رياضة

في نهائي سلة المحترفين.. هل يعتلي الوحدة منصة التتويج ويحقق لقبه العاشر؟ أم ينجح الأهلي في الذهاب للقاء رابع؟ … مدربنا الوطني شكور: المباراة صعبة والتكهن غير ممكن

| مهند الحسني

يبدو أن صورة بطل الدوري لهذا الموسم بدأت تتضح بعد الفوزين اللذين حققهما فريق الوحدة في أول لقاءات سلسلة النهائي لسلة المحترفين، وقلب خلالهما كل التوقعات التي صبت في نادي أهلي حلب صاحب الحضور الجماهيري الكبير.

الوحدة فاز في اللقاءين لأنه اجتهد وعمل ونال ما أراد، لكن هذين الفوزين أيضاً أتيا نتيجة تفاوت مستوى أهلي حلب الذي ظهر بمستوى ضعيف في اللقاء الأول دفاعاً وهجوماً، وفي اللقاء الثاني أضاع الفوز من يديه نتيجة تبديلات مدربه التي كانت سريعة وغير مدروسة.

لذلك هذه النتائج أتت منطقية وإن كان ذلك على حساب تواضع المستوى الفني بشكل عام.

لم يكن حضور الأهلي قوياً في صالة الحمدانية بحلب أمام الوحدة ولم يعط أي مؤشر جديد تتسع خلاله دائرة تفاؤل عشاقه ومحبيه بتعديل النتيجة وسرقة نتيجة لقاء اليوم في مدينة دمشق، لأن موازين القوى بين الفريقين باتت تصب في مصلحة الوحدة الذي لعب بأداء رجولي وجماعي وتمكن من الاقتراب من منصة التتويج بقوة لكن ذلك يبقى على الورق لأن حظوظ فريق الأهلي في العودة واستعادة المبادرة مازالت قائمة ومتوافرة.

رغم أنه قدم أسوأ عروضه فردياً وجماعياً وظهر بصورة باهتة وقدم أداء عقيماً ساهم في خسارته المباراتين أداء ونتيجة رغم بدايته القوية في الربع الأول من المباراة، غير أن أداءه شهد تراجعاً مخيفاً وغير مبرر ولم ينجح مدربه في إعادة التوازن للفريق فبدا الفريق بأكمله خارج التغطية بعدما انقطعت خطوط الاتصال بينه وبين مدربه، هذا الأداء منح الأفضلية للاعبي الوحدة الذين فرضوا سيطرتهم ولعبوا بأداء جماعي على حساب تواضع مستوى الأهلي.

لسنا متشائمين بأداء لاعبي الأهلي فهو يضم لاعبين متميزين ومهرة.

مهمة الأهلي في العودة لنغمة الفوز ليست مستحيلة، وإنما هي في غاية الصعوبة لأن الوحدة اليوم «غير شكل» فنياً ومعنوياً وخاصة أن الإدارة وعدت بجدية في حلحلة أمور الفريق المالية، الوحدة استعاد لاعبوه ثقافة الفوز وهم يمتلكون معنويات عالية.

أكون أو لا أكون

يحل الأهلي مساء اليوم في تمام الساعة الثامنة مساء ضيفاً ثقيل الظل على الوحدة في صالة الفيحاء بدمشق في موقعة ينتظر أن يتجلى فيها كل عناصر القوة والإثارة غير أنها ستفتقد الحضور الجماهيري بسبب عقوبة اتحادية على نادي الوحدة.

سيدخل الفريقان اللقاء بحسابات متجددة وآمال كبيرة وأحلام وتطلعات، فالوحدة الذي فاز في لقاءي الشهباء وقدم أداء جيداً يسعى لمواصلة عزفه على وتر الفوز وحسم الموضوع واعتلاء منصات التتويج عن جدارة واستحقاق بعيداً عن حسابات اللقاء الرابع من سلسلة الدور النهائي.

لذلك سيزج مدربه اللبناني مروان خليل بكل أوراقه الفاعلة والمؤثرة والقوية على أمل أن يخرج بنقاط الفوز ويعيد الأمجاد واللقب بعد غربة طويلة، وتعتبر صفوفه ومراكزه متكاملة ومع وجود لاعبين أجانب متميزين باتت حظوظه أقوى في خطف نقاط الفوز، ومع وجود لاعبه المحترف أمير سعود الذي أضاف قوة هجومية كبيرة للفريق ستكون أموره بخير وسيلعب بقوة وتركيز عالٍ وسيسعى لوضع حد لمفاتيح قوة لاعبي الأهلي على أمل تحقيق نتيجة إيجابية.

على حين أن فريق الأهلي يدرك أن رحلته للفيحاء ليست سهلة ووصوله لنقاط الفوز سيكون صعباً لأنه سيواجه فريقاً قوياً ويلعب بأداء رجولي.

ولدى الأهلي الكثير ليقدمه في هذا اللقاء من لاعبين أجانب متميزين بعدما نجح في التعاقد مع نجم المنتخب الإيراني محمد جمشيدي ونجم منتخب مصر وصانع ألعابه أحمد عادل، إضافة لامتلاكه مجموعة من اللاعبين المحليين يملكون طاقات كبيرة وحماسة عالية لتقديم أداء جيد وتحقيق نتيجة إيجابية تعيدهم من جديد إلى دائرة المنافسة، الأهلي الذي خسر لقاءي الشهباء سيلعب تحت شعار الفوز ولا شيء غيره لأن الخسارة تعني خروجه من المنافسات وخسارة اللقب.

الفريقان كبيران ولديهما أوراق فاعلة ومؤثرة وسيكون لمدربي الفريقين دور مهم في القراءة الصحيحة لمجريات اللقاء والتعامل معها بحرفية عالية وإجراء التبديلات الجيدة وغير متسرعة بما يضمن بقاء الفريق في حالة من الانضباط التكتيكي داخل الملعب والتنفيذ الصحيح لتعليمات المدرب.

على الورق تبدو حظوظ الوحدة أوفر بخطف نقاط اللقاء، لكن الأهلي من الفرق الكبيرة ويحسب له ألف حساب وهو قادر اليوم على كسب نقاط اللقاء والذهاب بفريق الوحدة إلى لقاء رابع له حساباته الخاصة.

مع العلم أن الوحدة فاز في لقاءي الشهباء بواقع 67/58، 78/74.

نظرة فنية للمدرب عبود شكور

نظراً لأهمية اللقاء بين الفريقين، «الوطن» اتصلت مع مدرب نادي الجلاء سابقاً عبود شكور عبر تحليل فني لحظوظ الفريقين في الفوز في نتيجة المباراة.

البطولة ما زالت غير محسومة رغم أفضلية الوحدة والتكهن غير ممكن مع الفرق الكبرى، المباراة الثالثة بين الوحدة والأهلي قد تكون مباراة حسم اللقب للوحدة، أو رد الأمل بالبطولة للأهلي.

لا أدري مدى صحة تعاقدات الأهلي الجديدة، وبغض النظر عنها، الأهلي فريق كبير بعناصره الوطنيين وهو قادر على العودة، لكن هذه العودة تتطلب تحضيراً أفضل.

على الأهلي أن يغير نوعاً ما من طريقة لعبه الرتيبة في أوقات كثيرة من المباراة، وأن يضع الضغط على مفاتيح اللعب في فريق الوحدة وبالأخص تحت السلة. وخصوصاً أنه يملك لاعبي ارتكاز جيدين، لا بد أن تتوافر حلول دفاعية أفضل خلال المباراة بالإضافة لتنويع طرق الدفاع.

اللعب الجماعي مطلوب من فريق الأهلي والمبادرة مطلوبة من اللاعبين المحليين من دون الاعتماد فقط على المحترفين.

بالمقابل فريق الوحدة المنسجم والجماعي، يلعب بأريحية نوعاً ما بعد التقدم بانتصارين على أرض الأهلي، الوحدة يؤدي أداء جيداً مع المحترفين الجدد، ويقدم لعباً جماعياً يحسب للمدرب، وإن كان يريد الفوز فعليه الاستمرار بهذا النسق، وأن يدرك اللاعبون أن البطولة غير محسومة بعد، اللاعب أمير سعود قدم إضافة ممتازة للفريق من حيث التسجيل وقيادة اللاعبين في المباراة، اللاعبون الوطنيون يأخذون المبادرة وينفذون تعليمات المدرب بشكل ممتاز، لاعبو الوحدة فنياً يلعبون بشكل أسرع وأفضل وهذا ما رجح كفتهم، بالإضافة إلى نسب التسجيل الأكثر من جيدة على خط الثلاثيات.

المباراة لن تحسم إلا للدقائق الأخيرة، وتتطلب التركيز 40 د، الالتزام 40 د.. صلابة ذهنية 40 د.

مباراة مصيرية. على فريق الأهلي القتال من أجل تاريخ واسم النادي، فريق الوحدة يجب ألا يصاب بالغرور، كل شي ممكن كما قلت التكهن غير ممكن مع الفرق الكبيرة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن