حركة سوق الانتقالات نشطة وصفقات نوعية لأندية إنكلترا … أردا غولر موهبة تركية في الريـال وتونالي أغلى لاعب إيطالي … ساعات قليلة تفصل مبابي عن الحسم وعرض خرافي لنيمار
| خالد عرنوس
تكلمنا في الأسبوع الفائت عن بداية سوق الانتقالات الصيفية في القارة الأوروبية، حيث مركز الثقل فيها عملياً، وعن بعض الصفقات التي تمت نهائياً وجرى الإعلان عنها رسمياً وإن لم يتم تقديم النجوم للجماهير باعتبار أن الأندية في إجازة ولم تبدأ بعد مرحلة الاستعداد للموسم القادم، ويبقى الأهم بعض الصفقات المنتظرة والتي تطبخ على نار هادئة بعض الأحيان وساخنة في أحيان أخرى إلا أن المفاجآت الكبيرة مازالت على لائحة الانتظار، فبعد دخول الأندية السعودية على خط التعاقدات بعشرات الملايين فإنه من المتوقع أن تستقطب السوق هناك بعض النجوم وعلى رأسهم نيمار الذي بات مطلوباً برقم كبير، ولا تتعلق الصفقات السعودية دائماً بنجوم الصف الأول الذين شغلوا وسائل الإعلام بحكاياتهم الطويلة بين الأخذ والرد والتصريحات المباشرة أو التلميحات التي تحمل رسائل مشفرة إلى المعنيين عن الأندية الكبيرة التي من الممكن أن تتجرأ على الدخول في سوق التعاقدات الضخمة، ولعل أبرز هذه القصص تلك التي تتعلق بالفرنسي كليان مبابي والإنكليزي هاري كين، حيث تفصلنا ساعات عن حسم أمرهما، وقد انشغلت وسائل الإعلام بصفقة ريـال مدريد مع الموهبة التركية «أردا غولر» التي استطاع خطفها من غريمه الأبدي برشلونة.
قضايا شائكة
في باريس سان جيرمان حفلت الميركاتو بالكثير من التنقلات والتقارير الصحفية والأخبار عن نجوم الفريق، فبعد رحيل ميسي المتوقع عملياً والمفاجئ اتجاهاً جاء الدور على كليان مبابي صاحب العقدة التي تبحث عن حل، من جهتها تحاول إدارة النادي الاحتفاظ به إلى الأبد فهو سيبقى رأس مشروع الفريق في بحثه عن الألقاب القارية، لكن النجم الشاب يبحث بدوره عن مشروعه الخاص الذي يكمل لوحاته الكروية بعدما توج بكل الألقاب المحلية وتوج بطلاً للعالم ولدوري الأمم الأوروبية مع المنتخب الفرنسي، وبالطبع فإن الباريسي قد لا يكون المكان المناسب لتحقيق طموحات ابن الرابعة والعشرين.
وارتبط اسم مبابي مع ريـال مدريد منذ سنوات ولم يبق نادٍ كبير في أوروبا إلا وتمنى أن يكون صاحب الأصول الكاميرونية في صفوفه لكن مع الفريق الملكي، فالحكاية مختلفة وخاصة أن مبابي صرح أو ألمح غير مرة أنه ينوي الانتقال إلى العاصمة الإسبانية، وسبق لحكاية ارتدائه للقميص الملكي أن اقتربت كثيراً في العام الماضي قبل أن تتدخل فرنسا كلها ومعها رياضيون وحتى رجال سياسة من أجل إبقائه في باريس فكان أن بقي على أمل الرحيل في الصيف الحالي، وتجددت الحكاية منذ انتهاء الموسم وظهر أن إدارة الريـال تريد أن تنهي الأمر وخاصة أن مشروع التجديد الذي يشرف عليه المدرب أنشيلوتي في موسمه الأخير أصبح جاهزاً ولا ينقصه سوى مهاجم بحجم وإمكانات ومكانة كليان مبابي.
آخر الأنباء كان الكشف عن عرض جدي قدمه ليفربول الإنكليزي للتوقيع مع مبابي بقيمة 200 مليون يورو وهو مبلغ قريب من مطالب سان جيرمان، لكن قبل ذلك أخبر مبابي إدارة الباريسي بإمكانية البقاء لموسم واحد على أن يرحل مجاناً في 2024، وهو ما يعتبره رئيس النادي ناصر الخليفي ضربة مزدوجة، حيث سيخسر اللاعب والمقابل المادي في حال بيعه في الصيف الحالي، ولذلك فقد طالب مبابي بالتوقيع على عقد جديد في حال قرر البقاء وبالتالي الاستفادة مادياً حين بيعه.
على خط التحديث
بعيداً عن مبابي فإن مشروع إعادة البناء بدأ في سان جيرمان منذ إعلان رحيل المدرب غاليتيه ومغادرة ليونيل ميسي وسيرجيو راموس، وهاهو المدرب الإسباني لويس إنريكه يتسلم مهامه كمدير فني ولحق به مواطنه ماركو أسينسيو من ريـال مدريد ثم أعلن عن التعاقد مع السلوفاكي ميلان سكرينيار من إنتر ميلانو بعقد لمدة خمسة مواسم والصفقتان مجانيتان وكان النادي أعلن في وقت سابق التعاقد مع الفرنسي لوكاس هيرنانديز من بايرن ميونيخ، وقد استعاد الباريسي خدمات باريديس المعار إلى يوفنتوس وكذلك فينالدوم المعار إلى روما وبانتظار نهاية قصة مبابي جلب النادي مدافعاً أورغويانياً يدعى مانويل أوغارتي من سبورتنغ لشبونة البرتغالي مقابل 60 مليون يورو بعقد لمدة خمسة مواسم ويبلغ أوغارتي الثانية والعشرين من العمر.
ودخل النجم الآخر نيمار على خط مغادرة النادي رغم أن مصادر النجم البرازيلي أفادت سابقاً ببقائه إلا أن عرضاً سعودياً خرافياً ربما يقلب الأمور، فنادي الهلال تقدم بعرض رسمي حسب موقع برازيلي متخصص إلى أشخاص مقربين من النجم الدولي البرازيلي يتضمن راتباً فلكياً قد يصل إلى 200 مليون يورو في الموسم الواحد وهو المبلغ ذاته الذي يتقاضاه رونالدو في النصر إضافة إلى المبلغ الذي ستدفعه إدارة النادي السعودي لباريس سان جيرمان، وأفادت مصادر الأخير أنه يمكنه التخلي عن نيمار في حال وصله عرض يفوق 60 مليون يورو، يذكر أن نيمار الذي فاز مع الباريسي بـ13 لقباً محلياً خلال 6 مواسم قضاها معه لكنه أخفق بالتتويج بدوري الأبطال وهو مرتبط معه حتى 2025.
أردا غولر
قبل أسابيع قليلة كان صاحب هذا الاسم مغموراً وخلال أيام أصبح أحد العناوين العريضة لوسائل الإعلام الرياضية وخاصة العاملة بكرة القدم، فقد دخل قطبا الكرة الإسبانية في معركة صغيرة من أجل الظفر بتوقيعه، ولم تتوسع رقعة هذه المعركة كما جرت العادة بين ريـال مدريد وبرشلونة وقد حسمها الأول لمصلحته بعدما سبق غريمه إلى التوقيع مع هذا اللاعب التركي الشاب الذي يبلغ من العمر 18 عاماً، وكانت إدارة برشلونة أوفدت مديرها الرياضي (ديكو) إلى استنبول خصيصاً لاستقطاب أردا، لكن تدخلاً عملياً من إدارة الريـال جعلته يفضل الأبيض على البلوغرانا مقابل مبلغ لم يعلن عنه رسمياً لكن التوقعات تقول إنه يناهز 20 مليون يورو وذهبت بعض المصادر إلى رفع الرقم إلى 50 مليوناً منها 15 مليوناً عمولة فقط لوالد اللاعب.
خلال عام واحد فقط من ترقيته إلى الفريق الأول لفنربخشة أصبح أردا غولر نجم الفريق الأول وقاده إلى التتويج بكأس تركيا، وبعد تألقه مع منتخب بلاده للناشئين تحت 17 سنة جرت ترقيته للمنتخب الأول فخاض معه 4 مباريات في تسعة أشهر أخيرة، وقد شبهه البعض بميسي وآخرون بأوزيل وقارنته فئة ثالثة بفان بيرسي، ويتوقع له معظم هؤلاء أن يكون نجماً من نجوم ريـال مدريد وخاصة أن إدارة بيريز وضعته تحت إمرة أنشيلوتي ليرتدي قميص الفريق الأول من دون المرور بفريق الشباب كما جرت العادة مع المواهب الشابة التي تعاقد معها الريـال سابقاً.
النوع على حساب الكم
في إنكلترا كما ذكرنا سابقاً أن تشيلسي أكثر الأندية حركة في السوق بعد مغادرة عدد غير قليل من لاعبيه وآخرهم أزبيلكويتا الذي انتقل إلى أتلتيكو مدريد بعقد لعامين، وهاهو ليفربول أنهى صفقتين مهمتين، الأولى تمثلت باللاعب الأرجنتيني ألكسيس ماك أليستر من برايتون بعقد لمدة خمس سنوات قادمة مقابل 50 مليون يورو، أما الثانية فكانت المجري دومينيك زوبوسلاي من لايبزيغ أيضاً لمدة خمسة مواسم بعدما دفعت إدارة الريدز الشرط الجزائي لعقد اللاعب (70 مليون يورو)، وقد وعدت إدارة الليفر بصفقات أخرى عقب تخليها عن عدد كبير من اللاعبين (تشامبيرلين ونابي كيتا وفيرمينو وجيمس ميلنر وآرثر ميلو) وإعارة ويليام كارفاليو ورييس ويليامز، ورغم نظرة عدم الجدية من أنصار النادي حول التقارير التي ذكرت أن الإدارة قدمت عرضاً لشراء عقد كليان مبابي إلا أنها متفائلة بعقد صفقة مميزة أو اثنتين أخريين.
من جهته الغريم مانشستر يونايتد يحاول ترتيب أوضاعه للدخول بالمنافسة الجدية على الألقاب وخاصة البريميرليغ الذي ما زال متأرجحاً حول موضوع الإدارة الجديدة أو الملاك الجدد، فمازالت المفاوضات جارية حول هوية المالك الجديد (أميركياً كان أم قطرياً)، إلا أن المدرب الهولندي تين هاغ ما زال يحاول بناء الفريق أو تعزيز صفوفه من خلال بعض التعاقدات، فقد جلب الإنكليزي الدولي ماوسون مونت من تشيلسي بعقد يمتد لخمسة مواسم مقابل 55 مليون جنيه استرليني وقد يرتفع إلى 60 مليوناً مع المتغيرات، وسيرتدي ماونت ابن الرابعة والعشرين القميص رقم 7 في إشارة إلى التعويل عليه نظراً لرمزية هذا الرقم لدى عشاق الشياطين الحمر، وفي مركز الحراسة يبدو أن تين هاغ يحاول إنهاء عصر دي خيا أقدم لاعبي الفريق بالتعاقد مع الكاميروني أندريه أونانا من إنتر ميلانو، وبقيت بعض التفاصيل الصغيرة حول إتمام الصفقة، حيث يطالب النادي الإيطالي برفع المبلغ إلى 55 مليون يورو على حين آخر عرض من اليونايتد وصل إلى 50 مليوناً، وبرز أونانا الدولي الكاميروني ابن السابعة والعشرين في أياكس الهولندي قبل أن يشتريه إنتر في العام الماضي وكان النصر السعودي قدم عرضاً لأونانا لكن الأخير فضل البقاء في أوروبا وخاصة أنه مرشح ليكون حارساً أساسياً لفريق بحجم مان يونايتد.
على نار هادئة
كما في الموسم الماضي اتبع نادي نيوكاسل سياسة التعاقدات الهادئة والابتعاد عن صخب الصفقات الكبيرة وهاهو يحاول التعاقد مع هارفي بارنز من ليستر سيتي مقابل مبلغ قد يصل إلى 50 مليون جنيه، رغم أن الأخير طلب 60 مليوناً مقابل الاستغناء عن لاعب خط الوسط الإنكليزي البالغ من العمر 25 عاماً، وكان نيوكاسل الذي عاد للمشاركة بدوري الأبطال بعدما أنهى الموسم بالمركز الثالث في البريميرليغ تعاقد مع لاعب الوسط الدفاعي الإيطالي الدولي ساندرو تونالي من ميلان بعقد يمتد لخمسة مواسم مقابل 80 مليون يورو وبهذا أصبح ابن الثالثة والعشرين أغلى لاعب إيطالي في التاريخ، ويحاول التعاقد مع قائد يوفنتوس الإيطالي ليوناردو بونوتشي الذي رفض سابقاً عرضاً أميركياً وآخر سعودياً.