رياضة

في نهائي سلة المحترفين.. خسارتان قاسيتان للأهلي والوحدة يقترب من منصة التتويج … الدجاني: (الظهور الضعيف) وقوجه: (اللعب الفردي)

| مهند الحسني

انتهى اللقاء الثاني من سلسلة نهائي سلة المحترفين لهذا الموسم وقلب فريق الوحدة كل التوقعات التي سبقت هذين اللقاءين وحقق نتيجة أكثر من إيجابية بعد أن عاد للعاصمة وفي جعبته فوزان مهمان سيريحانه في باقي اللقاءات ولو بنسبة جيدة، عموماً اللقاءان كانا قمة في الإثارة والندية والحضور الجماهيري الأخاذ الذي ملأ صالة الحمدانية بحلب وكان علامة مميزة وجميلة وأعطى اللقاءين نكهة تنافسية جميلة.

لم يأت فوز الوحدة من عبث ولا هو نتيجة لتفوقه على الأهلي رغم أنه لعب بشكل أفضل وأقوى وخاصة في اللقاء الأول، لكن ثمة هفوات وأخطاء فنية وقع بها فريق الأهلي سهلت الأمور أمام فريق الوحدة الذي استغل هذه الأخطاء بحرفية عالية وحقق المراد واقترب من منصة التتويج، لكن ذلك يبقى على الورق لأن الأهلي من الفرق الكبيرة والقادرة على استعادة المبادرة والعودة لأجواء المنافسة، فريق الوحدة في موسم 2017 فاز على فريق الجيش في الدور النهائي مرتين لكنه أخفق في مواصلة سلسلة انتصاراته وخسر اللقاءات الثلاثة المتبقية وتوج الجيش حينها بلقب بطولة الدوري عن جدارة واستحقاق، ما ذكرناه عن ذاك الموسم يمكن أن يتكرر وخاصة أن أنديتنا لا تعرف الثبات في مستواها، فمن يربح اليوم يخسر غداً والأهلي يضم نخبة من اللاعبين وسيلعب حتى الرمق الأخير وإنعاش آماله في المنافسة على اللقب والمحافظة عليه.

«الوطن» ونظراً لأهمية هذين الفوزين واقتراب تتويج الوحدة استطلعت آراء بعض مدربين الوطنيين في نظرة تحليلة فنية لكلا اللقاءين.

اللقاء الأول برؤية المدرب هلال الدجاني: (الظهور الضعيف).

لم يكن أشد المتشائمين بأهلي حلب يتوقع هذا الظهور الضعيف في هذا الموعد المهم جداً والمصيري للمحافظة على لقب بطولة الدوري للسنة الثانية على التوالي، فمن الناحية النفسية لم يعط اللاعبون المباراة التركيز الذهني الذي يتناسب مع أهميتها، ربما لعدم تقدير قوة الخصم جيداً أو للتعامل بغرور واستسهال الفوز لكون المباراة باعتقادهم تقام أمام هذا الجمهور الكبير وهذا ما أفقده الروح المعنوية كلما تقدم وقت المباراة، بعكس فريق الوحدة الذي تعامل مع الموقف بكل قوة وخبرة ودون خوف وبتركيز عال جداً في الشقين الدفاعي والهجومي وهو ما جعل المشهد يتحول لمصلحته بشكل كامل.

أما من الناحية الفنية وباستثناء الربع الأول وبالشق الدفاعي كان هناك فارق كبير بين تعامل الفريقين، لم يبذل أهلي حلب الحد الأدنى لترتيب دفاعه سواء كان فردياً أو جماعياً، على حين أن الوحدة كان يقاتل حتى آخر أنفاس الهجمة ففرض على الأهلي ارتكاب أخطاء كثيرة (تورن أوفر) انعكس معظمها بهجوم مرتد للوحدة، فصعبت المهمة كثيراً على الأهلي حيث وصل الفارق إلى 14 نقطة في بعض مراحل الربع الثالث، وكان من أسباب ذلك التنويع الدفاعي للوحدة حسب مراحل المباراة ونتيجتها وحسب استبدال اللاعبين ما صعّب على أهلي حلب اختراق هذا الدفاع القوي في ظل تعامل خجول لكشف أي ثغرات دفاعية.

أما من الناحية الهجومية فكان العقم الهجومي عنواناً رئيسياً لأهلي حلب واعتمد الحلول الفردية على الأجنبيين ولجأ كل الوقت إلى الاعتماد على التصويبات الثلاثية البعيدة، وافتقد الفاعلية تحت سلة الوحدة وقلّت فاعلية أهلي حلب الهجومية في الربع الرابع بشكل شبه كامل.

أما من ناحية تبديل اللاعبين والاستفادة منهم فكانت تلك الورقة لمصلحة الوحدة تماماً حيث لعب كل لاعب دوره المرسوم تماماً بما في ذلك أمير سعود الذي أرهق دفاع الأهلي، إضافة للدور الدفاعي الذي قام به أجنبي الوحدة على مفاتيح لعب الأهلي، على حين كان دفاع الأهلي في أدنى حدوده فنياً وبدنياً، ولا ننسى الدور الدفاعي الكبير الذي قام به لاعبو الوحدة جنبلاط وإدلبي وهاني.

بينما لم يستفد الأهلي من احتياطييه، وشعرنا أن الفريق يعتمد على الأجنبيين بشكل مبالغ به، ولم يكن هناك أي أدوار تكتيكية للآخرين باستثناء أنطوني بكر الذي نجح في التسديد من خارج القوس، بينما لم يستطع أي من لاعبي الأهلي التسجيل من داخل الثواني إلا ما ندر ووضح جلياً الضعف الفني والبدني الكبير للاعبي ارتكاز الأهلي سواء هجومياً أو من الناحية الدفاعية.

هذا الوضع هو ما قلب شكل المباراة لتسير بطريقة غير متوقعة كأول مباراة للأهلي في الدور النهائي وأمام هذا العدد من الجماهير. إن فرص فوز الأهلي بالدوري لم تقل رغم هذه الخسارة إلا في حال لعب مرة ثانية في هذا الشكل أو في حال فرض عليه دفاع الوحدة أن يكون في هذا الضعف الهجومي وتلك الفاعلية الهجومية القليلة.

ربما ستكون المباراة القادمة مغايرة من ناحية الأهلي في حال لعب بقوة وتركيز تحت سلة الوحدة واستفاد من عبد الوهاب بشكل أكثر بكثير ليتجاوز العقم الهجومي الذي لازمه في المباراة الأولى، وهذا ما لا يتمناه الوحدة الذي سيحاول مرة أخرى إخراج هابو من أجواء المباراة وتقوية دفاعه تحت السلة بوجود جنبلاط وهاني والأجنبي الجديد.

أمر آخر استفاد منه الوحدة وهو وجود لاعبين اثنين أجنبيين جديدين يلعبان لأول مرة مع الوحدة ولم يقابلهما أو يلعب ضدهما الأهلي مسبقاً ما صعّب مهمته وجعله يلعب ضد لاعبين مجهولين بالنسبة له رغم معرفته بأمير سعود سابقاً لكنه مختلف عندما يلعب مع الوحدة عن طريقته باللعب مع فرق أخرى وهذا ما يجب أن يتداركه الأهلي في المباراة القادمة بعد أن يكون قد اكتشف طريقة لعب الوحدة مع هذين اللاعبين المهمين.

لماذا خسر الأهلي في اللقاء الثاني بقلم المدرب الوطني فراس قوجه؟!

ربح فريق الوحدة بسبب تركيزه الذهني العالي حتى آخر ثانية من المباراة وانضباطه التكتيكي واختياره للعب الجماعي طوال المباراة وقرارات المدرب بالتبديلات للاعبين والمداورة.

استطاع أهلي حلب التقدم والسيطرة على الربع الأول من خلال الاعتماد على ثلاثة لاعبين طوال القامة للسيطرة على الريباوند واللعب من تحت السلة وثلاثيات نديم وويغنز، حتى الدقيقة 8 من الربع الأول ولكن مع صحوة فريق الوحدة وخاصة ثلاثيات محترفه أمير سعود انخفض الفارق إلى سبع نقاط لينتهي الربع 25- 18 لأهلي حلب.

في الربع الثاني استطاع الاتحاد رفع الفارق إلى 13 نقطة من خلال الفاست بريك والتسجيل على 3 نقاط لنديم عيسى واللعب من تحت السلة، ولكن تغيير دفاع الوحدة للزون وإجراء أهلي حلب تبديلات وإراحة لاعبه المحترف فيكتور أتاحت للوحدة السيطرة وتسجيل نقاط متتالية عبر ثلاثيات أمير سعود وسلات جنبلاط ومجد عربشة لينتهي الربع الثاني 45 _ 38 لأهلي حلب.

الربع الثالث شهد سيطرة وحداوية بـ19 نقطة مقابل 11 نقطة للأهلي حيث تميز الوحدة بالدفاع القوي عبر كمال جنبلاط وشريف العش ما أجبر فريق أهلي حلب على التورن أوفر أربع مرات لينتهي الربع الثالث 57 -56 لمصلحة فريق الوحدة.

تحسن أداء فريق أهلي حلب بالربع الرابع واستطاع تسجيل خمس نقاط متتالية وخاصة مع نزول بلال أطلي وجميل صدير إذ تحسن الدفاع كثيراً، ولكن سرعان ما تحول فريق الأهلي إلى اللعب الفردي والتسرع بالتسديد على ثلاث نقاط وأيضاً إهداره الرميات الحرة وإضاعته سلات سهلة من تحت السلة بالمقابل فريق الوحدة استطاع تسجيل نقاط متتالية عبر مجد عربشة وأمير سعود وشريف العش ومحترفه جميل ارتيس لينتهي الربع بالتعادل 66- 66.

الوقت الإضافي الأول سجل الوحدة 4 نقاط متتالية واستطاع الأهلي إدراك التعادل، وكانت هناك محاولة لهابو من تحت السلة ولم يستطع تسجيل سلة لينتهي الوقت الإضافي الأول 71 _ 71

الربع الإضافي الثاني ظهر التعب على لاعبي فريق أهلي حلب وخاصة المحترفين فيكتور ووينغز، على حين استطاع أمير سعود تسجيل ثلاثية لفريق الوحدة ومجد عربشة تسجيل نقطتين وسط التسرع باتخاذ القرارات والتسديد المتسرع للاعبي أهلي حلب وإهدار رميات حرة وعدم الرجوع للدفاع ليرتفع الفارق إلى أربع نقاط 78 -74 وكان متبقياً 19 ثانية لنهاية المباراة.

كما خسر أهلي حلب بسبب الاعتماد على اللعب الفردي من خلال إمكانيات لاعبيه الفردية للمحترفين وعدم اللعب بطريقة جماعية وخاصة بالأوقات الحساسة.

خسر أهلي حلب لعدم قدرته على استغلاله رفع الفارق أكثر بالربع الثاني عندما وصل إلى 13 نقطة وسط ضياع فريق الوحدة من خلال تبديلات اللاعبين واتخاذ قرارات غريبة للاعبين بالمباراة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن