سورية

في خطوة غير مسبوقة وبخلاف القرارات والخطابات السابقة … برنامج الأغذية العالمي يبلغ «النصرة» بتخفيض مساعداته في شمال غرب سورية!

| وكالات

في خطوة غير مسبوقة، وجه برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة خطاباً لتنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي بخفض المساعدات الإنسانية في المناطق التي يسيطر عليها في شمال غرب سورية يبلغه فيه تخفيض المساعدات الإنسانية في تلك المناطق، وذلك خلافاً للقرارات والخطابات السابقة التي كانت ترسل إلى الشركاء المحليين للبرنامج من المنظمات العاملة هناك، الأمر الذي فسره مراقبون أنّ حجم التخفيض وآلية تطبيقه هي ما دفعت البرنامج – هذه المرّة – لمخاطبة «النصرة»، منعاً لحدوث أي توترات أو مضايقات للفرق الإغاثية على الأرض من المحتجين على هذا التخفيض.
ومطلع الشهر الجاري، أعلن برنامج الأغذية آلية تنفيذه قرار تخفيض المساعدات في عموم سورية إلى ما يقارب النصف.
وفي الجزء المتعلق بتنفيذ التخفيض في مناطق سيطرة التنظيمات الإرهابية في شمال غرب سورية، وجّه مدير مكتب ومنسق الطوارئ لعمليات تلك المناطق في البرنامج ياني سوفانتو، خطاباً إلى عضو إدارة ما تسمى «الشؤون السياسية» في تنظيم «النصرة»، وما يسمى وزير التنمية والشؤون الإنسانية السابق فيما تسمى «حكومة الإنقاذ» التابعة للتنظيم، بحسب ما ذكرت مواقع إلكترونية معارضة أمس.
وجاء في الخطاب: «لقد فاقت الاحتياجات المتصاعدة في سورية جميع الموارد المتاحة ما جعل من المستحيل على برنامج الأغذية العالمي الحفاظ على مستواه الحالي من المساعدات الغذائية المنقذة للحياة».
وتابع: «اعتباراً من الشهر الحالي، سيضطر برنامج الأغذية العالمي إلى خفض ميزانيته بنسبة 40 بالمئة وخفض المساعدة بمقدار 2.5 مليون من أصل 5.5 ملايين شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي في سورية بكاملها، حيث يدعمهم البرنامج بالمساعدات الغذائية العامة في جميع أنحاء البلاد كل شهر».
وذكر الخطاب أن برنامج الأغذية يواجه فجوة في التمويل لبرنامج المساعدات الغذائية هذا العام، على الرغم من تلقيه مساهمات كبيرة للعمليات الإنسانية في سورية، ويرجع ذلك جزئياً إلى ارتفاع تكاليف الغذاء والتشغيل.
واعتبر البرنامج، أنه كان عليه أن يتخذ هذا الخيار الصعب الذي لا مفر منه لإعطاء الأولوية لمن هم في أمس الحاجة إليه حتى لا تنفد موارد البرنامج بالكامل في تشرين الأول، وبالتالي سيتوقف البرنامج تماماً.
واعتبر سوفانتو، أنّ برنامج الأغذية، اضطر إلى تنفيذ هذه التخفيضات بعد استنفاد جميع الخيارات، بما في ذلك التخفيض التدريجي لوزن الحصة الغذائية، خلال العام الماضي، حيث أصبح توفير حصص أصغر خياراً غير قابل للتطبيق.
وعلى الرغم من إجراء هذا التخفيض، شدّد البرنامج على أنه سيظل أحد أكبر الجهات الفاعلة في المجال الإنساني والإنعاش المبكر في سورية.
وأوضح البرنامج في خطابه، أنه من أجل مواصلة دعم الأشخاص الأكثر ضعفاً، من تموز إلى كانون الأول، سيقدم البرنامج فترة انتقالية هدفها: «تسهيل التحديات التي يواجهها الشركاء على الأرض، وإتاحة المزيد من الوقت للمستفيدين للتكيّف مع التخفيض».
وأشار البرنامج، إلى أنه اعتمد آلية لتقديم المساعدات في شمال غرب سورية خلال الفترة الانتقالية وهي:في المناطق الأكثر حاجة حسب تقييم قطاع الأمن الغذائي، سيستمر تلقّي المساعدة كل شهر (خارج المخيمات في شمال محافظة حلب وجبل سمعان بالريف الغربي للمحافظة، إضافة إلى مدينة الباب شرق حلب، ومعرة مصرين شرق إدلب).
وأضاف: إن باقي المواقع التي يغطّيها شركاء البرنامج ستتلقى مساعدات غذائية كل شهرين، بما في ذلك التحويلات القائمة على النقد (القسائم المالية البديلة عن السلة الغذائية).
وذكر أنه يحاول تخصيص الموارد لمواصلة توفير الخبز في المخيمات، حيث تُوزّع المساعدة العينية على أساس شهري حسب الموارد المتاحة.
وتوقّع البرنامج حدوث مخاوف أو توترات لدى الأشخاص الذين لن يتلقوا المساعدات، ما جعله يؤكّد أنه مستمر في التحقق وإجراء إعادة التقييم لأولئك الذين استُبعدوا أو تم تضمينهم خطأً.
وبحسب المواقع، اعتبر مراقبون أن خطاب البرنامج هذا، هو الأوّل من نوعه الذي يرسل إلى تنظيم «جبهة النصرة» (سلطة الأمر الواقع)، بخلاف القرارات والخطابات السابقة التي كانت ترسل إلى الشركاء المحليين للبرنامج من المنظمات العاملة في مناطق سيطرة التنظيمات الإرهابية شمال غرب سورية.
ورأوا، أنّ حجم التخفيض وآلية تطبيقه، هي ما دفعت البرنامج – هذه المرّة – لمخاطبة (سلطة الأمر الواقع)، متوقّعاً منها أن تسهم في منع حدوث أي توترات أو مضايقات للفرق الإغاثية على الأرض من المحتجين المتضررين من التخفيض الأخير.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن