رياضة

التشويش المقصود

بسام جميدة

باتت وسائل التواصل الاجتماعي وبالاً على رياضتنا وأنديتنا واستقرارها، بل حتى جودتها الأخلاقية، وأصبحت مثل اللعب بالنار تؤذي من لا يجيد استعمالها بمهارة وذكاء وترتد بالسوء على من يستعملها يوماً لمصلحته في كثير من أموره حيث ينقلب السحر على الساحر.

الأمثلة كثيرة وتحدث يوميا على مرأى ومسمع الجميع، وأصبحت الأغلبية منهم تملك الحقوق الحصرية في إشاعة الانتقالات والأخبار المضللة والهدم بصورة مقيتة جداً.

ويظن البعض ممن يعملون في الوسط الرياضي أنهم أذكياء عندما يستخدمون «صبيان التواصل الاجتماعي» من أجل مصالحهم وترويج ما يريدون، وتشويه سمعة هذا وتلميع صفحة ذاك مقابل حفنة من المال، وبعض المنافع الدنيوية، وأصبحت هذه العملية مهنة لمن لا مهنة له، بل وسيلة ابتزاز وارتزاق، وعندما تنتهي مصلحتهم مع من يستخدمونهم يبدؤون بالانقلاب عليه وهكذا.

للأسف أصبحت هذه وسيلة الضعفاء والجهلة وغير القادرين على التواجد في الوسط الرياضي كقادة للعمل الإداري أو لديهم المقدرة على البناء فتراهم يلجؤون لوسائل التواصل وممن ذكرناهم وبأسماء وهمية وألقاب رنانة من دون أن يدركوا خطورة ما يفعلون.

والأمر الآخر الأكثر خطراً أن أمور التعاقدات والتعيينات باتت تدار من خلال هذه الوسائل، وأي مدرب أو لاعب يبدأ بتحريك «شلته» لهذا الغرض، وتخضع إدارات الأندية لهذه الطروحات التي يتم من خلالها الضغط عليهم بشكل كبير ويعملون لتجنبها ومراضاتها بطريقة أو بأخرى.

المتتبع لهذه الأفعال يحلل ما يجري بدقة ويدرك أن سببها هو الضعف الإداري وضعف الشخصية وعدم وجود المؤهلات المطلوبة للتقييم والاختيار، ما يقودنا إلى سؤال آخر مهم عن كيفية اختيار إدارات الأندية، وهل تقوم هذه الإدارات بدورها في بناء الرياضة وكرة القدم تحديداً، أم إنها تحضر فقط لتبييض صفحاتها وتحقيق إنجازات عابرة ولتذهب كرة القدم بمجملها للجحيم، ويتركون عملية البناء على عاتق اتحاد اللعبة الذي لا يملك سلطة على إدارات الأندية فعلياً ويطالبونه بكل شيء، ولأننا ندرك أن اتحاد اللعبة ليس مسؤولاً عن تعيين الإدارات، فإن المنظمة هي المسؤولة عن ذلك، ولهذا لا نرى من يبكي على واقع كرة القدم بسبب عدم تكامل العمل الذي يبدو ترقيعاً في ترقيع لتمرير نشاط وليس من أجل البناء، ولهذا لن يجدي البكاء على الميت في حضرة هذا الواقع.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن