بانوراما الكرة السورية في حلقات … المنتخبات الصغيرة قصة حزينة تتكلم عن ذاتها
| ناصر النجار
نخصص الحلقتين الثالثة والرابعة للنشاط الخارجي، باعتبار الموسم الماضي كان حافلاً بالمشاركات الخارجية لكل المنتخبات الوطنية بلا استثناء.
ونخصص حلقة اليوم للحديث عن المنتخبات القاعدية، في حين سيكون الحديث في الحلقة الأخيرة عن منتخبي الرجال والأولمبي.
قواعد مهترئة
يجب أن نعترف أن منتخبات القواعد كانت في خبر كان وهي مهترئة لأسباب عديدة، لذلك لم تحقق أدنى المطلوب منها، فمنتخب الشباب جاء بالمركز الأخير في التصفيات الآسيوية بعد أن تعرض لأقسى الخسارات وهي الأولى من نوعها على صعيد منتخب الشباب فخسر أمام منتخبات السعودية وتركمانستان 1/4 وأمام اليمن صفر / 1 وجاء أخيراً في مجموعته!..
ومثله كان حال منتخب الناشئين الذي تعادل مع أفغانستان 2/2 ومع الكويت 0/0 ليكون ثاني المجموعة بعد الكويت وقبل أفغانستان، أما المنتخب المونديالي، فاعتبر القائمون على المنتخب أن وصوله لكأس العالم هو الإنجاز بحد ذاته، فكانت مشاركتنا (رفع عتب) وخرجنا من الدور الأول في المجموعة الأولى بعد أن خسرنا أمام الباراغواي 1/4 وأمام فرنسا 0/4 مع تعادل سلبي وحيد مع نيوزيلندا، علماً أننا كنا أفضل من نيوزيلندافي هذه المباراة.
أسباب
في الحديث عن الايجابيات (حتى نكون منصفين)، فإن اتحاد كرة القدم رغم كل الظروف استطاع أن يجمع هذه المنتخبات في معسكرات داخلية وأن يؤمن لها أدنى ظروف الاستعداد والإعداد سواء من خلال تأمين الإقامة والحكام والتنقلات والكوادر في دمشق واللاذقية أو من خلال تأمين المتيسر من معسكرات خارجية.
من ناحية أخرى لم يقبل أي عملية تزوير في سن اللاعبين، وهذا ما حصل فعلياً في منتخب الناشئين الصغير الثاني الذي خاض التصفيات دون ستة من لاعبيه لأن أعمارهم صارت أكبر من المطلوب بسنة أو أقل.
لكن هذا كله لم يكن ليغطي الأسباب التي أدت إلى مجمل النتائج الهزيلة التي حققتها هذه المنتخبات، وفي الأسباب رصدنا التالي:
أولاً: كثرة تبديل المدربين، فالمنتخب المونديالي بدأ بالعطار ثم مروان خوري، ليعود قبل ثلاثة أشهر محمد العطار ليحضر الفريق للمونديال، ومع كل مدرب هناك جهاز إداري وفني متغيّر، وهذا كله ساهم بالتأثير سلباً في منتخباتنا كلها، لأن التغيير حالة غير صحية في المنتخبات وخصوصاً قبل البطولات، والشيء نفسه حصل مع منتخب الناشئين الصغير الذي بدأ مع محمد العطار ثم انتهى بالمدرب عساف خليفة.
منتخب الشباب هو الوحيد الذي تولاه المدرب عمار شمالي دون أن يطوله التغيير، لكن الخطأ في هذا المنتخب أنه فتي ولا يملك أدنى درجات الخبرة، وكان من الأفضل عدم زجه في البطولات الآسيوية، ومشاركة المنتخب المونديالي بديلاً منه كانت أجدى وأنفع، وقد كان أحد مقترحات المرحلة السابقة، بعد أن تبين عدم صلاحية المنتخب قطعياً.
ثانياً: التنافس على المراكز في هذه المنتخبات، حتى بلغت مرحلة عدم الاستقرار الإداري، فالتغيير كان مستمراً لأسباب عديدة، إضافة إلى أن المشرفين على هذه المنتخبات كانوا غير خبراء وغير متفرغين وبعضهم استعمل المنتخب واللاعبين لمصلحته الشخصية في الكثير من الأحيان ومنها استقدام البضائع من الدول التي أجريت فيها معسكرات ولن ندخل الآن في الموضوع هذا لأننا أشبعناه كلاماً ونقداً في وقته.
الاستعداد
قبل التصفيات الآسيوية أقام منتخبنا الناشئ الصغير معسكرين الأول في لبنان تبادل فيه الفوز مع منتخب لبنان فخسر المباراة الأولى 2/3 وفاز بالثانية 4/1 والمعسكر الثاني كان في إيران فخسر المباراة الأولى مع المنتخب الإيراني صفر/3 وتعادل في الثانية 2/2.
أما منتخب الشباب فأقام معسكراً في إيران خسر فيه مرتين أمام منتخبها 0/2 و0/3، ثم شارك في دورة دولية بالصين فجاء أخيراً بعد خسارته أمام اليابان 0/4 وأمام أوزبكستان 1/3 وأخيراً أمام البلد المضيف الصين 2/3.
أما المنتخب المونديالي فأقام استعداداً للمونديال معسكراً في روسيا لعب خلاله ثلاث مباريات فخسر مرتين أمام كراسندار 0/2 و1/2 وأمام كوبان 0/2 والفريقان من فرق الشباب، وختم استعداده بمعسكر داخلي في اللاذقية، وشارك ضمنه في دورة تشرين الكروية وخرج من نصف النهائي.
وتحدث البعض عن إهمال المنتخب المونديالي في محطته الأخيرة حيث لم يجد أمامه أحداً، لأن الجميع كان مشغولاً مع منتخبنا الأول بلقاء اليابان الذي جرى بعمان، أو مع المنتخب الأولمبي المشارك ببطولة غرب آسيا التي جرت بقطر.
لذلك بقي المنتخب المونديالي وحيداً، في معسكره الداخلي دون أدنى اهتمام، فكانت النتائج التي حققها تحصيل حاصل للاستعداد الأخير، ونتيجة منطقية لمجمل الأحداث التي حصلت مع المنتخب.
الدوري الغائب
في أهم الاسباب التي أوردها المراقبون أن جميع لاعبي المنتخبات القاعدية تم استدعاؤهم حسب توصيات المدربين لعدم وجود الدوري، وهذا يعني أننا لم نكن نملك اللاعب الأفضل أو اللاعب المؤهل، لذلك من المفترض أن يبادر اتحاد كرة القدم إلى تنشيط الدوري في الفئات العمرية بأي طريقة يراها مناسبة، وذلك ليكون هذا النشاط عبارة عن سوق مهم لاكتشاف المواهب الصغيرة وهو بطريقة أخرى يدعم المنتخبات الأكبر، لأن اللاعبين الصغار سيكونون وفود الدوري في المواسم القادمة.
العناية
رغم كل هذه النتائج المخيبة، فإن الأمل أن يتم احتضان اللاعبين وخصوصاً أنهم كسبوا الخبرة مع المنتخبات الوطنية، وهذا الاحتضان يجب أن يكون من أنديتهم الأصلية ومن القيادة الرياضية بالذات.