لم يكد يمر على انتقاد الرئيس الأميركي جو بايدن لحكومة إسرائيل برئاسة بنيامين نتنياهو سوى 24 ساعة ووصفها بأنها «أكثر حكومة متطرفة» حتى بدأ الكيان الإسرائيلي بالرد على بايدن بعرض فضائح فساد تؤكد نفسها بوثاق بالصوت والصورة تناله هو وابنه هانتر، ففي عدد الأمس 10 تموز الجاري نشرت صحيفة «جروزاليم بوست» الإسرائيلية الصادرة بالإنكليزية مقالاً بقلم هيئة تحريرها بعنوان «الشاهد الإسرائيلي المختفي يعود ويتحدث بصوته عن بايدن بشريط مصور»، كانت صحيفة «نيويورك بوست» الأميركية قد تطرقت لبعض ما جاء فيه في الخامس من تموز الجاري.
ويكشف الشريط الذي عرضته الصحيفة الإسرائيلية عن الشاهد وهو البروفيسور الإسرائيلي غال لوفت الخبير في أمن الطاقة والدبلوماسية ومساعد سابق لمدير «معهد تحليل الأمن العالمي» ومقره واشنطن، مختص بأمن الطاقة ومواقعها والاقتصاد، وكان لوفت في عام 2019 في عهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب قد شكل خدمة إسرائيلية له بعد أن ظهر ملف قضية فساد تتعلق بتحقيق جنائي مع هانتر بايدن ابن الرئيس الحالي بايدن، ففي ذلك الوقت طلب لوفت من السلطات الأميركية في ذلك العام إرسال لجنة مسؤولة من وزارة العدل ومكتب التحقيقات الفيدرالي إلى بروكسيل لكي يقدم لها وثائق عن تورط هانتر بعمليات فساد ورشوة، واجتمعت اللجنة معه وبقي الموضوع مغلقاً، وبعد فوز بايدن بالرئاسة اختفى لوفت من ساحة قضية التحقيق مع هانتر، وتكشف صحيفة «جروزليم بوست» أمس أن: «لوفت تعرض للاعتقال في مطار لارنكا في شباط الماضي من قبل البوليس الدولي «الإنتربول» بتهمة نقل أسلحة إلى ليبيا والصين وأن واشنطن طلبت تسليمه لها للتحقيق معه، وتضيف الصحيفة إن لوفت تمكن من إلغاء هذا الأمر في نيسان الماضي والكف عن البحث عنه وأعلن أن «عائلة بايدن تريد إسكاته ومنعه عن نشر ما يعرفه عن عمليات فساد تورط فيها الرئيس وشقيقه جيم وابنه هانتر» وأضافت الصحيفة: إن لوفت «اتهم مسؤولين في وزارة العدل الأميركية بمحاولة رشوته لإسكاته» ويكشف المحامي الإسرائيلي موردخاي تسيفين الذي مثل لوفت منذ اعتقاله في لارنكا لصحيفة «يديعوت احرونوت» العبرية أن «المعلومات التي يعرفها لوفت تدين هانتر إذا أدلى بشهادات وأن الحزب الديمقراطي نفسه كان من مصلحته بعد انتخاب بايدن رئيساً عام 2020 أن يختفي لوفت بأي طريقة»، وهو اختفى حقاً إلى أن قرر نتنياهو إخراج لوفت إلى الساحة بهذه الطريقة، وتكشف الصحيفة الإسرائيلية أن «لوفت لديه وثائق يتهم فيها الرئيس بايدن بالحصول على دفعات مالية من أفراد لهم صلات بالمخابرات الصينية العسكرية وأن مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي «إف بي آي» كان لديه جاسوس تمكن من الحصول على معلومات سرية ذات صلة بما كشفه لوفت».
وذكرت الصحيفة أن: «لوفت كشف أن جو بايدن حضر اجتماعاً في فندق «فور سيزنز» في واشنطن بصحبة ابنه هانتر ومسؤولين من شركة تديرها الصين للطاقة بشكل غير مباشر وتقرر خلاله أن تدفع الشركة 100 ألف دولار شهرياً لهانتر و65 ألفاً لجيم بايدن شقيق جو بايدن».
يبدو من هذه المعطيات أن الكيان الإسرائيلي احتفظ بالبروفيسور لوفت لمثل هذه اللحظة بعد أن استخدمه عام 2019 لمصلحة ترامب في أثناء حملته الانتخابية ضد جو بايدن المرشح المنافس له وحين فاز بايدن عام 2020 احتفظت تل أبيب بورقة لوفت لابتزاز بايدن في قضية التحقيق الجنائي مع ابنه واشتراكه بها في أي وقت تريده.
ومن المتوقع أن تتحول هذه الفضيحة التي تبنتها وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى كرة ثلج تزداد حجماً بحسب مصلحة الحزب الجمهوري ومرشحه للرئاسة أمام مرشح الحزب الديمقراطي.
الرئيس الأميركي السابق ترامب كان قد أبدى غضبه من نتنياهو بعد فوز بايدن وقال للصحافة في ذلك الوقت إن «نتنياهو تخلى عنه وفضل أن يفوز بايدن حين قدم له الدعم وحضر إليه لالتقاط الصور المشتركة في أثناء حملته الانتخابية».
وكأن ترامب يفضح أنه كان موعوداً من نتنياهو باستغلال ما ذكره لوفت عام 2019 عن عائلة بايدن لتشديد الحملة على بايدن لكن نتنياهو «خيب أمله».