خسارات قاسية تعرض لها النادي الأهلي هذا الموسم، لم يكن أولها خسارة لقب دوري كرة القدم بفارق نقطة واحدة عن الفتوة الذي جاء من بعيد وتمكن من تخليص الأهلي من اللقب بعد تعثر جبلة وسقطة الطليعة، ليأتي الخروج المبكر من كأس الجمهورية قاسياً على مشجعي الأهلي الذين منوا النفس بموسم بطولات لم ينجح.
ولأن الشماعة الأقرب والأكثر مناسبة لأهواء الجماهير ومن يقود الحراك الجماهيري أو من يوجهه لمصالحه الخاصة.
هو المدرب، فكان الطعن بمن عمل هذا الموسم مع الفريق أو من أكمل المهمة الحلقة الأولى من مسلسل الانتقادات وجلد الذات في النادي الأكثر شعبية وجماهيرية في البلد.
الموسم كان صفرياً كما يقول أبناء الأهلي، فالمركز الثاني كالعاشر، وإن لم يصعد الاتحاد إلى منصات التتويج حاملاً الدرع أو متزيناً بالكأس، فلا قيمة للمراكز الأخرى، وتسجل في خانة الفشل.
غير أن المركز الثاني هذا الموسم أعطى الفريق الحلبي مشاركة آسيوية وإن كانت بنصف مقعد، وعليه فالاستحقاق وإن كان لمباراة واحدة قد اقترب كثيراً ولم يعد هناك مجال للتأويلات وانتظار المخلص القادم من شرق القارة العجوز أو غرب القارة الصفراء.
استقالة مدير الكرة
مدير الكرة السابق مجد حمصي قدم استقالته لمجلس الإدارة بعد الموسم الصفري، معللاً ذلك في تصريحه بالخلود للراحة وعدم توافر السيولة المالية، كما أشار في تصريحاته إلي محاولته التعاقد مع مدرب مقدوني لكنه لم ينجح بذلك، مبرراً خلافه مع المدرب حسين عفش لعدم الاتفاق على الكادر التدريبي المرافق للعفش.
العفش من جديد
من جديد وبعد أن جاء في منتصف الموسم المنصرم ونقل الفريق من المركز الرابع إلى الثاني يبدو حسين عفش قادماً بقوة على رأس الكادر الفني للمرحلة المقبلة حتى وإن لم يتم الإعلان الرسمي عن ذلك، لكن قرب العفش من الجميع والنتائج المقبولة التي حققها خلال الفترة القصيرة رغم هجرة لاعبي الصف الأول بعقود خارج النادي جعله الخيار الأول للإدارة الحالية التي تتلمس تحقيق إنجاز ولو كان الفوز في مباراة شباب الخليل الفلسطيني لتأكيد المشاركة الآسيوية ولتحسين الصورة أمام الجماهير التي ترغب بعودة فريقها للمنافسة والظهور في المسابقة التي يحمل فريقها آخر لقب سوري لها في العام 2010.
المهمة المستحيلة
قد تبدو مهمة العفش مستحيلة على الصعيد المحلي قبل الخارجي نظراً للضخ المالي المرعب والمنتظر من جانب نادي الفتوة بطل الدوري والذي فاز بالمقعد المباشر، والذي بدا بالفعل بسحب اللاعبين من الأندية وأولهم النادي الأهلي (يوسف الحموي) ومحاولة سحب أحمد أشقر أيضاً، وبغض النظر إن كان ذلك يتم بمساعدات فنية خارجية أو داخلية فإن المؤشرات تدل على عدم قدرة أهلي حلب على مواجهة المد الأزرق هذا الموسم مالياً على الأقل.
كنز الشباب
دون شك فإن من ينظر إلى داخل الصندوق الاتحادي يجد ثلاثة مواسم من اللاعبين الشبان أبطال الدوري، هذا الكنز الذي تفتقده الأندية الأخرى قد يعطي الأمل للربان الذي سيقود الدفة. فالمادة الخام موجودة والتطعيم قد يكون ممكناً إن جاء على أيد خبيرة ومتمكنة وقادرة على إيجاد التوليفة المناسبة للموسم الجديد.
فهل يستطيع حسين عفش قيادة المركب في ظل العواصف المالية والهزة الإدارية الكبيرة التي بدأها مشرف السلة فراس المصري بإعلان استقالته؟ الأيام القليلة القادمة كفيلة بالإجابة عن هذا السؤال.