روسيا حذرت من مخاطر انضمام السويد إلى «ناتو».. وسورية أدانت قرار واشنطن إرسال ذخائر عنقودية لكييف … موسكو: إعلان فرنسا تزويد أوكرانيا بصواريخ بعيدة المدى خطأ وله عواقب وخيمة
| وكالات
بينما توعدت روسيا بالرد على قرار فرنسا تزويد أوكرانيا بصواريخ بعيدة المدى وحذرت من مخاطر انضمام السويد وأوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي «ناتو»، أكدت سورية أن قرار أميركا تزويد نظام كييف بذخائر عنقودية أمر لا أخلاقي، في وقت أعلنت فيه موسكو أنها تتخذ الخطوات المناسبة إزاء انضمام أعضاء جدد لـ«ناتو».
وحسب وكالة «سانا»، قال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية والمغتربين في تصريح له أمس: «تابعت الوزارة بقلق عميق الخطط الأميركية الخطرة بتزويد نظام كييف بقنابل عنقودية خلافاً للاتفاقيات الدولية ولتحذيرات الأمم المتحدة».
وأضاف المصدر: إن «استمرار تزويد الإدارة الأميركية وبعض حلفائها الغربيين نظام كييف بأسلحة هدفها زيادة القتل والدمار، أمر لا أخلاقي ويعري سياسات النفاق، ويؤكد غياب الشعور بالمسؤولية لدى الإدارة الأميركية وحلفائها الغربيين، ويطيل أمد الحرب العدوانية التي يشنها التحالف الغربي ضد روسيا الاتحادية، ويهدد بتصعيد كارثي يطول مستقبل البشرية.
وتابع المصدر: تدين سورية بشدة هذا التصعيد الأميركي الخطير، وتطالب كل دول العالم بلجم سياسات الإدارة الأميركية المتهور.
من جهة ثانية، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمس، في اليوم الأول من قمة «ناتو» أن بلاده ستسلم أوكرانيا صواريخ بعيدة المدى من طراز «سكالب».
وحسب وكالة «فرانس برس»، قال ماكرون لدى وصوله إلى مكان انعقاد القمة في فيلينيوس عاصمة ليتوانيا «قررنا أن نسلم أوكرانيا صواريخ جديدة تتيح (تنفيذ) ضربات في العمق»، مضيفاً «أعتقد أن ما هو مهم اليوم بالنسبة إلينا هو توجيه رسالة دعم لأوكرانيا، وأن حلف شمال الأطلسي موحد».
وأمام ذلك التصعيد، لم يتأخر الرد الروسي إذ اعتبر المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف، وفق «فرانس برس» أن إعلان ماكرون هذا «خطأ» سيجبر موسكو على اتخاذ «إجراءات مضادة».
وقال بيسكوف للصحفيين: «من وجهة نظرنا، إنه قرار يشوبه خطأ وعواقبه وخيمة على الجانب الأوكراني، لأنه سيجبرنا بطبيعة الحال على اتخاذ إجراءات مضادة».
وأكد بيسكوف أن انضمام أوكرانيا إلى «ناتو»، له عواقب سلبية للغاية على الهيكل الأمني الأوروبي.
وتابع بيسكوف: «تعلمون الموقف الروسي الواضح والثابت، حول عضوية أوكرانيا في «ناتو»، التي ستكون لها عواقب سلبية للغاية على الهيكل الأمني الأوروبي المتداعي، وستشكل خطراً مطلقاً وتهديداً لبلادنا».
وبينما أعلن أن روسيا تتابع عن كثب قمة «ناتو»، قال المتحدث الروسي إن انضمام السويد إلى «ناتو» سيكون له «تداعيات سلبية» وذلك بعد موافقة تركيا على انضمام هذا البلد للحلف.
وقال بيسكوف حسب «فرانس برس»: إن هذا القرار سيكون له «تداعيات سلبية، هذا أكيد»، مضيفاً إن روسيا ستتخذ إجراءات «مقررة ومخططا لها» رداً على ذلك.
وحول الموقف التركي قال المتحدث باسم الكرملين: «على أنقرة ألا تتوهم بشأن انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي فلا أحد من الأوروبيين يريد رؤية تركيا في أوروبا»، مضيفاً: «يمكن لتركيا أن تتوجه وتلتفت نحو الغرب، نحن نعلم أنه في تاريخ جمهورية تركيا كانت هناك فترات من التوجه الكبير نحو الغرب، بالمقابل كانت هناك فترات (بالالتفاف نحو الغرب) أقل شدة، لكننا نعلم أيضاً ولنسم الأمور بمسمياتها، لا أحد يريد أن يرى تركيا في أوروبا، أعني الأوروبيين.. ربما ينبغي على شركاؤنا الأتراك ارتداء نظارات وردية اللون» في إشارة إلى المثلية.
وفي سياق متصل، لفت بيسكوف حسب «فرانس برس» إلى أن الكرملين «يتابع من كثب» قمة «ناتو»، مندداً بـ«طابع قوي مناهض لروسيا» لهذا الاجتماع وقال: «من دون لبس، إنها قمة للحلف ذات طابع مناهض لروسيا تم التعبير عنه بقوة، ينظر إلى روسيا بوصفها عدواً، خصماً، والمناقشات تحصل من هذا المنظار».
في الأثناء، وخلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره العماني بدر بن حمد البوسعيدي في موسكو، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف حسب موقع «روسيا اليوم» أن روسيا تتخذ الخطوات الجوابية المناسبة مع انضمام كل عضو جديد لحلف الـ«ناتو»، وقال: «بوسعي التأكيد أننا نتخذ خطوات مناسبة، وقبل وقت مسبق» لانضمام كل عضو جديد للحلف.
وأعرب لافروف عن دهشة روسيا للسرعة التي تخلت فيها السويد وفنلندا عن التزامهما الحياد في سياستهما الخارجية، وعن الامتيازات التي كانتا تحصلان عليها في ظل هذا الحياد.
وتابع: «سنحلل الوقائع ونستخلص الاستنتاجات اعتماداً على مدى سرعة وتعمق «ناتو» في تهيئة أراضي فنلندا والسويد لبنيته التحتية، ما من أدنى شك في أنهم سيفعلون ذلك، فهلسنكي واستوكهولم باشرتا مع الولايات المتحدة بحث تأهيل ونشر البنية التحتية العسكرية للحلف مباشرة على الحدود مع روسيا».
بدوره، قال رئيس الوفد الروسي إلى محادثات فيينا حول الأمن والتسلح قسطنطين غافريلوف: إن سقف ما قد يحصل عليه الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي من قمة «ناتو» ضمانات بمزيد من الإمدادات العسكرية.
وأضاف غافريلوف: «يواصل زيلينسكي تأكيد أنه يحتاج إلى أسلحة غربية لمواجهة روسيا. ولهذا السبب ألمح منذ فترة طويلة إلى أنه يرغب في انضمام سريع إلى «ناتو»، لكن المملكة المتحدة والولايات المتحدة أوضحتا أنه يجب استيفاء المعايير الضرورية لذلك».
وتابع: «أما اجتماع مجلس «ناتو» الأوكراني الذي سيعقد خلال القمة فهو مجرد ذكر كييف والتنويه بها لا أكثر، حيث إن الحد الأقصى الذي يمكن أن يتوقعه زيلينسكي من القمة هو ضمانات بمزيد من المساعدة العسكرية وإمدادات الذخيرة».
ميدانياً، نقلت وكالة «سبوتنيك» عن «مصدر مطلع»: إن تشكيلات مجموعة «دنيبر» الروسية دمرت طائرتين هجوميتين أوكرانيتين من طراز «سو-25»، مع طاقميهما بالقرب من خيرسون.