سورية

مستغلة فقرهم وأوضاع عائلاتهم المعيشية المزرية … «النصرة» تواصل تجنيد الأطفال في إدلب لزجهم في القتال إلى جانبها بأجور متدنية

| وكالات

واصلت التنظيمات الإرهابية المسلحة وعلى رأسها تنظيم «جبهة النصرة» اصطياد الأطفال القاطنين في مخيمات إدلب بكل سهولة لاستخدامهم في القتال ضمن صفوفهم برواتب متدنية بغية زيادة عدد مسلحيهم، مستغلة الأوضاع الاجتماعية الصعبة التي يعيشها هؤلاء الأطفال في ظل تدني مستويات المعيشة المزرية لعائلاتهم.

وذكرت مواقع إلكترونية داعمة للمعارضات أمس، أن ظروف الفقر والغلاء وتراجع التعليم، أجبرت آلاف الأطفال في مناطق سيطرة تنظيم «النصرة» في محافظة إدلب، على الالتحاق بصفوف التنظيم والتنظيمات والميليشيات المسلحة الأخرى بحثاً عن مصادر رزق تساعدهم في الإنفاق على أنفسهم وعلى أسرهم الذين يقطنون في مخيمات نزوح تخلو من مقومات الحياة.

وأضافت المواقع، إن رؤية الأطفال في المعارك وعلى جبهات القتال، باتت مشهداً طبيعياً بعد مرور أكثر من 11 عاماً على الأزمة في سورية، خاصة أن أغلبية هؤلاء الأطفال ينتمون إلى بيئات فقيرة، أو يعيشون أوضاعاً اجتماعية صعبة في ظل تدني مستويات معيشة عائلاتهم، ما يجعلهم في ظل هذه المعطيات والواقع المزري الذي يعيشون فيه، صيداً سهلاً للتنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة التي تستخدمهم لأغراض خوض الحرب، وتنفيذ مهمات الحراسة والقتال في الصفوف الأمامية مقابل منحهم رواتب متدنية.

ونقلت المواقع عن والدة طفل يبلغ من العمر 14 عاماً تدعى مريم إنه رغم رفضها تجنيد ابنها المدعو علاء البركات في البداية، إلا أن قلقها مع مرور الوقت تراجع بعدما عاد إليها بأموال ساعدتها في تأمين بعض الاحتياجات المنزلية، خاصة بعد وفاة زوجها بفيروس كورونا في مطلع عام 2021، وحاجتها إلى من يساعدها في إعالة أبنائها الستة.

مع ذلك، لا تخفي مريم خوفها على ابنها من مخاطر الحرب، لكنّها اعتادت الأمر، وفق المواقع.

جاد الكرمو، الذي لم يتجاوز الرابعة عشرة من العمر بدوره، لم يتردد في الالتحاق بالتنظيمات الإرهابية المسلحة بعدما عجز عن إيجاد فرصة عمل لمساعدة والده المريض بالسكري ووالدته وإخوته، وجميعهم يقيمون في مخيمات إدلب العشوائية وسط ظروف بالغة التعقيد، حسب المواقع، موضحاً أنه اقتدى فعلياً بأطفال كثيرين في المخيم انضموا إلى قافلة التجنيد بحثاً عما يسد رمقهم ورمق أهلهم، وقال الكرمو: «لم نعد نجد ما نأكله وخاصة أن والدي غير قادر على العمل، كما لم يوافق أي من أصحاب العمل على تشغيلي، فانتسبت لـــ«هيئة تحرير الشام» (الذي يتخذ تنظيم النصرة منها واجهة سياسية له) من أجل الحصول على راتب شهري أنفقه لجلب بعض الطعام لأهلي».

ولم يسلم الأطفال الذين جرى تجنيدهم من تبعات الحرب والمعارك، وعاد كثيرون منهم جثثاً هامدة، ومن بقي منهم على قيد الحياة عاد بعجز وإعاقة جسدية ونفسية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن