية بـ«استقبال وتجهيز المقاتلين»، بعد دعوة القائد العام للقوات المسلحة، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، الشباب وكل من يستطيع حمل السلاح للانضمام للوحدات العسكرية، حسب ما ذكرت قناة «سكاي نيوز».
وطالب الجيش في بيانه بتوجه الشباب لأقرب قيادة أو وحدة عسكرية؛ لاستقبالهم وتجهيزهم عسكرياً، كما نشر صوراً قال إنها لمجندين جدد.
وسبق أن دعا البرهان الشباب السوداني إلى التحرك لحمل السلاح لـ«الدفاع عن الوطن»، حيث قال عشية الاحتفال بعيد الأضحى: إن «حجم المؤامرة يتطلب من الجميع اليقظة والاستعداد للتصدي للمهددات الوجودية لدولتنا، أطلب من جميع شباب بلادي وكل من يستطيع الدفاع ألا يتردد أو يتأخر بأن يقوم بهذا الدور الوطني في مكان سكنه أو بالانضمام للوحدات العسكرية لنيل شرف الدفاع عن بقاء الدولة السودانية».
وهذه هي المرة الثانية التي يدعو فيها الجيش السوداني إلى المشاركة في القتال، بعدما قرر في أيار الماضي استدعاء الاحتياط من ضباط وضباط صف وجنود القوات المسلحة، إضافة إلى المتقاعدين.
وأثارت تلك الدعوات مخاوف واسعة من تصاعد المواجهة مع قوات الدعم السريع، في خضم اشتداد الاشتباكات بين الجانيين، مع دخول الحرب في العاصمة ومناطق في غرب البلاد أسبوعها الثاني عشر.
من جهة ثانية، قالت قوات «الدعم السريع» أمس إنها أسقطت طائرة حربية تابعة للجيش السوداني في منطقة الخرطوم بحري.
وأعلنت «الدعم السريع» في بيان أوردته وكالة «سبوتنيك» الروسية عن تمكنها من إسقاط طائرة حربية من طراز «ميغ» تابعة للجيش السوداني في منطقة الخرطوم بحري، وذلك في ظل تواصل الاشتباكات بين الطرفين.
وذكرت «الدعم السريع» في بيانها أن من سمتهم «أشاوس قوات الدعم السريع» تمكنوا صباح (أمس) الثلاثاء، من إسقاط طائرة حربية من طراز «ميغ» تابعة للقوات المسلحة السودانية في منطقة بحري.
وحسب البيان جاء ذلك بعد غارات نفذها سلاح الجو التابع للجيش السوداني صباح أمس على عدد من «الأحياء السكنية» في أم درمان، وخاصة في منطقة أمبدة، ما أدى إلى «مقتل وإصابة عشرات المدنيين» حسب «الدعم السريع»، مشيراً إلى أن عناصر من الأخيرة تمكنوا من القبض على قائد الطائرة بعد هبوطه بالمظلة.
ويوم الجمعة الماضي، صرح نائب رئيس المجلس السيادي الانتقالي السوداني مالك عقار بأن الوفد السوداني طلب مساعدة موسكو في حل النزاع في بلاده، خلال اجتماع مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف.
ويشهد السودان منذ الخامس عشر من نيسان الماضي معارك بين الجيش بقيادة البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو المعروف بـ«حميدتي»، أدت إلى مقتل أكثر من 2800 شخص، ونزوح أكثر من 2.8 مليون شخص.
ولجأ أكثر من 600 ألف سوداني إلى دول مجاورة، وفق بيانات المنظمة الدولية للهجرة، خصوصاً إلى مصر شمالاً وتشاد غرباً.
وتشير تقديرات المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة إلى نزوح أكثر من 2.2 مليون شخص داخل السودان وخارجه.