سورية

مخطط إسرائيلي لتجريف قرية عين فيت المهجّرة في الجولان السوري المحتل … المقت لـ«الوطن»: محاولة لطمس المعالم والهوية السورية وتزوير التاريخ والجغرافيا

| منذر عيد

أكد الأسير المحرر صدقي المقت رفض أهالي الجولان العربي السوري لمشروع الاحتلال الإسرائيلي تجريف ما تبقى من منازل قرية عين فيت المهجرة وتحويلها إلى موقع عسكري لقواته، موضحاً أن الاحتلال يعمل طوال الوقت على طمس أي معالم عربية سورية في الجولان المحتل، ويعمل على «عبرنة» وتزوير أسماء القرى، وتزوير التاريخ والجغرافيا والحقائق، مشدداً على أن الاحتلال سيحاسب على كل شيء، والقرى ستعود إلى سكانها وسيعودون إليها عندما يتحرر الجولان.

وفي تصريح خاص لـ«الوطن» عبر «واتس أب» قال المقت أمس: «أهالي الجولان رافضون للاحتلال بكل وجوده ومستوطناته وثكناته العسكرية، ولجميع جرائم المحتل بتهجير سكان الجولان عام 1967 وتدمير قراهم».

وأوضح أن قرية عين فيت هي واحدة من 150 قرية تم تهجير سكانها وتدميرها، وهي مهجّرة وخالية من السكان بفعل الاحتلال منذ 1967 ومنازلها متصدعة، وأن هذا الأمر يتحمله الاحتلال.

وجدد المقت التأكيد بأن الجولان المحتل أرض سورية، ولقرية عين فيت سكانها، موضحاً أنها كانت تعج بكل مظاهر الحياة، وهي تقع إلى جانب القرى التي ما زالت تحت الاحتلال الإسرائيلي، وهي قريبة من قرية عين قنية المحتلة.

وتابع: «نرفض جميع إجراءات الاحتلال وسيأتي يوم سيحاسب المحتل على جرائمه، وسيأتي يوم تتحرر فيه عين فيت ويعود لها أهلها لتعود لها حياتها الطبيعية الهادئة الهانئة، وفي السنوات الماضية كان أهالي الجولان يزورون تلك القرية المهجّرة ويقضون أوقات جميلة فيها، علنا نستعيد جزءاً مما كانت عليه هذه القرية».

وأكد المقت أن الاحتلال الإسرائيلي يعمل طوال الوقت على طمس أي معالم عربية سورية في الجولان المحتل، فعمل على تهجير السكان عام 67، وعلى إزالة قرى بشكل كامل، وأقاموا على أنقاضها مستوطنات، حيث أنشؤوا على أنقاض عين فيت مستوطنة سموها «آفيق»، حيث يعملون على «عبرنة» وتزوير الأسماء، وتزوير التاريخ والجغرافيا والحقائق.

وقال: «الاحتلال سيحاسب على كل شي، والقرى ستعود إلى سكانها وسيعودون إليها عندما يتحرر الجولان».

ولفت المقت الانتباه إلى أن الاحتلال الإسرائيلي عمل على تهجير جزء من سكان الجولان السوري المحتل بعد عام 67 وصدور القرار 242 وبعد وقف إطلاق النار وبعد أن ارتسمت خطوط الهدنة، حيث جرى تهجير منظم.

وختم المقت: «الاحتلال يدّعي زوراً أنه وجد الجولان خالياً وهذه أكبر كذبة، الجولان لم يكن خالياً، كان مليئاً بالسكان وما زالت الشواهد موجودة، ووثائق المحتل التي أفرج عنها في 2007 و2008 و2009 تؤكد أن المحتل هجّر السكان بعد الحرب وبعد إطلاق وقف النار، وهي جريمة حرب، وعملية تطهير عرقي لإفراغ الجولان من سكانه».

ويؤكد أهالي الجولان السوري المحتل على الدوام صمودهم بمواجهة الاحتلال الإسرائيلي وممارساته وإجراءاته القمعية والتعسفية بحقهم وبحق أرضهم، مشددين على تمسكهم بهويتهم العربية السورية وانتمائهم الراسخ والأصيل للوطن وثقتهم بعودة كل ذرة من ترابه.

ويشكل المخطط الإسرائيلي تجريف ما تبقى من منازل قرية عين فيت المهجرة وتحويلها إلى موقع عسكري لقواته انتهاكاً جديداً لقرارات الأمم المتحدة، وفي مقدمتها قرار مجلس الأمن رقم 497 الذي يؤكد أن جميع إجراءات الاحتلال الإسرائيلي في الجولان السوري المحتل ملغاة وباطلة.

ودمر الاحتلال عين فيت التي تعد من أجمل قرى الجولان بموقعها وطبيعتها بعد عدوان عام 1967 مع أكثر من 240 قرية ومزرعة، وهجّر أهلها البالغ عددهم 131 ألفاً بالقوة، بينما بقي 7 آلاف في 6 قرى هي مجدل شمس ومسعدة وبقعاثا وعين قنية والغجر وسحيتا، وقام لاحقاً بتهجير أهالي قرية سحيتا إلى مسعدة ودمرها وحولها إلى موقع عسكري.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن