الميليشيات قتلت 5 من مسلحي فصائل أنقرة في عملية تسلل بريف عفرين وقصفت قاعدة للاحتلال التركي بإعزاز … مصدر عشائري لـ«الوطن»: تحشيد «قسد» والأميركي شرق دير الزور لإعادة فرض السيطرة أو العبور إلى الميادين والبوكمال
| دمشق - موفق محمد - حلب - خالد زنكلو
أثارت أفعال ميليشــيات «قــوات ســـورية الديمقراطية- قسد»، سواء لجهة تصعيد عملياتها العسكرية ضد مسلحي فصائل أنقرة والاحتلال التركي في ريف حلب الشمالي والشمالي الشرقي، أم لجهة التحشيدات مع الاحتلال الأميركي في مناطق سيطرة الأخيرة بريف دير الزور، كثيراً من الأسئلة، واحتمالية دفع ذاك التحشيد لضبط الوضع الأمني المنفلت هناك، أو للعبور إلى مناطق سيطرة الدولة والاشتباك مع الجيش والحلفاء في مدينتي البوكمال والميادين، وقطع الطريق الوحيد المتبقي بين دمشق وبغداد.
مصدر عشائري رفيع المستوى في دير الزور رجح في تصريح لـ«الوطن» أمس نقلاً عن مواطنين في تلك المنطقة أن يكون هدف الاحتلال و«قسد» من وراء ذلك التحشيد في المناطق التي يحتلها الأميركي إعادة «فرض سيطرتهم ونفوذهم هناك لأنه لم يبق لهم سلطة في المنطقة التي يسيطرون عليها وتشهد فوضى عارمة بسبب خلافات بينهم وبين ما يسمى «مجلس دير الزور العسكري» التابع للميليشيات.
وبين المصدر أن الاحتلال الأميركي و«قسد» أزالوا الحواجز القديمة من المنطقة وأقاموا حواجز جديدة ونشروا فيها عناصر جديدة أيضاً مع سيارات كبيرة من نوع «همر».
ونقل المصدر عن مواطنين آخرين في تلك المناطق اعتقادهم أن هدف الاحتلال و«قسد» من هذا التحشيد، هو «العبور» إلى مناطق سيطرة الجيش وحلفائه في شرق دير الزور والتي تعد أبرزها مدينتي الميادين والبوكمال، مؤكداً أنه إذا ما تم عبور الاحتلال و«قسد» فإن مجازر ستحصل.
وفي الريف الحلبي صعدت ميليشيات «قسد» عبر ما تسمى «قوات تحرير عفرين» التابعة لها وبشكل غير مسبوق، عملياتها العسكرية ضد مسلحي فصائل أنقرة المنخرطين فيما يسمى «الجيش الوطني» في ريف حلب الشمالي والشمالي الشرقي، في تحرك لافت يحمل دلالات عدة.
وبدا أن تســـخين المشهد الميـــداني مـــن طرف «قسد» في وجــه الاحتــلال التـــركي ومســـلحي الفصــائل التابعـــة لإدارة الرئيس رجــب طيـــب أردوغـــان وفي أهم جبهــات القتــال بينهمــا شــمال حلب، يحمل في طياته تهديداً من الميليشيات بأنها ستواجه كل تصعيد حيالها بتصعيد مماثل بعد استهداف مقارها ومتزعميها، وفي جولة قصف جديدة، بمدفعية جيش الاحتلال التركي وطائراته المسيرة في الفترة التي أعقبت فوز أردوغان بانتخابات الرئاسة نهاية أيار الماضي.
وتمكنت «تحرير عفرين» ومن خلال عملية تسلل نفذتها أمس على محور بلدتي باصوفان- كباشين في ريف عفرين الجنوبي الغربي، من قتل 5 مسلحين من فصيل «فيلق الشام» التابع لـ«الجيش الوطني» المدعوم من أنقرة.
وقالت مصادر معارضة مقربة من «الجيش الوطني» في عفرين لـ«الوطن»: إن متزعميه تلقوا صدمة كبيرة إثر نجاح تسلل «تحرير عفرين» إلى نقطة متقدمة لـ«فيلق الشام» عند خطوط التماس في المنطقة التي تشهد عمليات تسلل مشابهة كل فترة، وانسحابها من دون خسارة أي من مسلحيها.
وبينت المصادر أن عملية التسلل تزامنت مع قصف «تحرير عفرين» بـ10 صواريخ «غراد» قاعدة البحوث العلمية للاحتلال التركي غرب مدينة إعزاز، حيث قتل أحد عناصر حراسة القاعدة الموكلة مهمتها لـ«الجيش الوطني» مع دمار جزء من السور الخارجي للقاعدة، من دون التأكد من وقوع إصابات لدى الجنود الأتراك داخلها.