رسمياً إيران عضو دائم في منظمة «شنغهاي» للتعاون.. والهند رحبت.. شي: لمواجهة محاولات إثارة حرب باردة جديدة.. بوتين: نلتزم بإقامة نظام عالمي عادل ومُنصف
| وكالات
دعا الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى مواجهة محاولات إثارة حرب باردة جديدة في المنطقة في حين أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ضرورة العمل على تشكيل منظومة عالمية متعددة الأقطاب قائمة على التعاون في ظل التناقضات الجيوسياسية التي أصبحت أكثر حدة في العالم.
جاء ذلك في وقت أكد فيه الأمين العام لمنظمة «شنغهاي» للتعاون تشانغ مينغ بعد انضمام إيران رسمياً إلى المنظمة أن عضوية الأخيرة الكاملة في المنظمة ستؤدي إلى زيادة التفاعل فيها بمحتوى عملي جديد، وفتح آفاق واسعة في مختلف المجالات.
وانطلقت في العاصمة الهندية نيودلهي افتراضياً أمس الثلاثاء أعمال الاجتماع الثالث والعشرين لمجلس رؤساء دول منظمة «شنغهاي» للتعاون، وحسب وكالة «نوفوستي» قال مينغ: إن توسيع المنظمة يدل على أن المبادئ التي تتمسك بها، وعلى وجه الخصوص مفهوم القيم «روح شنغهاي» معترف بها بشكل متزايد ومقبول على نطاق واسع من المجتمع الدولي»، مشدداً على أنه يمكن لأي دولة تتضامن مع مبادئ هذه المنظمة وتراعي ميثاقها، الانضمام إليها لتصبح عضواً فيها.
وأكد الرئيس بوتين في كلمة خلال افتتاح القمة التي تتم عبر الفيديو أن منظمة شنغهاي للتعاون ملتزمة بإقامة نظام عالمي عادل ومنصف مع دور مركزي للأمم المتحدة، داعياً إلى العمل على تشكيل منظومة عالمية متعددة الأقطاب قائمة على التعاون في ظل التناقضات الجيوسياسية التي أصبحت أكثر حدة في العالم.
ونوّه بوتين بالبدء بالتحول إلى العملات الوطنية في التبادلات التجارية والاستغناء عن هيمنة الدولار، وقال: إن «تعاملات روسيا بالروبل مع دول منظمة شنغهاي للتعاون تجاوزت الـ40 بالمئة من حجم المبادلات، بينما تتم أكثر من 80 بالمئة من التجارة بين روسيا والصين بالروبل واليوان»، معرباً عن دعم روسيا لتوسيع التعاون في منظمة شنغهاي في مجالات الاقتصاد والأمن وغيرها.
ولفت بوتين إلى أن روسيا تواجه حرباً هجينة الآن، مبيناً أنه تم تحويل أوكرانيا إلى منصة مناهضة لروسيا بالقرب من حدودها، وتم دعم أيديولوجية النازيين الجدد في كييف في محاولة لكبح تطور روسيا الاتحادية.
وشدد على أن روسيا تواجه العقوبات والقيود بثقة، والشعب الروسي الآن موحد أكثر من أي وقت مضى، معبراً عن الشكر لدول منظمة شنغهاي للتعاون على دعمها لحماية النظام الدستوري في روسيا، خلال محاولة التمرد المسلح الفاشلة التي شهدتها الأسبوع الماضي.
وأوضح بوتين أن روسيا تؤيد مشروع البيان المشترك للمنظمة الذي يعكس نهجاً موحداً إزاء القضايا الدولية.
من جانبه دعا الرئيس الصيني، شي جين بينغ، إلى مواجهة محاولات إثارة حرب باردة جديدة في المنطقة، مشدداً على «معارضة بلاده لسياسة الثورات الملونة، والتدخل الخارجي في شؤون الدول الأخرى.
وحثّ شي، في كلمة ألقاها خلال الاجتماع الافتراضي على بذل جهود لحفظ السلام الإقليمي، وضمان الأمن المشترك، مضيفاً: علينا أن نظل يقظين أمام المحاولات الخارجية لإثارة حرب باردة جديدة، وخلق مواجهات تكتلية في المنطقة، وطلب من الدول الأعضاء في المنظمة اتباع الطريق الصحيح، وتعزيز تضامنهم وثقتهم المشتركة.
كذلك، دعا الرئيس الصيني إلى «مواجهة الهيمنة وسياسة القوة»، مشدداً على ضرورة التعاون بدلاً من المنافسة، واحترام مصالح جميع الأطراف.
واقترح شي خلال كلمته زيادة تسوية المعاملات بالعملات الوطنية بين دول المنظمة، مشيراً إلى أن بلاده مستعدة لمنح فرص جديدة للعالم.
وأصبحت إيران، بشكل رسمي عضواً دائماً، كامل العضوية في منظمة «شنغهاي» للتعاون، وذلك بعد إعلان انضمامها خلال اجتماع رؤساء دول المنظمة أمس.
ووفقاً لإعلان نيودلهي، الذي تمّ تبنّيه في نهاية قمة منظمة «شنغهاي» للتعاون، فقد شدّدت الدول الأعضاء على الأهمية التاريخية لقبول إيران دولة كاملة العضوية في المنظمة.
وقال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، متحدثاً خلال القمة عبر تقنية الفيديو: إن «العضوية في المنظمة، ستوفّر لإيران الشروط اللازمة لتعزيز الأمن، وضمان السيادة والتنمية الاقتصادية المستدامة».
وحسب موقع «سبوتنيك»، صرّح نائب رئيس اللجنة الاقتصادية في البرلمان الإيراني غلام رضا أمس الثلاثاء بأن منظمة «شنغهاي» ستساعد إيران على إقامة علاقات تجارية سليمة بعيداً عن نفوذ الغرب والدولار، وفي حل العديد من المشكلات التي نشأت بين دول المنطقة، والتي نشأت أساساً بسبب التدخل الأجنبي، وبمساعدة شنغهاي يمكن بناء مستقبل مشرق لمنطقتنا، لافتاً إلى أن شنغهاي واحدة من أفضل التحالفات المكوّنة من القوى الاقتصادية الناشئة، وتضم أكبر عدد من السكان في العالم، وهي تشكّلت لاتخاذ قرارات تحقق مصالح المنطقة ودول هذه المنظمة نفسها وليس الغرب.
كما أشار إلى أن وجود المنظمات المستقلة التي شكّلتها الدول المستقلة أصبح أمراً ضرورياً، لأن المنظمات الدولية تشكّلت من الغرب، وبسبب نفوذه في هذه المنظمات، تمكّن الغرب من نشر دعايته الخاصة في العالم والتشكيك في استقلال الدول.
وكانت إيران عضواً مراقباً في منظمة شنغهاي للتعاون منذ عام 2005، وطلبت الحصول على عضوية رسمية وكاملة في هذه المنظّمة بعد 16 عاماً، في اجتماع قمة شنغهاي الحادي والعشرين في العاصمة الطاجيكية دوشانبه، في أيلول عام 2021، حيث وافق الأعضاء على طلب إيران لتصبح العضو التاسع في المنظمة.
بدوره رحّب رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بانضمام إيران إلى منظمة شنغهاي للتعاون، قائلاً: يسعدني أن أقول إن إيران تنضم إلى أسرة منظمة شنغهاي للتعاون كعضو كامل العضوية، مضيفاً: تمنى كل التوفيق للرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، ولشعب إيران في هذا الصدد، كما أرحّب بتوقيع مذكّرة نوايا لجمهورية بيلاروس لتصبح عضواً في منظمة شنغهاي للتعاون.
وشدد مودي على الدور المهم لمنظمة شنغهاي للتعاون في العالم، وقال: إن المنظمة يمكن أن تصبح عاملاً مهماً في إصلاح المؤسسات العالمية ومنها الأمم المتحدة، مشيراً إلى أنه يتعين على دول منظمة شنغهاي للتعاون اتخاذ تدابير حاسمة لمكافحة الإرهاب وتعزيز التعاون في مكافحة تمويل الأنشطة الإرهابية.
وأضاف: إن الإرهاب يمكن أن يكون بأي شكل ويجب أن نحاربه معاً، وهناك حاجة إلى إجراءات صارمة وحاسمة لمواجهة هذا التحدي، ويتعين علينا تعزيز التعاون من أجل وقف تمويل الإرهاب».
وتعتبر هذه القمة لزعماء دول المنظمة تتويجاً لأوّل رئاسة هندية للمنظمة التي تقام تحت شعار «SECURE SCO»، وطرح رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي هذا الشعار في قمة منظمة شنغهاي للتعاون في عام 2018، وهو يتضمن المفاهيم التالية: الأمن والاقتصاد والتجارة والترابط والوحدة، واحترام السيادة والسلامة الإقليمية البيئية. ودخلت هذه المواضيع في جدول الأعمال الرئيسي للرئاسة الهندية.
وشارك في القمة إضافة إلى رؤساء الصين وروسيا وإيران ورئيس وزراء الهند، رئيس كازاخستان قاسم جومارت توكاييف، ورئيس قرغيزستان صادر جاباروف، ورئيس وزراء باكستان شهباز شريف، ورئيس طاجيكستان إمام علي رحمون ورئيس أوزبكستان شوكت ميرضيائيف.
وتعد منظمة شنغهاي للتعاون «SCO» منظمة دولية أوروآسيوية، تأسست في شكل تحالف سياسي واقتصادي وعسكري، في مدينة شنغهاي الصينية، في 15 حزيران 2001، من 6 دول في البداية، هي: الصين، روسيا، كازاخستان، قيرغيزستان، طاجيكستان، وأوزبكستان. وكانت هذه البلدان، باستثناء أوزبكستان، أعضاء في «مجموعة شانغهاي الخماسية» التي تأسست في 26 نيسان 1996 في شانغهاي.