الخبر الرئيسي

الصفدي من أنقرة: مستقبل اللاجئين السوريين في بلدهم ولا بد من جهد دولي لعودتهم الطوعية.. شهداء وجرحى باعتداء إرهابي على أورم الكبرى.. والجيش يرد ويستهدف «النصرة» غرب حلب

| حلب - خالد زنكلو

ردّ الجيش العربي السوري بقوة على اعتداءات تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي ضد المدنيين بريف حلب الغربي، والتي أدت إلى استشهاد 4 منهم في بلدة أورم الكبرى، وتمكن من قتل وجرح أعداد كبيرة من الإرهابيين.

وأكدت مصادر أهلية في أورم الكبرى غربي حلب لـ«الوطن» استشهاد عائلة كاملة مؤلفة من الأم وطفلتين وأخي الزوج بقذيفة صاروخية أطلقها على البلدة أمس إرهابيو ما يسمى غرفة عمليات «الفتح المبين»، التي تقودها ما تسمى «هيئة تحرير الشام» الواجهة الحالية لـ«النصرة»، وذكرت المصادر أن أبا العائلة نقل إلى مشفى حلب الجامعي، حيث أشارت مصادر طبية لـ«الوطن» إلى أنه موضوع داخل قسم العناية المشددة بحالة حرجة بفعل الإصابة التي تعرض لها بشظايا القذيفة التي أطلقها الإرهابيون على منزله.

مصدر ميداني بريف حلب الغربي، أوضح لـ«الوطن» أن وحدات الجيش العربي السوري المتمركزة في المنطقة ردت على اعتداءات إرهابيي الفرع السوري لتنظيم القاعدة على المدنيين وعلى نقاط انتشارها، واستطاعت قتل عشرات الإرهابيين وجرحهم.

وبيّن المصدر أن وحدات الجيش العربي السوري استهدفت بالقذائف المدفعية والصاروخية مصادر إطلاق النار في محيط مدينتي دارة عزة والأتارب وبالقرب من بلدات كفر عمة وكفرتعال وكفرنوران، حيث ينطلق إرهابيو «النصرة» لتنفيذ هجمات وعمليات انغماسية ضد نقاط ارتكاز الجيش السوري، ودمرت مرابض مدفعية وآليات عسكرية وتحصينات للإرهابيين، إضافة إلى قتل وجرح أكثر من 35 منهم.

ودرج التنظيم على تصعيد جبهات ريف حلب الغربي بين الحين والآخر في مسعى لتنفيذ أجندة الإدارة التركية بإبقاء المنطقة الحيوية مشتعلة على الدوام، من دون أن يتمكن إرهابيوه من تغيير خريطة السيطرة على الأرض بفضل عزم وصلابة وحدات الجيش العربي السوري الذي أحبط جميع الهجمات وكل العمليات الانغماسية التي لم تحقق الغاية منها، وعلى مدار سنة كاملة.

وفي باقي أرجاء منطقة «خفض التصعيد» بإدلب والمناطق المجاورة لها، رد الجيش العربي السوري بقوة على خروقات إرهابيي «الفتح المبين» لوقف إطلاق النار الساري المفعول منذ مطلع آذار 2020، ورد الصاع صاعين على اعتداءاتهم.

وكشف مصدر ميداني في ريف إدلب الجنوبي لـ«الوطن» عن أن أكثر من 15 إرهابياً لقوا حتفهم وجرح عدد مماثل نتيجة ضربات الجيش السوري المدفعية على معاقل الإرهابيين قرب بلدات سفوهن وفليفل والفطيرة والبارة وكنصفرة بجبل الزاوية جنوبي إدلب، رداً على استهداف نقاط انتشاره في المنطقة.

ولفت المصدر إلى أن وحدات الجيش دمرت أهدافاً لإرهابيي «النصرة» في محوري المشاريع وبلدة العنكاوي بسهل الغاب غربي حماة وفي محور تلال كبانة بريف اللاذقية الشمالي، بعد إطلاق قذائف مدفعية على نقاط الجيش السوري الذي أفشل مخططات الإرهابيين وداعميهم بشكل مستمر.

التصعيد الميداني شمالاً توازى، مع مواصلة التحرك السياسي الذي يقوده الأردن حيث حط وزير خارجيته أيمن الصفدي أمس في أنقرة بعد ساعات من زيارة قام بها لدمشق، وأكد من هناك خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده مع نظيره التركي هاكان فيدان «اتفاق الجانبين على ضرورة العمل بشكل مكثف لحل الأزمة السورية، ومعالجة جميع تبعاتها الأمنية والسياسية والإنسانية».

وقال: «كدولتين من أكبر الدول استضافة للاجئين السوريين، نحن معنيون بتحقيق تقدم في ملف اللجوء، ونتفق على أن مستقبل اللاجئين السوريين هو في بلدهم».

وأشار الصفدي إلى أنه في الوقت الذي سيستمر فيه الأردن وتركيا بالعمل على توفير العيش الكريم للاجئين، لا بد من جهد دولي حقيقي لتشجيع العودة الطوعية، إلى جانب الاستثمار في البيئة الأمنية والسياسية التي تتيح العودة.

وحذّر من تراجع الدعم الدولي للاجئين من منظمات الأمم المتحدة للدول المضيفة، ومن تحميل الأخيرة وحدها مسؤولية توفير الحياة الكريمة للاجئين، وأضاف: هذا أمر غير صحيح ولا يستقيم، ولا بد أن يتحمل المجتمع الدولي أيضاً مسؤولياته كاملة في توفير العيش الكريم للاجئين وتلبية احتياجاتهم.

وتطرق إلى دعوة الأردن في وقت سابق لإقامة صندوق دولي لتأهيل البنية التي تسمح بالعودة الطوعية، مشيراً إلى أن ذلك نوقش خلال اللقاء مع الاستمرار في بحث السبل التي تنتج آلية عمل مؤسساتية للعمل من أجل ضمان تحمّل المجتمع الدولي مسؤولياته إزاء اللاجئين، والعمل من أجل توفير الظروف السياسية والحياتية التي تهيئ العودة الطوعية لهم.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن