قصة أهم ميدالية ذهبية لسورية بتاريخ الدورات العربية.. الشماس وأفاديس قادا نسور قاسيون لانتصار تاريخي على نسور قرطاج
| محمود قرقورا
الدورات العربية لها مكانة في قلوب السوريين لاعتبارات عدة أبرزها تصدي بلدنا لاحتضان الوفود العربية مرتين 1976 و1992، والأهم أن التتويج الأول بتاريخ الكرة السورية كان من خلال دورة الألعاب العربية الثانية التي أقيمت في الجارة لبنان 1957 فما قصة اللقب الذي يعد الميدالية الأهم بتاريخ مشاركاتنا في الدورات العربية، وما الأرقام الخاصة بمشاركتنا؟
اللقب شابه هفوة مشوبة بخسارة لم تكن مرتقبة بل لا يمكن هضمها، فكيف لنا أن نخسر أمام السعودية التي كانت تتعلم ألف باء اللعبة وقتها، حيث ذاك الفوز هو الأول بتاريخ الكرة السعودية!
وثانياً: كيف لنا أن نهضم النتيجة الرقمية لتلك المباراة بثلاثة أهداف لهدف؟
وثالثاً: كيف لا نستغل إقامة مباراة إعادة (أجهضت) لرد الصاع صاعين، فكان التأهل للأدوار المتقدمة بسبب انسحاب السعودية؟
على أي حال الانتصار بسداسية مقابل هدف على الأردن، وتجنب الخسارة أمام المغرب في نصف النهائي، والفوز الصريح على تونس في النهاية، يجعلنا نفخر بذاك المنتخب الذي قارع السودان خلال التصفيات المونديالية قبل خمسة أشهر.
والطريف حينها أن نسورنا لم يُرصّعوا بالميداليات الذهبية على أرض الملعب وتطورت الأمور حتى هدد اتحادنا بتقديم شكوى للفيفا وبالفعل وصلت الميداليات لاحقاً إلى دمشق.
مسيرة منتخبنا
بعد عدة مشاركات بانتظام (تصفيات المونديال البرازيلي ودورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط والدورة العربية الأولى وبطولة العالم العسكرية) ذهبنا بفريق متجدد للمشاركة بالدورة العربية بلبنان، ولم تكن التوقعات توحي أن منتخبنا سيعود بالكأس التي مازالت يتيمة في الدورات العربية في ظل مشاركة المغرب وتونس وذاك اللقب هو الأول في مسيرة كرة القدم السورية.
ضربة البداية كانت أمام الأردن المكشوفة للاعبينا ومدربنا المجري ألبرت، ولم يكذّب اللاعبون خبراً فأجادوا بالحصة التدريبية وضربوا بالستة، ثم كان التعادل مع لبنان المستضيفة التي تصدرت المجموعة لاحقاً بفوز وتعادلين.
وبعد البداية الجيدة انخفض أداء لاعبينا للحضيض أمام الأخضر السعودي الذي كان يدربه المصري عبد الرحمن فوزي صاحب أول هدفين عربيين في كأس العالم، فخسرنا بفارق هدفين أوجبا إعادة النظر بالمنتخب، ولولا نظام البطولة وقتها لخرجنا من الدور الأول، ولكن لاعبينا صالحوا الجمهور بإظهارهم كامل الشخصية والحضور الذهني والنفسي والبدني بمواجهة المغرب لتحديد وجهة البطاقة الأولى نحو النهائي، فأبت الكرة تفضيل أحدهما خلافاً لقطعة النقود التي اختارت النسر السوري، وفي تلك المباراة شوهد تعاطف الجمهور الغفير مع المنتخب السوري مشجعاً إياه بحرارة.
وفي النهائي عزف لاعبونا ألحاناً كروية عذبة فتفوقنا على نسور قرطاج في كل شيء، ولم يدر في خلد أي من لاعبينا وجمهورنا ونقادنا الرياضيين أن تونس ستشكل عقدة لنا لاحقاً وتحرمنا من ألقاب عدة.
وبالعودة لنتيجة المباراة النهائية بثلاثة أهداف لهدف نجد أن منتخبنا لم يسرق الانتصار، وبالنظر إلى هوية اللاعبين السوريين في تلك البطولة نستنبط أن اللقب لم يأت من فراغ، ومن سوء طالع ذاك الجيل أن الوحدة تمت مع مصر فضاعت إشراقات أخرى متوقعة، إذ لم نشارك في تصفيات أولمبياد روما ولم ندافع عن اللقب في المغرب بعد أربعة أعوام.
وسجل أهدافنا يومها موسى شماس الهدف الأول وأفاديس كولكيان الهدفين الثاني والثالث ولعب في النهائي الذي جرى يوم 27 تشرين الأول 1957 كل من:
مروان دردري (مروان كنفاني) للمرمى.
كيفورك قصاب وحافظ أبو لبّادة وعمر صالح آغا وعزة قرشاي للدفاع.
محمد غزال ويحيى حجار وحنين بتراكي للوسط.
موسى شماس ويوسف محمود وأفاديس كولكيان للهجوم.
البعثة إلى لبنان
مروان دردري ومروان كنفاني للمرمى.
عزة قرشاي وحافظ أبو لبادة وكيفورك قصاب وعمر صالح آغا وجورج بهنا وأبراهام أفانيان للدفاع.
مظفر عقاد وأديب الترك ومحمد غزال للوسط.
موسى شماس وحنين بتراكي ويحيى حجار وجبرا الزرقا ويوسف محمود وعلي رحمون وأفاديس للهجوم.
والمدرب المجري جوزيف ألبرت ومدير المنتخب ليون يرانوسيان، ورئيس البعثة عصام الإنكليزي.
بالأرقام
– شاركنا في دورات الألعاب العربية بمنافسات كرة القدم قبل البطولة الحالية /8/ مرات أعوام 1953 و1957 و1965 و1976 و1985 و1992 و1997 و1999 لعبنا خلالها /33/ مباراة فزنا في 12 مباراة مقابل عشر خسارات و11 تعادلاً حسمنا أحدها بالقرعة في نصف نهائي 1957 على حساب المغرب، وخسرنا أحدها بالترجيح أمام مصر 1992.
– بطولة 1985 الوحيدة التي لم نعرف فيها إلا الخسارة، والوحيدة التي لم نسجل فيها حيث خسرنا أمام ليبيا والعراق صفر/2 في المباراتين، وبطولة 1992 حققنا فيها ثلاثة تعادلات مقابل الخسارة في المباراة الترتيبية، وبطولة 1999 لم نعرف إلا التعادل في جميع مبارياتنا.
– سجل منتخبنا في هذه المباريات /57/ هدفاً مقابل /40/ هدفاً بمرماه.
هدافونا في الدورات العربية
الأهداف السبعة والخمسون سُجلت وفق البيان التالي:
غسان كزبري ثمانية أهداف.
– أفاديس ستة أهداف.
– موسى شماس ويوسف محمود ويوسف تميم وسيد بيازيد ومحمد عفش ثلاثة أهداف.
– مظفر عقاد وجبرا الزرقا ويحيى حجار وإبراهيم ياسين وسمير سعيد وعبد الغني طاطيش ونادر جوخدار وماهر السيد هدفين.
– سجل هدفاً واحداً كل من آغوب أفريان وحنين بتراكي وأحمد عليان ومحمد عزام ومروان قسطلي وهيثم برجكلي ومصطفى قادير ومناف رمضان ولؤي طالب وأنس صاري وحسان عباس وطارق جبان.