ثقافة وفن

ورشة تشكيلية بين «الثقافي الروسي ومركز وليد عزت» … ناثر حسني لـ«الوطن»: الورشة تبادل ثقافي بين دولتين وتعطي دافعاً معنوياً للطلاب

| مصعب أيوب

أخذ المركز الثقافي الروسي على عاتقه مهمة تعريف السوريين بالثقافة الروسية والمساهمة في انتشارها وتسخير كافة الإمكانات لوصولها إلى كل المجتمع السوري ولعل أبرز أشكال هذه الثقافة الرسم والرقص والغناء، ومن أجل ذلك وفي يوم الثلاثاء عند الساعة الثالثة اجتمع في المركز الثقافي الروسي بدمشق عدد من طلاب كلية الفنون الجميلة وطلاب من مركز وليد عزت للفنون من أجل تبادل الخبرات وتقنيات وفنون الرسم ضمن ورشة عمل للفنان الغرافيكي الروسي «سيمونوف افانوفيتش» 1936-2003.

رفع المستوى الثقافي

رئيس مركز وليد عزت الأستاذ أنس قطرميز بين لـ«الوطن» أن هذا التعاون ليس الأول مع الثقافي الروسي ويأتي ضمن سلسلة نشاطات قام بها كلا الطرفين لرفع مستوى الإنتاج الثقافي وإحداث الدمج المطلوب، وهو ما يخلق جواً من المحبة والألفة والتفاعل أكثر لدى هذه الجموع مبيناً أن المشاركين من مركزه هم طلاب خريجون ويجدون في هذه الفعاليات طريقاً لهم نحو هدفهم وهذا يساهم في بقاء اسمهم على الساحة الفنية ومتواتر بين المهتمين بالحركة التشكيلية، وركز قطرميز على أن أي طالب أو خريج لا يكترث للهاجس المادي بادئ ذي بدء وإنما يسعى ليحقق شهرة لنفسه ولأعماله وأسلوبه وفنه ونحن نسعى لتعليم الطلاب طرق وأساسيات العمل من تقنيات وتكنيك وأساليب وأنواع الألوان وطرق تفاعلها وما إلى ذلك بطريقة متتابعة ودورية، وبين أن خصوصية ورشة العمل تكمن في ضرورة إنجاز عمل ما خلال وقت محدد وهو ما يخلق نوعاً من التحدي والمنافسة ونحن نعده للإنتاج بفعالية عالية خصوصاً في المواقف الصعبة وبالتالي من الأفكار التي تجول في نفسه أو مما يشاهده بعينه أو المشاعر التي تنتابه يقوم بتأسيس لوحاته التي تحمل أسلوبه الخاص ولاحقاً يمكنه من خلال معارضه الفردية أو المشتركة مع فنانين آخرين تحقيق مردود مادي مرض.

الربط العاطفي الإنساني

الأستاذ في مركز وليد عزت ناثر حسني أكد أن الورشة تحمل من الفن الشيء الكثير فهي عبارة عن تبادل ثقافي بين دولتين وله أهمية كبيرة لأنه يعطي دافعاً معنوياً للطلاب ليعاينوا الاهتمام بأعينهم، وأعرب أنه من دواعي سروره التآلف بين هؤلاء الأشخاص لما له من دور في الربط العاطفي الإنساني عن طريق الفن وهو شيء جيد جداً، وتابع حسني: أنا أعلم الطلاب الأعمال الواقعية والتجريدية أو الحديثة وبعد التخرج يستطيع تحديد اهتمامه ورغبته ويمكنه فعل ما يناسبه وأنا أفضل الواقعية المقروءة المحببة للمشاهد وأعين الناس فلا بد لنا من تعليم الطلاب أشياء ذات قيمة لكي يرغب بالفن وينجذب له بعيداً عن الفوضى والعشوائية، وأوضح حسني أن الفنان سفير لبلده فهو يحمل ثقافة هذه الدولة أو تلك من خلال الرموز التي يجسدها في لوحاته من البيئة إلى الطبيعة إلى الهدوء والصمت حيث إن لكل بلد نفساً معيناً وطابعاً محدداً يختلف عن غيره.

استضافة الإبداع

من جانبها مسؤولة العلاقات الثقافية في الثقافي الروسي آية شحادة صرحت لـ«الوطن» أن ورشات العمل هذه تشكل جزءاً مهماً من برنامج عمل المركز الثقافي الروسي بدمشق، حيث تختص كل ورشة بجانب معين ينمي القدرات الفنية والمعرفية، وبيّنت شحادة أن هذا التعاون ليس الأول من نوعه بين المركز وطلاب وليد عزت للفنون وهو الثاني لهذا العام وسيتم تكريم الفائزين في ورشة العمل السابقة التي تمت تحت إشراف فنانة روسية.

وشددت أنه ليس فقط لنقل ثقافة البلد التي يحمل اسمها وإنما يدمج البلدين ببعضهما

وتابعت: اللوحات والنماذج التي تم توزيعها على الطلاب لاستيحاء الأفكار منها أو تجسيدها مجدداً والتي هي بطبيعة الحال للفنان سيمونوف على طريقة بطاقات معايدة قديمة التي كان يستخدمها الاتحاد السوفييتي وهي تحمل ألواناً مميزة، وركزت على أن الإدارة تسعى دائماً لاستضافة الإبداع والمبدعين وتحاول التركيز على خلق تمازج بين كل الأطراف التي تعمل في الميدان الفني والثقافي.

تبادل خبرات

المعيد وطالب الدكتوراه في كلية الفنون الجميلة مهند السريع أوضح أن الدعوة التي أرسلها المركز الثقافي الروسي لا يمكن رفضها أو التهاون معها وإنه من دواعي سرورنا إقامة شراكة معهم وكان فحواها أنهم بحاجة إلى بعض الطلاب للمشاركة في ورشة عمل للفنان الروسي سيمونوف ومن أجل تبادل الخبرات مع طلاب مركز وليد عزت للاستفادة من خبرتهم وإفادتهم ببعض ما عندنا، ومما هو معروف عن الثقافة الروسية عراقتها وعظم شأنها فكان لا بد من الحضور وتلبية الدعوة، وبين أنه مما لفته أن هناك براعة لدى المشاركين في رسم اللوحات التي وزعت عليهم وهي بعض مما رسمه سيمونوف خلال حياته وكان لكل منهم أسلوبه وبصمته الخاصة، ولفت إلى أن الطلاب الذين شاركوا من كلية الفنون الجميلة جميعهم من المتميزين.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن