سورية

صعدت بشكل غير مسبوق ضد مسلحي فصائل أنقرة شمال حلب … «قسد» تقتل 5 منهم في عملية تسلل بريف عفرين وتقصف قاعدة للاحتلال التركي بإعزاز

| حلب - خالد زنكلو

صعدت ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد» عبر ما تسمى «قوات تحرير عفرين» التابعة لها وبشكل غير مسبوق، عملياتها العسكرية ضد مسلحي فصائل أنقرة المنخرطين فيما يسمى «الجيش الوطني» في ريفي حلب الشمالي والشمالي الشرقي، في تحرك لافت يحمل دلالات عدة في مثل هذا التوقيت.

وبدا أن تسخين المشهد الميداني من طرف «قسد» في وجه الاحتلال التركي ومسلحي الفصائل التابعة لإدارة الرئيس رجب طيب أردوغان وفي أهم جبهات القتال بينهما شمالي حلب، يحمل في طياته تهديداً من الميليشيات بأنها ستواجه كل تصعيد حيالها بتصعيد مماثل بعد استهداف مقارها ومتزعميها، وفي جولة قصف جديدة، بمدفعية جيش الاحتلال التركي وطائراته المسيرة في الفترة التي أعقبت فوز أردوغان بانتخابات الرئاسة نهاية أيار الماضي.

وتمكنت «تحرير عفرين» ومن خلال عملية تسلل نفذتها أمس على محور بلدتي باصوفان- كباشين في ريف عفرين الجنوبي الغربي، من قتل 5 مسلحين من فصيل «فيلق الشام» التابع لـ «الجيش الوطني» المدعوم من أنقرة.

وقالت مصادر معارضة مقربة من «الجيش الوطني» في عفرين لـ«الوطن»: إن متزعميه تلقوا صدمة كبيرة إثر نجاح تسلل «تحرير عفرين» إلى نقطة متقدمة لـ «فيلق الشام» عند خطوط التماس في المنطقة التي تشهد عمليات تسلل مشابهة كل فترة، وانسحابها من دون خسارة أي من مسلحيها.

وذكرت المصادر أن مسلحي «الجيش الوطني» استنفروا على طول جبهات القتال في ريفي حلب الشمالي والشمالي الشرقي لحمايتها من أي عمليات تسلل أو تنفيذ عمليات قصف، في انتظار تلقي الأوامر من أنقرة حول كيفية الرد على «قسد» وشدته وحدوده.

وبينت أن عملية التسلل تزامنت مع قصف «تحرير عفرين» بـ10 صواريخ «غراد» قاعدة البحوث العلمية للاحتلال التركي غربي مدينة إعزاز، حيث قتل أحد عناصر حراسة القاعدة الموكلة مهمتها لـ«الجيش الوطني» مع دمار جزء من السور الخارجي للقاعدة، من دون التأكد من وقوع إصابات لدى الجنود الأتراك داخلها.

وسبق لـ«تحرير عفرين» أن قصفت بالمدفعية والصواريخ الموجهة مرات عديدة قواعد الاحتلال التركي المنتشرة في ريفي شمال وشمال حلب، وقتلت وجرحت جنوداً لجيش الاحتلال ومسلحي فصائله، الأمر الذي استدعى رد جيش الاحتلال التركي بعنف على قرى وبلدات ريف حلب الشمالي أحد جيوب انتشار «قسد»، ومواجهات بين الفريقين بعد كل موجة تصعيد من أحدهما تجاه الآخر.

مصادر أهلية في بلدة الراعي الحدودية مع تركيا والتابعة لمنطقة جرابلس شمال شرق محافظة حلب، ذكرت لـ«الوطن» أن ليل الأحد الماضي شهد انفجار سيارة مفخخة، في البلدة قرب ورشة صيانة للسيارات، ما أدى إلى مقتل 5 أشخاص وجرحى 10 آخرين بالقرب من خطوط التماس مع «قسد» المتهمة بعملية التفجير، التي تلتها عملية مماثلة في مدينة منبج شمال شرق حلب حيث انفجرت سيارة من طراز جيب وبداخلها أسلحة، أودت بحياة 3 مسلحين بينهم متزعم مما يسمى «مجلس منبج العسكري» التابع لـ«قسد» ويسيطر على المنطقة.

في السياق ذاته، استطاعت «تحرير عفرين» السبت الماضي التسلل إلى نقطة عسكرية لفرقة الحمزة أو الحمزات التابعة لـ«الجيش الوطني» في محور بلدة جلبل بريف عفرين وقتلت مسلحاً منها وجرحت اثنين آخرين.

وجراء ذلك، توقع مراقبون للوضع الميداني في المناطق التي يسيطر عليها جيش الاحتلال التركي بمؤازرة «الجيش الوطني» شمال وشمال محافظة حلب، بأن تستمر «قسد» في التصعيد خلال الأيام المقبلة وأن تزداد حدة القصف التركي لمناطق هيمنة الميليشيا التي تريد القول إنها كسبت دعم واشنطن وقوات الاحتلال الأميركي شمال شرق البلاد بخضوعها التام لأوامره وأجندته لتغيير خريطة السيطرة في المنطقة الحيوية بتوسيع مناطق هيمنته في التنف عند المثلث الحدودي السوري- الأردني- العراقي والسعي لإغلاق الحدود السورية العراقية، وفق قول المصادر لـ«الوطن».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن