عربي ودولي

تحليق مكثف لمقاتلاته بعد ليلة اشتباكات عنيفة في الخرطوم … الجيش: العمليات ضد «الدعم السريع» مستمرة والأخيرة تتهمه بقصف أحياء سكنية

| وكالات

شهدت سماء الخرطوم منذ ساعات الصباح الأولى أمس تحليقاً مكثفاً لطيران الجيش السوداني بينما تصدت قوات «الدعم السريع» له بالمضادات الأرضية، تزامناً مع إطلاق متقطع للنار في عدد من مناطق أم درمان.
وحسب موقع «سكاي نيوز»، قال الناطق باسم الجيش السوداني، العميد ركن نبيل عبد الله: إن «العمليات العسكرية ضد الدعم السريع مستمرة كما هو مخطط لها، ويتركز القصف الجوي في محيط الإذاعة والتلفزيون ومعسكر المظلات التابع للدعم في ضاحية شمبات».
وأظهر فيديو متداول على وسائل التواصل الاجتماعي قصف الجيش لمناطق تمركز قوات «الدعم» في أم درمان، كما نشر مقطع يظهر جاهزية سلاح المدرعات لتحرير منطقة الخرطوم.
‏وأضاف عبد اللـه: إن القوات المسلحة تواصل عمليات التمشيط لبؤر «التمرد» في أم درمان وجنوب الخرطوم وبحري، مشيراً إلى أن «ميليشيا» الدعم السريع تفرض الجبايات ورسوم عبور على المواطن في المعابر فيها، ومثال لذلك منطقة الباقير.
وأكد أن «ميليشيا الدعم السريع» طردت عدداً كبيراً من مواطني شمبات، وأغلقت المسجد ومنعتهم من إقامة الصلاة.
في غضون ذلك، اتهمت قوات الدعم السريع، أمس، الجيش السوداني بقتل 31 شخصاً وإصابة العشرات وتدمير العديد من المباني في قصف على أحياء سكنية غرب أم درمان.
وحسب وكالة «سبوتنيك»، ذكرت قوات الدعم السريع، في بيان عبر «تويتر»، أن قصفاً على منطقة أم درمان في العاصمة الخرطوم، نفذه طيران الجيش صباح أمس السبت، «أدى إلى مقتل أكثر من 31 شخصاً وإصابة آخرين»، وأشار البيان إلى أن الهجوم «تسبب بهدم عدد من المنازل».
من جهته، أفاد المستشار السياسي لقوات الدعم السريع بأنها «قادرة على التصدي للمسيرات التركية إن وجدت»، متهماً الجيش بـ«التهرب من أي طروحات قد تقود لإنهاء القتال».
وقصف الجيش السوداني، أهدافاً تابعة لقوات «الدعم السريع» بالقرب من منطقة العسال جنوب العاصمة الخرطوم، أول من أمس الجمعة، بينما سُمعت أصوات المضادات الأرضية وشوهدت طائرات استطلاع تُحلّق في المنطقة.
في الأثناء، ووفق وكالة «فرانس برس»، أفاد شهود بأن قوات «الدعم السريع» هاجمت مدينة بارا في ولاية شمال كردفان، حيث ارتكبت أعمال سلب ونهب للبنوك والمنشآت الحكومية.
وفي السياق، أعلنت وزارة الخارجية السودانية، أن الوساطة السعودية الأميركية ما زالت قائمة في انتظار الوقت المناسب لاستئناف المفاوضات، وأوضحت أن الوسطاء ينتظرون الوقت المناسب لاستئناف المفاوضات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
إنسانياً، قال مارتن غريفيث، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية: إن الوضع الإنساني في السودان لا يشهد أي تحسن، في وقت تعاني فيه خطة الاستجابة الإنسانية الخاصة بالسودان من نقصٍ كبير في التمويل.
ووصف غريفيث الوضع غرب دارفور «بالخطر للغاية»، مشيراً إلى صعوبات تواجه المنظمة في إيصال المساعدات الإنسانية.
على صعيد متصل، قالت منظمات ومسؤولو إغاثة: إن الصراع بين الطرفين المسلحين في السودان تسبب بتزايد حالات اغتصاب نساء وفتيات، بعضهن بعمر 12 عاماً، واختطافهن.
وذكرت منظمة إنقاذ الأطفال، في بيان مساء أول من أمس، أن مقاتلين مسلحين يعتدون جنسياً على فتيات في سن المراهقة ويغتصبونهن «بأعداد مقلقة»، على حين أفادت الأمم المتحدة بوجود «زيادة ملحوظة» في العنف على أساس النوع.
واندلع الصراع بين الجيش وقوات «الدعم السريع» في 15 نيسان الماضي، الأمر الذي أدى إلى معارك يومية في العاصمة الخرطوم، وأجج عمليات القتل في إقليم دارفور غربي البلاد.
وأبرم طرفا النزاع أكثر من هدنة، غالباً بوساطة الولايات المتحدة والسعودية، لكن سرعان ما كان يتمّ خرقها وسط تبادل الطرفين الاتهامات حول المسؤولية عن ذلك.
ولطالما حذّرت الأمم المتحدة من تدهورٍ سريع للوضعٍ الإنساني في ثالث أكبر بلد إفريقي مساحةً، علماً بأن ثلث السكان كانوا يعتمدون على المساعدات حتى قبل اندلاع الحرب الأخيرة.
ووفق أحدث إحصاءات الأمم المتحدة، فإن الصراع في السودان تسبب حتى الآن في تشريد نحو 3 ملايين شخص، بينهم نحو 700 ألف عبروا الحدود إلى دول مجاورة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن