سورية

مجلس الأمن أخفق في تمديد آلية إيصال المساعدات عبر الحدود إلى شمال غرب سورية … صباغ: مشروع القرار الغربي لم يطمئنا.. و«الروسي» محاولة للارتقاء بالوضع الإنساني … نيبينزيا: ما يتحدث به الغرب نفاق.. وأي آلية ستسمح بمرور الإرهابيين انتهاك للسيادة

| الوطن - وكالات

أكدت سورية أن مشروع القرار الغربي بشأن تجديد مفاعيل القرار 2672 الخاص بآلية إيصال المساعدات عبر الحدود إلى شمال غرب سورية والذي استخدمت روسيا حق النقض «الفيتو» ضده خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي «لم يعكس تطلعات السوريين ولم يطمئنا إلى إمكانية تنفيذه بحسن نية»، واعتبرت أن مشروع القرار الروسي الذي لم يمر أيضاً «يمثل محاولة صادقة لتمكين مجلس الأمن من الوفاء بالمسؤولية الملقاة على عاتقه للارتقاء بالوضع الإنساني في سورية بشكل حقيقي وفاعل».

وصوت أعضاء مجلس الأمن أمس خلال جلسة له على مشروعي قرار أحدهما روسي يمدد آلية المساعدات لستة أشهر عبر معبر واحد، والآخر سويسري- برازيلي مدعوم أميركياً ويدعو للتمديد لـ9 أشهر عبر ثلاثة معابر.

واستخدمت روسيا حسب وكالة «ا ف ب» حقّ النقض «الفيتو» ضد مشروع القرار الغربي الذي قدمته سويسرا والبرازيل والمدعوم أميركياً وكان يدعو للتمديد لـ12 شهراً عبر ثلاثة معابر ومن ثم جرى تقليص فترة التمديد لتسعة أشهر، وذلك غداة انتهاء مفاعيل هذه الآلية التي تتيح إيصال المساعدات إلى شمال غرب سورية.

وفي تصويت ثانٍ جرى خلال الجلسة «فشلت» روسيا وفق وكالة «رويترز» في «تمرير» مشروع قرارها المتضمن تمديد آلية إدخال المساعدات لستة أشهر عبر معبر واحد من تركيا لمدة 6 أشهر.

مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة السفير بسام صباغ وخلال جلسة التصويت أوضح في بيان سورية الذي تلقت «الوطن» نسخة منه أن سورية حرصت منذ اليوم الأول لبدء المشاورات المتعلقة بتمديد مفاعيل القرار المتعلّق بإيصال المساعدات الإنسانية إلى سورية، على تبنّي نهج بنّاء يسترشد فقط بتلبية الحاجات الإنسانية للسوريين في كل أرجاء سورية، من دون تسييس أو تمييز أو إقصاء، لاسيما في أعقاب الزلزال المدمّر الذي ضرب سورية في شباط المنصرم، لافتاً إلى أن هذه الكارثة خلّفت تداعيات إنسانية هائلة، وفاقمت بشكل كبير الأوضاع الإنسانية الهشة أساساً، وحتّمت التعامل مع الوضع بشكل أكثر فاعلية وسرعة، لتحقيق استجابة تنمويةٍ أوسع، وإيجاد حلول ذات تأثير مستدام لتوفير الخدمات الأساسية الضرورية للسوريين.

وأوضح صباغ أنه في ضوء ما تقدّم، فقد عبّر وفد سورية عن رؤيته لكيفية استجابة المجلس لهذا الوضع، والقائمة على ضرورة تفعيل العمل عبر الخطوط، لاسيما في ظل الفشل الذريع في تسيير أي قافلة مساعدات إنسانية في الستة أشهر الماضية، واتخاذ إجراءات ضرورية في هذا الشأن، وتعزيز مشاريع التعافي المبكر، لتشمل تقديم حلول تنموية مستدامة خاصة بعد الزلزال، بالإضافة إلى تضمين تلك المشاريع قطاعات حيوية أخرى مهمة للسوريين كدعم عمليات إزالة الألغام والأجهزة المتفجرة لما لها من أهمية بالغة في الحفاظ على أرواح السوريين، وتوفير المتطلبات اللازمة لعودة آمنة وكريمة وطوعية للمهجرين واللاجئين إلى منازلهم وأراضيهم، وضمان عدم تأثير التدابير القسرية الانفرادية اللاشرعية واللاأخلاقية التي تفرضها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على عمليات الإغاثة الإنسانية التي يستفيد منها السوريون، وعدم إعاقتها لتنفيذ مشاريع التعافي المبكر، والتي أشار إليها تقرير الأمين العام، مشدداً على أن الذين تحدثوا اليوم عن الحياة والموت، عليهم رفع عقوباتهم اللاإنسانية عن السوريين فوراً بدلاً من التباكي على السوريين.

وأشار صباغ إلى أن رؤية سورية تتضمن أيضاً الاستجابة للقلق إزاء انخفاض تمويل خطة الاستجابة الإنسانية، ودعوة الدول المانحة إلى الوفاء بتعهداتها، وزيادة التمويل الإنساني، مشيراً إلى أن برنامج الغذاء العالمي وحده سيخفض مساعداته الغذائية لأكثر من 2.5 مليون سوري جراء تراجع التمويل.

ولفت إلى أن رؤية سورية تتضمن أيضاً أن تكون مدة القرار 6 أشهر بما يتيح إجراء عملية تقييم، ومتابعة تنفيذ القرار.

وقال: «نقدر الجهود التي بذلها حاملا القلم الإنساني، لكن من المؤسف أن مشروع القرار الذي قدماه لم يعكس تطلعات السوريين، ولم يطمئنا إلى إمكانية تنفيذه بحسن نية».

وأضاف: «وفدي يستغرب الإصرار على تمديد ولاية القرار لمدة تزيد على الستة أشهر، بذريعة الحاجة إلى التخطيط وقابلية التنبؤ، ويتساءل في الوقت نفسه: كيف يمكن ضمان قابلية التخطيط والتنبؤ في ظل النقص الهائل في التمويل والذي لم تصل نسبته لهذا العام حتى الآن الـ12 بالمئة»؟ وتابع: إن وفدي يستهجن إصرار بعض الوفود الغربية في المجلس على تشويه الحقائق وحرف النقاش عن المشاغل المحقّة والموضوعية التي عبّر عنها».

وشَدَّدَ صباغ على أن مواصلة الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين لتسييس العمل الإنساني، وعرقلتها لأي جهدٍ صادق للتخفيف من معاناة السوريين، وإمعانها في استخدامها هذه الآلية أداة ضغط وابتزاز سياسي ضد سورية هو الذي أوصل المجلس إلى حالة الانقسام التي شهدناها اليوم.

وشكر الصباغ وفد الاتحاد الروسي على مبادرته لتقديم مشروع القرار الذي تم التصويت عليه، وكذلك الصين التي دعمته.

وقال: إن «مشروع القرار الذي تقدم به وفد الاتحاد الروسي يمثّلُ محاولةً صادقةً لتمكين المجلس من الوفاء بالمسؤولية الملقاة على عاتقه للارتقاء بالوضع الإنساني للسوريين بشكل حقيقي وفاعل».

كما شكر صباغ وفد دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة على الجهود التي بذلها للوصول إلى نص يحظى بتوافق الآراء.

وخلال الجلسة قال مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا: إن الغرب يواصل مسرحياته في مجلس الأمن ومشروع القرار الذي قدمه يتجاهل مصالح الشعب السوري.

وحسب ما نقل الإعلام الرسمي أكد نيبينزيا أن الغرب غير مهتم إلا باستخدام آلية نقل المساعدات لنقل الإرهابيين، مضيفاً: إن كل ما يتحدث به الغرب هو نفاق والحكومة السورية فتحت معبرين إنسانيين، وقال: أي آلية ستسمح بمرور الإرهابيين هو انتهاك لسيادة سورية وسلامتها».

بدوره قال مندوب الصين تشانغ جون: إن إيصال المساعدات عبر الحدود يجب أن يحترم سيادة سورية، داعياً إلى تلافي ازدواجية المعايير وعدم تسييس القضايا الإنسانية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن