عربي ودولي

المقاومة الفلسطينية: عدوان «الحديقة والمنزل» صار حريقاً ولهيباً وسجلنا انتصاراً كبيراً.. الاحتلال ينسحب تحت رصاص المقاتلين والفلسطينيون يشيعون شهداءهم الـ12

| وكالات

بعد تكبيده خسائر كبيرة وإفشال أهدافه، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي انسحاب قواته من جنين ومخيمها عقب يومين من عمليات القصف المكثف للأحياء السكنية والتي أسفرت عن استشهاد 12 فلسطينياً وإصابة العشرات بينهم العديد بحال الخطر، على حين استهدف الاحتلال بغارات جوية مناطق في قطاع غزة المحاصر، في وقت أكدت فصائل المقاومة الفلسطينية أن عملية «بأس جنين» انتصار للشعب الفلسطيني.

«سريا القدس» الجناح العسكري لحركة «الجهاد الإسلامي» أكدت على لسان المتحدث باسمها أبو حمزة وفق وسائل إعلام فلسطينية أن عدوان الاحتلال الذي سماه «الحديقة والمنزل» صار «حريقا ولهيبا».

ورداً على إعلان الاحتلال وقف عملياته العسكرية رسمياً تحدت كتيبة جنين التابعة لـ«سرايا القدس» في بيان أن يكشف الاحتلال عن عدد قتلاه وجرحاه في العملية، بينما قال أبو حمزة «العدو جاء إلى معركة جنين مردوعاً وقاتل مردوعاً».

واعتبر، أبو حمزة، أن عدوان الاحتلال الإسرائيلي «الحديقة والمنزل»، صار «حريقاً ولهيباً»، لافتاً إلى أنّ «الاحتلال يهرب، كما العادة، من الحقيقة بإخفاء الخسائر».

وتابع: «من جديد تعلو يد أبطال سرايا القدس والمقاومة عالياً في وجه كيان العدو الغاشم»، مضيفاً: «أفشلنا في سرايا القدس والمقاومة أهداف العدو، ضمن تكتيكات ومعارك ميدانية تخللها تفجير العبوات الناسفة وكمائن الموت، لقد صمد مخيم جنين من جديد، وحول مسار الهجوم إلى الدفاع».

واعتبر أبو حمزة أنّ «النصر في بأس جنين، امتداد لمعارك سيف القدس ووحدة الساحات وثأر الأحرار»، ورأى أن «العدو الإسرائيلي جاء إلى معركة جنين مردوعاً وقاتل مردوعاً، والدليل ادعاءاته الإنجازات الوهمية».

وشدّد على أنّ «ما جرى من أداء بطولي يعكس تطور أداء المقاومين في الميدان»، مؤكداً أن «هذا الإنجاز لم يكن لولا صمود أهالي جنين، وانتماؤهم لفصائل المقاومة والجهاد».

وفي بيانها، قالت كتيبة جنين «نتحدى الاحتلال بالكشف عن عدد قتلاه وجرحاه، وما حصل مع جنوده في الدمج والسينما وشارع نابلس والجابريات».

وأضافت: «نؤكد أن مقاتلينا بخير وما رآه العدو هو شيء بسيط مما أعده مجاهدو سرايا القدس»، مشيرة إلى أنّ «العدو أخطأ التقدير عندما أقدم على هذا العدوان، وعليه أن يعلم أننا جاهزون دائماً وستبقى جنين ومخيمها رعباً يطارده».

الأمين العام لحركة «الجهاد الإسلامي» في فلسطين زياد النخالة قال إن «الشعب الفلسطيني سجل انتصاراً كبيراً بهزيمة العدوان على جنين ومخيمها».

وأضاف النخالة: إن «كتيبة جنين قادت هذا الانتصار الكبير»، مشيراً إلى أنّ «الشعب الفلسطيني أثبت بوحدته والتفافه حول المجاهدين أنه يستطيع أن يقهر العدو».

وأكد النخالة أنّ «الشعب الفلسطيني أثبت أنه يستطيع أن يقهر العدو في كل مواجهة يخوضها من معركة سيف القدس إلى بأس جنين».

ولفت إلى أنّه «في هذه اللحظات التاريخية تخرج جنين عن بكرة أبيها تهتف للمجاهدين ولكتيبة جنين»، واصفاً هذه اللحظات بـ«لحظات العز والمجد التي ستبقى حتى النصر».

ودعا النخالة إلى التكاتف الوطني من أجل تعزيز صمود مخيم جنين ليبقى عنواناً ملهماً للثورة والتحدي والجهاد والمقاومة.

من جهتها، قالت حركة «حماس»، إن «انسحاب جيش العدو الصهيوني من مخيم جنين هو إعلان بفشله في تحقيق أهدافه وهزيمته أمام إرادة الصمود والمقاومة»، مضيفة: «شعبنا الفلسطيني المرابط الصامد موحد ومتمسك بخيار المقاومة ومجابهة الاحتلال الصهيوني الفاشي حتى دحره عن أرضنا ومقدساتنا».

وفي وقت سابق أمس، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي بشكل رسمي، انتهاء العملية العسكرية في جنين، وقبل ذلك، شن الاحتلال فجر أمس غارات جوية على أهداف في قطاع غزة، بعد إطلاق المقاومة صواريخ من القطاع باتجاه الأراضي المحتلة، ردا على جرائم الاحتلال في جنين ومخيمها.

وأمس، أفادت وسائل إعلام فلسطينية بـ«إطلاق رشقة كبيرة من الصواريخ من قطاع غزة باتجاه المناطق المحتلة»، مشيرة إلى أن «القبة الحديدية» للاحتلال الإسرائيلي حاولت التصدي لها.

وبدأت قوات الاحتلال انسحابها تحت رصاص مقاومي جنين، إذ نفذّت سرايا القدس – كتيبة جنين خلال المعركة عدداً من الضربات والكمائن القاتلة لقوات الاحتلال، منها كمين أمس في حارة الدمج التي كانت محور المواجهات الأساسي بين المقاومين وقوات الاحتلال.

وبعد إعلان الاحتلال انسحابه من جنين بدأ الأهالي بالعودة إلى مخيم جنين وسط انتشار المقاومين الفلسطينيين في أرجائه.

وفوق الدمار الذي تسبب به عدوان الاحتلال الإسرائيلي في المخيم، شاركت حشود غفيرة من أبناء الشعب الفلسطيني في تشييع شهداء العدوان.

وحسب قناة «الميادين» شيعت جماهير غفيرة من أبناء الشعب الفلسطيني في جنين أمس جثامين شهداء العدوان الإسرائيلي على مدينة جنين ومخيمها ومخيم جنين، بعد ساعات من انسحاب قوات الاحتلال منهما.

وووريت جثامين شهداء جنين الثرى، في مقبرة المخيم، وسط حضور جماهيري حاشد.

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في آخر تحديث لها، إن من بين الشهداء الـ12 الذين ارتقوا، 4 أطفال تقل أعمارهم عن 18 عاماً، على حين وجدت الطواقم الطبية منذ بدء العدوان فجر الإثنين، صعوبة بالغة في الوصول إلى المصابين والتعامل معهم.

وكشف الانسحاب الإسرائيلي عن مشاهد دمار عمت المخيم، نتيجة آلة الحرب الإسرائيلية التي أمعنت في تدمير المنازل والبنية التحتية في المخيم.

وحسب تقارير منظمات طبية وحقوقية، فإن قوات الاحتلال الإسرائيلي استهدفت مستشفيات وفرق وسيارات إسعاف، وأعاقت تحركاتها، كما حاصرت نحو 13 ألفاً في المخيم وشردت نحو 4 آلاف، واعتدت عليهم أثناء خروجهم من منازلهم بقنابل الغاز والمسيل للدموع.

وخلف العدوان في مدينة جنين ومخيمها أضراراً جسيمة بممتلكات الفلسطينيين، وتسبب بتدمير العديد من المركبات، وتجريف طرق رئيسة مؤدية إلى المخيم، وأخرى فرعية في محيطه، الأمر الذي أعاق وصول مركبات الإسعاف إلى بعض المنازل لإخلاء المصابين، وأرغم مئات الفلسطينيين من أهالي مخيم جنين على مغادرته تحت تهديد قصف منازلهم، رغم رفض معظم الأهالي الخروج من المخيم وإصرارهم على مساندة المقاومين والوقوف معهم «مهما كلّف الأمر».

في المقلب الآخر، وجه رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية «تحية للأبطال المجاهدين في مخيم جنين، وللمرابطين فيه»، مؤكداً أنّ جنين كانت وما زالت «حاضنة المقاومة».

ومن جهتها، قالت حركة المجاهدين إنّ «انسحاب العدو من مخيم جنين، جارّاً ذيول الخيبة والانكسار، هو إنجاز جديد يسجل لمقاومتنا ولجنين التحدي والصمود».

المتحدث باسم حركة فتح منذر الحايك، بدوره بارك انتصار جنين، مؤكداً أنّ «الدمار والخراب الذي خلفه الاحتلال في جنين سيزيد شعبنا تصميماً على الاستمرار في التصدي والمواجهة».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن