السينما السورية وحصاد 2015 في الداخل والخارج … تحصد الجوائز ولا تحصد الجماهير فهل هي أفلام مهرجانات؟
| ديالا غنطوس
لم تتوقف عجلة الإنتاج السينمائي السوري عن الدوران خلال الفترة الماضية، وحتى في عالم الحرب الطاحنة التي عصفت بالبلاد، تابعت المؤسسة العامة للسينما عزمها على تقديم الأفضل والأعمق والأهم، متحدية جميع المقاطعات من المهرجانات العالمية والعربية، وعقدت العزم على إيصال صوت الفن السينمائي السوري إلى العالم كله، فتحركت عدسات المخرجين وتحركت معها نبضات القلوب الشغفة لإنتاج أفلام سينمائية تعبر عن حال الوطن وتفاصيله، فدارت الكاميرات لتعلن قدرتها على المضي قدماً في سباق مع الوقت وتجاوزت مساحة الصورة والكلمة، لتنتج مخرجات لوطن ثابت الإيمان، جميل حتى في آلامه، مصمم على البقاء حتى من قلب الوجع، وتكللت جهود المؤسسة العامة للسينما بإنتاج أفلام عديدة خلال الأعوام القليلة الماضية، والتي لم تهدأ نفوس مخرجيها حتى تنال التقدير الذي تستحقه، رغم جميع العقبات التي وضعت في طريق نجاحها، فحلقت تلك الأفلام إلى المهرجانات العربية والعالمية الوفية للفن الحقيقي، وأثبتت جدارتها واستحقاقها، لتحمل اسم السينما السورية إلى الشاشات العملاقة، وتحصد جوائز عديدة مخبرة العالم بأن الفن السينمائي السوري باق…. ويتمدد.
جوائز أفلام المؤسسة العامة للسينما لعام 2015
الأفلام الطويلة
1- فيلم» الأم 2014» من إخراج باسل الخطيب وتدور قصة الفيلم في سورية مطلع عام 2013، ويعرض تداعيات الأحداث الدائرة بالبلاد على عائلة بسيطة، وكيف قلبت الحرب حياتهم رأساً على عقب، ونالت الفنانة «صباح الجزائري» جائزة أفضل ممثلة (الوهر الذهبي) عن دورها في الفيلم وذلك في مهرجان وهران السينمائي للفيلم العربي في دورته الثامنة.
2- فيلم « الرابعة بتوقيت الفردوس 2013» إخراج محمد عبد العزيز، يحكي الفيلم كثيراً من التفاصيل الحياتية المعاصرة التي تقدمها شخصيات تمثل شرائح اجتماعية مختلفة من بائع متجول إلى مثقف سياسي مرورا بعاشقين تعثرت مسيرة حياتهما وكذلك عامل الرافعة الذي يرغب في عدم مغادرة وطنه رغم الظروف وغير ذلك من الأحداث التي يكتبها محمد عبد العزيز بكثير من الشفافية والرقة.
نال الفيلم جائزتين في مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط في دورته الحادية والثلاثين هي: جائزة لجنة التحكيم الخاصة وجائزة أفضل ممثلة لنوار يوسف مناصفة.
3- فيلم «بانتظار الخريف 2013» إخراج جود سعيد، وفي الفيلم تريد مجموعة من فتيات فريق كرة طائرة نسائي الوصول لكأس الجمهورية، بحثاً عن الفرح في وطن جريح، أولئك الفتيات آمنّ بالحب، والحياة.. لقرية منسية تريد أن تصير وطناً بطلاً لكلّ أهلها ولكلّ من أحب، وعاش لأجل الحب..».
نال الجائزة الأولى في مسابقة آفاق السينما العربية، إحدى تظاهرات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ37.
الأفلام القصيرة
1- فيلم «ابتسم فأنت تموت» إخراج وسيم السيد، نال جائزة «أفضل فيلم» في «مهرجان بانغلور السينمائي الدولي» للفيلم القصير 2015، في الهند.
كما نال أيضاً تنويهاً خاصاً في «مهرجان كولكاتا السينمائي الدولي» للأفلام القصيرة 2015 في الهند.
وهو فيلم يحاول التقاط حالة مكثفة من الواقع السوري، ليدخل عبر حكاية مصوّر فوتوغرافي إلى بلد يمرّ بظرف استثنائي، منطلقاً من الخاص إلى العام، من خلال دراما نفسيّة تمرّ شخوصها بتقلّبات متعدّدة».
ويصور الفيلم لحظات قلق مصورٍ يكره الأخبار، يعيش الحب، والحرب ويذهب ضحيتهما، وتأتي هذه اللحظات موثقة في صورٍ تعلق على جدران معرضٍ للتصوير الضوئي لم يكتمل.
2- فيلم «طابة أمل» إخراج ميار النوري، حقق الجائزة الثانية في مهرجان برسيتيج السينمائي في أميركا.
كما حصد أيضاً جائزة أفضل فيلم قصير في مبادرة السينما الأميركية ضمن مهرجان كان – فرنسا 2015.
ويدور العمل حول المجتمع السوري بشكل عام والبساطة التي يتسم بها، ويركز على براءة الطفولة التي نحاول إيجادها في داخلنا وحول الفرح الذي نسعى جميعاً لخلقه بشتى الوسائل وبأبسط الطرق مهما صغرت، الفيلم بمجمله يصور حالة العودة إلى النقاء الحقيقي والسعادة التي نعمل على امتلاكها وبثها في نفوسنا ونفوس الآخرين، حيث يتناول الفيلم الحرب في سورية من خلال لعبة كرة قدم بين فريقين يمثلان أطراف النزاع في سورية، ويمثل الفيلم دعوة للتعاون والحب وتقبل الآخر.
3- فيلم «توتر عالي» إخراج المهند كلثوم، نال جائزة تهارقا الذهبية السينمائية الدولية في السودان بمرتبة الشرف.
كما نال أيضاً جائزتين في مهرجان الربيع الدولي بقابس التونسية للعام 2015 وهما: جائزة أفضل إخراج للمخرج المهند كلثوم وجائزة أفضل ممثلة للفنانة مي مرهج بطلة الفيلم.
ويتناول الفيلم مجتمع الهامش أو ما يسمى مجتمع العشوائيات حيث يدأب لتقديم فكرة مغايرة عن سكان هذه المناطق التي قدمتها بعض الأعمال التلفزيونية كمكان للجريمة والانحلال الأخلاقي والضياع الاجتماعي فيقترب كل من كاتب الفيلم ومخرجه عبر حساسية سينمائية بحتة من أناس هذه الأماكن مسجلين ما يشبه حلماً طفولياً عن قلادة بشرية وعمرانية تحيط بدمشق من كل الجهات لنشاهد الناس بعيداً عما كرسته الدراما ومسلسلاتها من تناول كان في نواح كثيرة منه فجاً غليظ القلب.
أفلام دعم سينما الشباب
1- فيلم «دوران» إخراج وسيم السيد، سيناريو علي وجيه، نال جائزة البصمة الذهبية للجنة التحكيم في مهرجان بصمات لسينما الإبداع في الوطن العربي في دورته السابعة، والتي اختتمت في العاصمة المغربية الرباط.
وعن الفيلم يقول مخرجه «في بلد يمرّ بظروف استثنائية حادّة، لا شيء على ما يرام. لا أحد كذلك أيضاً… ليس غريباً إلا تكلل علاقة حب بالنجاح، ولا جديد في الغراميات الفاشلة ذات النهايات المؤلمة. ما وراء ذلك هو المهم. طبيعة الشخوص، ومبادئها، ووضعها على المحك مواجهةً مع هذه المبادئ في لحظات حسّاسة درامياً وفكرياً حتى بصرياً، كلها أمور مغرية للطرح والاستقراء…».
2- فيلم «روزنامة» إخراج ندين تحسين بك، نال جائزة لجنة التحكيم الخاصة في مهرجان «أيام المثنى للفيلم العربي القصير» في العراق. وفي كلمة عن الفيلم تقول المخرجة «صار الموت شريكاً لنا، يُفسد كلّ متسع للفرح في يومياتنا، لا حدود لأذيّات الحرب، فهي تطال المدنيين الآمنين أينما كانوا، يتحدّث الفيلم عن ضحايا صاروا أرقاماً، عن أرواحٍ تغادر دنيانا على شكلِ أنباءٍ عاجلة في نشراتِ الأخبار، وعن بقيّةٍ تعدّ ساعات شهيقها وزفيرها غير آبهةٍ بصناعة الموت».
3- فيلم «ضجيج الذاكرة» للمخرجة كوثر معراوي، حصد الجائزة الثانية في مهرجان بغداد السينمائي ضمن مسابقة المخرجات العربيات.
كما نال الفيلم أيضاً جائزة أفضل إخراج في مهرجان السماوة السينمائي الدولي الثالث للأفلام القصيرة.
يعتمد الفيلم على الفصل الزمني بين الماضي والحاضر لفتاة تدعى سعاد ترى طفولتها المريرة تمر أمام عينيها وهي في منزل والديها وحالة العنف الدائم والخلاف الذي كان سائداً بينهما، إضافة إلى حالة الرفض التي كان يبديها والدها تجاهها في الصغر، وتبدل موقفه لاحقاً عندما كبرت وشاخ الأب وأصبح بحاجة إلى الرعاية. يصور الفيلم مشاعر سعاد الصغيرة وتطورها لما بعد وفاة والدتها التي يبدو في سياق الفيلم أنها انفصلت عن الأب لاحقاً. تبقى سعاد مرتبطة بالأم من خلال منزل طفولتها الذي شهد أسوأ الأيام.