بداية لا بد من التأكيد على أهمية المشاركة في الدورة العربية التي أقيمت في الجزائر بعد غياب طويل عن مثل هذا الحضور، ومن الطبيعي أن نبارك لأبطالنا الذين نالوا الميداليات بألوانها المختلفة، وللاتحاد الرياضي قراره بهذه المشاركة في هذا الوقت رغم كل ما ورد من وقائع حول ضعف المشاركة على أكثر من مستوى، وضعف المنافسة في بعض من الألعاب.
ومن الطبيعي، بعد ذلك، أن تكون هناك وقفة مطولة لتقييم التجربة بشكل عام من الاتحاد الرياضي، ومن كل اتحاد لعبة شارك على حدة، لوضع رؤية متوازنة وواقعية عن مستوى رياضيينا ورياضتنا، بعد هذا الغياب الطويل، وأن تكون الشفافية والمعايير دقيقة لأننا نظن أن هذه الخطوة على جانب كبير من الأهمية بالنسبة لمستقبل مختلف الألعاب التي شاركنا بها لمعرفة موقعنا الحقيقي على خريطة الرياضة العربية ورسم خطوات مدروسة لتحقيق الأفضل على أكثر من مستوى وصعيد في إطار الصدق مع الذات والطموح نحو الأفضل.
بطبيعة الحال نحن نعرف أن بعض الألعاب عندنا لها حضورها المميز والمستمر كألعاب القوة، لكن بعضاً من الألعاب الأخرى ليست بنفس الحضور، ولذلك ينبغي أن تكون الدورة العربية قد ساهمت في رسم رؤية صحيحة لمستوى اللاعبين وإمكانياتهم، وتالياً العمل على توفير الظروف والأدوات القادرة على رفع المستوى إلى أقصى حد.
ومن المهم أن نتوقف عند مشاركة منتخبنا الأولمبي في هذه البطولة، بعد نيله للميدالية الفضية، ذلك أن المشاركة والمنافسة لم تكن بالمستوى العالي الذي يجعلنا نطمئن على واقع كرة القدم، على صعيد المنتخبات، وفي الوقت نفسه لا نسعى للتقليل من أهمية النتيجة لأنها تعطينا مؤشرات مهمة، بغض النظر عن الملاحظات التي ينطوي البعض منها على منطقية في النظر لواقع المنافسة وما قدمه المنتخب وخاصة أنه يضم عدداً من الأسماء المتميزة على الصعيد المحلي.
مما سبق كله نرى أن الدورة منحت رياضتنا فرصة مهمة للوقوف على واقعها، وعلى الأخص كرة القدم التي نتمنى جميعاً أن ننهض بها إلى ما يلبي هذا العشق الكبير للعبة الجماهيرية الأولى، ما يضع اتحاد الكرة أمام مسؤوليات يدرك أنه لا بد منها في المرحلة القادمة سواء على صعيد الأنشطة الداخلية أو المشاركات الخارجية، وكلنا أمل أن تكون هذه المشاركة محطة حقيقية لانطلاقة أكثر إشراقاً.