عربي ودولي

تركيا تعرض الوساطة والكويت تستدعي سفيرها من طهران … روحاني: السعودية تحاول إخفاء جريمتها عبر قطع العلاقات مع إيران

اعتبر الرئيس الإيراني حسن روحاني أن السعودية تحاول إخفاء جريمة إعدام رجل الدين الشيخ نمر النمر والتغطية عليها من خلال قطع علاقاتها مع طهران، في وقت أكد وزيرا الخارجية الإيراني والبريطاني ضرورة الحيلولة دون زيادة التوتر في المنطقة، ليأتي كلام مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والإفريقية في هذا السياق عندما أكد أن الكيان الصهيوني هو العنصر الرئيسي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، ثم يأتي الموقف التركي الذي عرض لعب دور الوساطة بين طهران والرياض. وقال روحاني خلال استقباله وزير الخارجية الدنماركي كريستيان يانسن أمس أن «قطع الرؤوس ليس رداً على النقد لسياسات الدولة»، مشدداً على أن الرد على الجرائم التي ترتكب ضد الإنسانية من قبل النظام السعودي سيكون قاسياً ليس فقط من أبناء شعوب المنطقة، وإنما سيكون لدى الرأي العام ردود الأفعال تجاه الجريمة بحق حقوق الإنسان والإسلام.
وأعرب روحاني عن أمله في أن تقوم الدول الأوروبية بواجباتها تجاه هذه القضية التي ترتبط بحقوق الإنسان، وأن ترد عليها، معلناً استعداد طهران لترسيخ التعاون مع دول المنطقة وأوروبا وعقد المباحثات معها لتطهير المنطقة من تهديدات ومخاطر الإرهاب. وقال روحاني «يجب تنفيذ برامجنا وإجراءاتنا في هذا المجال بالتنسيق معاً وفي إطار قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة وفي المرحلة الأولى ليتم فرض الضغوط على الدول الداعمة للإرهاب» مشيراً إلى ضرورة الجدية في مكافحة الإرهاب واستخدام كل الإمكانات الدعائية والاستخباراتية والعملية ضد الإرهابيين.
من جانبه أكد يانسن إدانة بلاده إجراء السلطات السعودية بحق الشيخ النمر مشدداً على ضرورة التعاون المشترك في مكافحة الإرهاب على المستوى الدولي.
وأعلن يانسن عن ترحيب بلاده بالمستجدات الاقتصادية الجديدة في الحكومة الإيرانية والتي تفتح آفاقاً لتسهيل الشراكة الاقتصادية وقال: «إن الوفد التجاري الذي يرافقني يرغب في التعاون الاقتصادي مع الطرف الإيراني في أسرع وقت ممكن وعليه أن ينشط في نقل التقنية والاستثمار المشترك».
في سياق متصل أكد وزيرا الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف والبريطاني فيليب هاموند ضرورة الحيلولة دون زيادة التوتر في المنطقة.
وذكر المكتب الإعلامي لوزارة الخارجية الإيرانية أنه تم خلال الاتصال الهاتفي الذي جرى مساء أمس بمبادرة من هاموند مناقشة أهم التطورات التي تشهدها المنطقة.
كما تلقى ظريف اتصالاً هاتفياً من وزير الخارجية الإندونيسي رتنو مرسودي جرى خلاله بحث آخر المستجدات في المنطقة.
بدوره أكد رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني علاء الدين بروجردي أن التداعيات السلبية لسياسات النظام السعودي في المنطقة ستنقلب عليه، محذراً دول المنطقة التي تحظى بدعم سعودي بأن يدركوا مصالحهم الوطنية بدلاً من الاهتمام بمصالح النظام السعودي.
وقال بروجردي في تصريح له أمس في إشارة لقيام السودان والبحرين بقطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران ولجوء الإمارات إلى خفض مستوى التمثيل الدبلوماسي مع طهران أن «الدول التي تتبع سياسات السعودية وتحظى بدعمها ليست لديها أي استقلالية في سياساتها لهذا تؤثر السعودية عليها».
من جهتها أكدت مساعدة الرئيس الإيراني للشؤون القانونية إلهام أمين زادة أن إيران ستلاحق النظام السعودي قانونياً في المحافل الدولية لتعامله السيئ مع علماء الدين.
إلى ذلك أعلن وزير العدل الإيراني مصطفى بور محمدي أنه ليس من المستبعد ضلوع عناصر مندسة في حادث الهجوم على السفارة السعودية في طهران على خلفية إعدام النظام السعودي الشيخ نمر باقر النمر. وأدان بور محمدي بشدة الإجراء المتوحش من جانب النظام السعودي في إعدامه للشيخ النمر مؤكداً أن هذه الجريمة المرة والوحشية لا يمكن الصفح عنها.
في سياق آخر أكد مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والإفريقية حسين أمير عبد اللهيان أن الكيان الصهيوني هو العنصر الرئيسي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة.
وأشار عبد اللهيان خلال اتصال هاتفي تلقاه أمس من المنسقة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ إلى سياسات هذا الكيان الإجرامية من «اغتيال المناضلين الذين يحافظون على استقلال سورية ولبنان إلى جانب الاستمرار في توسيع المستوطنات واختلاق الأزمات في المنطقة»، مشدداً على أن «إيران مستمرة في دعم الاستقرار والأمن في لبنان والمنطقة».
من جهتها أبدت كاغ رغبتها في أن تستمر إيران بلعب دور أساسي من أجل تحقيق الاستقرار والأمن في لبنان مشيرة إلى أنها ستواصل مشاوراتها حول الوضع في هذا البلد والمنطقة بشكل عام.
تركيا تعرض الوساطة
وبعد أن خذل الحليف التركي رغبات السعودية في قطع علاقاته الدبلوماسية مع طهران، دخلت أنقرة على خط الأزمة، حيث عرض رئيس الحكومة التركية أحمد داود أوغلو أمس تقديم مساعدة بلاده لتخفيف حدة التوتر بين الرياض وطهران.
وقال المسؤول التركي في كلمته الأسبوعية أمام نواب حزبه «نحن مستعدون لبذل كل الجهود اللازمة لحل المشاكل بين البلدين».
وتابع: «ننتظر من جميع دول المنطقة التحلي بالعقلانية واتخاذ التدابير اللازمة لتخفيف حدة التوتر».
وكان المتحدث باسم الحكومة التركية نعمان كرتلموس دعا مساء الإثنين البلدين إلى الهدوء، قائلاً: إن «منطقة الشرق الأوسط تجلس اصلا على برميل بارود».

الكويت تستدعي سفيرها
من طهران
هذا وانضمت الكويت إلى الدول التي اتخذت إجراءات دبلوماسية بحق إيران، بإعلانها استدعاء سفيرها، بعد خطوات متفاوتة قامت بها دول مقربة من السعودية هي البحرين والإمارات والسودان.
واستدعت الكويت أمس سفيرها من طهران احتجاجاً على الاعتداءات التي تعرضت لها سفارة السعودية في طهران وقنصليتها في مشهد السبت، من قبل محتجين على إعدام الشيخ النمر.
ونقلت وكالة الأنباء الكويتية عن وزارة الخارجية أن هذه الهجمات تمثل «خرقا صارخا للأعراف والاتفاقيات الدولية وإخلالا جسيما بالتزامات إيران الدولية بأمن البعثات الدبلوماسية وسلامة طاقمها».
وتأتي الخطوة غداة إعلان البحرين قطع العلاقات مع إيران، في حين قام السودان بطرد السفير الإيراني، واستدعت الإمارات سفيرها من طهران وخفضت مستوى التمثيل الدبلوماسي المتبادل.
وكان الهجوم على السفارة والقنصلية لاقى إدانة معظم الدول الخليجية التي أعربت عن وقوفها إلى جانب السعودية ورفضها «التدخل» الإيراني.
كما أعلن الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني عقد اجتماع «استثنائي» لوزراء الخارجية الخليجيين في الرياض السبت القادم، يخصص «لتدارس تداعيات حادث الاعتداء على السفارة السعودية في طهران والقنصلية السعودية في مدينة مشهد الإيرانية».
ويأتي الاجتماع عشية اجتماع لوزراء الخارجية العرب في القاهرة الأحد بناء على طلب الرياض، يخصص «لإدانة انتهاكات إيران».
في غضون ذلك أعلنت البحرين أمس وقف الرحلات الجوية من إيران واليها، غداة إعلانها قطع علاقاتها الدبلوماسية.
وأكدت أنها ستتخذ «الإجراءات اللازمة بغية عدم تضرر المسافرين ممن لديهم حجوزات مسبقة».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن