قضايا وآراء

«الفارس الشهم» وقت الشدائد «ما لها غير عيال زايد»

| محمد تقي

أعلنت قيادة العمليات المشتركة في وزارة الدفاع الإماراتية يوم الثالث عشر من الشهر الجاري انتهاء عملية «الفارس الشـهم 2» التي نفذتها بناء على توجيهات رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة محمد بن زايد آل نهيان، لتقديم الدعم للأشقاء في سورية الحبيبة جراء زلزال الـ 6 من شباط الماضي.

وبعد استمرار عمل «الفارس الشهم2» لخمسة أشهر بالتنسيق بين الجهات الإماراتية ونظرائها في سورية وتركيا، سجلت العملية نفسها كواحدة من أنجح العمليات الموحدة التي نفذتها المؤسـسات الوطنية الإماراتية، بعد مشاركة وزارة الخارجية والداخلية بالإمارات، وهيئة الهلال الأحمر الإماراتي، ودائرة صحة أبو ظبي، ومؤسسة زايد للأعمال الخيرية والإنسانية، ومؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، في شكل رائع يعكس مرونة وسرعة التحرك الإماراتي في الخارج، وحسن التنسيق بين مختلف تلك الأجهزة والهيئات.

والأهم هو حرص دولة الإمارات على دعم الأشقاء دائماً، وقناعة القيادة الإماراتية بأن استقرار سورية أمر ضروري لاستقرار المنطقة، وأن مساندة سورية في ذلك التوقيت أمر فرض، في ظل قناعة القيادة الإماراتية بدحر الإرهاب والقضاء على بؤر التطرف التي انفجرت في المنطقة عقب الثورات الملونة بعام 2011.

ومن واقع مشاركتي لأبطال مؤسسة الهلال الأحمر الإماراتي، الذراع الإنسانية لدولة الإمارات، خلال عملية «الفارس الشهم» في سورية الشهر الماضي، أدركت أمرين في غاية الأهمية، الأول ما يكنه الشعب السوري الكريم من حب كبير لدولة الإمارات وقيادتها وشعبها، وعروبة ذلك الشعب الأصيل الذي لا يستطيع جاحد الانتقاص من عروبته.

والأمر الثاني هو مدى تفاني وإتقان كل إماراتي تواجد على أرض سورية الحبيبة من المشاركين في عملية «الفارس الشهم»، وهو ما يعكس جدية وروح الإمارات، وحرص الإمارات قيادة وشعباً على إعادة سورية لناضرتها وحاضنتها، وهو ما تجلى بعد ذلك ومن قبلها أيضاً في مواقف القيادة الإماراتية السياسية في التعامل مع الملف السوري، وحرصها الدائم على وجود سورية في مكانها الطبيعي وسط أشقائها العرب، وكما قال الرئيس بشار الأسد في القمة العربية الأخيرة بجدة: «أما سورية فماضيها وحاضرها ومستقبلها هو العروبة، لكنها عروبة الانتماء لا عروبة الأحضان، فالأحضان عابرة أما الانتماء فدائم، وربما ينتقل الإنسان من حضن لآخر لسبب ما، لكنه لا يغير انتماءه، أما من يغيره فهو من دون انتماء من الأساس، ومن يقع في القلب لا يقبع في حضن، وسورية قلب العروبة وفي قلبها».

لقد تشرفت بمشاركة أبناء بلدي عبر الهلال الأحمر الإماراتي لدعم المتضررين في سورية من الزلزال، وكانت تلك هي المشاركة الأغلى لي على كل المستويات، بحكم وجودي في سورية الغالية، وعلى الرغم من انتهاء عملية «الفارس الشهم2»، إلا أن نهج الإمارات الداعم لكل الأشقاء، وهو العرف المتوارث من الوالد المؤسس حكيم العرب زايد بن سلطان آل نهيان، طيب اللـه ثراه، لم ولن يتوقف، وكما نقول دائماً وقت الشدائد «ما لها غير عيال زايد».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن