ما أجمل الكلمة ونورها الأبهى!
إذ تمثل الوميض الأجمل وخير ما يُبنى من «عوالم الحروف» وما يُصاغُ من مشاعر الأفئدة وكلّ ما يدور في فلك الكلام العذب وروحانيّة الاهتداء إلى قوله وضرورة الكتابة من خلال محبرته الأجمل، هذه المحبرة التي تنسابُ جمالاً يدلُّ على ترجمان الشيء الجماليّ والبلاغي لمدلول «الكلمة ونورها الوهّاج».
وهذا ما يجعلنا نقول: في البدءِ كانت ولا زالت تختصر، وتُختصر بها «جماليات الشجون» وتترجم ودّ الشعور، فهي تمتثل وكأنّها «ترجمان النفس الإنسانية».
في البدءِ.. كانت الكلمة تُمثّل محور الشيء الأهم كانت وما تزالُ تحملُ ما يُسمّى «نبوءات التفاهم الإنسانيّ» وبالتالي كانت تلعب دوراً بارزاً في التعريف عن «شخصية المتحدث» وقد نقرأ الكثير عن «قوّة الكلمة وفحواها الجماليّ المؤثر».
فقد تأتي الكلمة وتمتثل «كالشجرة الطيبة» وقد تحمل الكثير ما يُسمّى «الوجد الإنسانيّ الصادق» وهذا ما يدلُّ على دورها الفعال وعلى صياغة نبالة الشيء الذي يُقالُ عنه «فنّ مصداقيّة الكلمة» مصداقية الشيء الذي يجب أن يُقال بكثير من الصدق والمحبّة النابعة من القلب أولاً وأخيراً..
فهناك من يقول: بأن الكلام الصادق يدخل القلب مباشرةً ويترك أثره الطيب لأنه قد يأتي من دون أي تكلف يُذكر.. وهناك من يُدلي برأيه ويقول بأن «الكلام الطيب» قد يكون له وقع خاص على المتلقي.
ومن هنا تأتي أهمية الكلمة ودورها المحوري المهم ومنها نستقرئ أهمية البُعد الإنسانيّ والأدبيّ لكل كلمة يمكن أن تُقال أو تُكتبَ، وبالتالي نستدل على الشيء الذي يُسمى «محبرة الكلام» والذي قد يعتمد فيما يعتمد على سياسة البُعد عن التنمق الكلامي وكما يُقال في العامية واعتماد أسلوب الكلام المتكلف بصورة أو بأخرى..
كلّ هذا يجعلنا نبحثُ في مدى «جماليّة الكلمة» وكيف يمكن أن تنسابَ بعذوبةٍ لا مثيل لها؟
وكيف يمكن لها أن تمتثل كشلالٍ عذبٍ يأتي منها جميل الماء المسكوب ليغذي وينشر روعته في ثنايا النّفس الإنسانية.
هذه النّفس التي تحتاج إلى «عطر الكلام الطيب» تحتاج إلى نور جماله، كما تحتاج إلى جماليات الكلمة وصوتها الناطق الذي يوازي في أهميته كل شيءٍ مؤثر ذي أهمية عظمى ومثلى في الوقت ذاته..