موسكو أكدت أن إعادة كتيبة «آزوف» خرق للاتفاقيات.. واستحالة التسوية مع أوكرانيا حالياً … الكرملين: بوتين اجتمع مع قادة «فاغنر» وبحث معهم خيارات العمل والانتساب للجيش
| وكالات
أعلنت الرئاسة الروسية أمس أن الرئيس فلاديمير بوتين اجتمع مع قادة شركة «فاغنر» العسكرية الخاصة قبل أيام الذين أبدوا ولاءهم للجيش والقيادة، على حين حذرت موسكو من أن حصول كييف على عضوية حلف شمال الأطلسي «ناتو» سيكون لها تداعيات سلبية جداً وأكدت أن المفاوضات حول أوكرانيا مستحيلة في الوقت الراهن.
وحسب موقع «روسيا اليوم»، أعلن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أمس أن بوتين اجتمع في التاسع والعشرين من الشهر الماضي مع قادة «فاغنر» وبحث معهم خيارات العمل والانتساب إلى الجيش.
وقال بيسكوف في تصريحات صحفية: «أكد قادة «فاغنر» خلال الاجتماع في الكرملين، ولاءهم للجيش وقيادة البلاد، وأعربوا عن استعدادهم لمواصلة القتال والدفاع عن الوطن».
وأشار بيسكوف إلى أن الاجتماع استمر قرابة ثلاث ساعات، حيث دعا بوتين 35 شخصاً إلى الاجتماع بمن فيهم مؤسس «فاغنر» يفغيني بريغوجين وبحث معهم أحداث الرابع والعشرين من حزيران، مضيفاً: «استمع بوتين إلى قادة «فاغنر» الذين أطلعوه على أحداث 24 حزيران وطرح عليهم المزيد من خيارات العمل العسكري».
من جهة ثانية، قال بيسكوف: إن حصول أوكرانيا على عضوية حلف شمال الأطلسي ستكون له تداعيات «سلبية جدا» على الأمن الأوروبي، وذلك قبيل قمة للحلف تعقد في فيلنيوس اليوم وغداً.
وتابع بيسكوف: «ستكون لعضوية أوكرانيا في الـ«ناتو» تداعيات سلبية جداً على الهيكل الأمني برمته في أوروبا»، مضيفاً: إن ذلك سيشكّل أيضاً «خطراً مطلقاً، تهديداً لبلدنا» سيستدعي «ردّاً جدّياً».
وفي سياق متصل، أكد بيسكوف أن عودة قادة كتيبة «آزوف» الأوكرانية من تركيا إلى أوكرانيا انتهاك للاتفاقات، وأن موسكو ستبحث هذه المسألة مع أنقرة وتنتظر توضيحها.
وقال بيسكوف حسب ما نقلت وكالة «تاس»: إن الجانب الروسي في حوار مستمر مع تركيا، وبانتظار توضيح مسألة نقل قادة كتيبة «آزوف» النازية إلى كييف.
وأضاف: «خلال حوارنا نتوقع أن نتلقى توضيح الجانب التركي حول ما حدث، وأريد أن أكرر مرة أخرى، أننا سنأخذ ذلك في الحسبان في بالاتفاقات اللاحقة»، لكنه أوضح أن آفاق تنفيذ مشروع مركز الغاز مع تركيا لا ترتبط بأي حال من الأحوال بمسألة عودة قادة كتيبة «آزوف» النازية.
وفي وقت سابق أمس، قال رئيس لجنة الدفاع والأمن في مجلس الاتحاد الروسي، فيكتور بونداريف: إن إعادة أنقرة قادة كتيبة «آزوف» النازية إلى كييف، هو انتهاك للاتفاقيات التي تم التوصل إليها، وأضاف إن تصريحات أنقرة حول تسريع قبول أوكرانيا في «ناتو»، تشير إلى أن تركيا تتحول من دولة محايدة إلى دولة غير صديقة.
بدوره، وخلال مؤتمر صحفي في موسكو في ختام جلسة الحوار الاستراتيجي بين روسيا ودول مجلس التعاون الخليجي، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن موسكو ترحب بتطوير العلاقات بين السعودية وإيران معتبراً ذلك خطوة تنعكس إيجاباً على المنطقة.
وأوضح لافروف أن التعاون المالي بين روسيا ودول مجلس التعاون الخليجي نما إلى 11 مليار دولار مشيراً إلى أن المحادثات تطرقت إلى تطورات الوضع في السودان، حيث أبدينا قلقنا من تواصل القتال بين الجيش والدعم السريع.
وأوضح لافروف أن جهود الأمم المتحدة في تنفيذ الجزء الروسي من «صفقة الحبوب» غير مثمرة، وقال: «الألعاب الجيوسياسية في تسوية الأوضاع في الشرق الأوسط غير مقبولة».
من جانبه، قال مدير جهاز الاستخبارات الخارجية الروسية سيرغي ناريشكين: إن وزارة الخارجية الأميركية تحولت إلى محرك لكل محاولات تشويه حقيقة الأحداث في روسيا وما يحيط بها.
ونقل المكتب الصحفي لجهاز المخابرات الخارجية الروسية عن ناريشكين قوله: إن «روسيا تعرب عن أسفها لما تحولت إليه الوزارة، حيث أصبحت بقيادة الوزير أنتوني بلينكن ومساعدته للشؤون السياسية فيكتوريا نولاند، وآخرين مثلهما، مكباً لقمامة المعلومات، ومحاولات تشويه صورة روسيا».
وأشار ناريشكين إلى أن الخارجية الأميركية «طالبت وسائل الإعلام الأميركية بتوجيه عملها نحو روسيا، والعمل على إحداث تحركات تخريبية، والمهمة المحددة على وجه الخصوص إدخال فكرة الحاجة إلى إحداث صراع عنيف ضد السلطات في روسيا حتى التمرد المسلح»، لافتاً إلى أن «من أبرز خطط السلطات الأميركية محاولة تصوير الخونة من المعارضين الروس الفارين الذين يشاركون في الأعمال التخريبية والإرهابية ضد العسكريين والمدنيين في روسيا نماذج ملهمة لجيل الشباب».
إلى ذلك، أكد رئيس الوفد الروسي إلى محادثات فيينا حول الأمن والتسلح قسطنطين غافريلوف، استحالة مفاوضات التسوية في أوكرانيا في الوقت الراهن، وقال حسب «روسيا اليوم»: «الآن المفاوضات مستحيلة وإذا أراد الأميركيون ذلك فسيرغمون الأوكرانيين على الجلوس إلى طاولة المفاوضات».
وأضاف: «إن أراد الأوكرانيون فعل شيء ما بهذا الخصوص، ألمحوا إلى ذلك أيضاً».
ميدانياً، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن الجيش الروسي صد ضربة أوكرانية استخدمت فيها صواريخ «إس 200»، استهدفت مواقع حيوية في شبه جزيرة القرم ومقاطعتي روستوف وكالوغا جنوب غربي البلاد.
وحسب «روسيا اليوم»، أطلعت وزارة الدفاع رئيس هيئة الأركان العامة فاليري غيراسيموف على تصدي القوات الروسية لضربة صاروخية أوكرانية أول من أمس استهدفت مواقع حيوية في شبه جزيرة القرم، ومقاطعتي روستوف وكالوغا، حيث دمّرت الدفاعات الروسية صاروخين من طراز «إس 200» وحيّدت صاروخين آخريين بوسائط الحرب الإلكترونية.
وفي سياق تقريرها اليومي حول سير العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا، أعلنت الدفاع الروسية عن صد محاولات هجومية أوكرانية على عدة محاور وتصفية أكثر من 600 مسلح ومرتزق، واعتراض 5 صواريخ أوكرانية مضادة للطائرات.