عربي ودولي

تقرير أممي: خسائر كييف 500 مليون دولار شهرياً إذا توقفت «صفقة الحبوب» … مستشار سابق في «البنتاغون»: زيلينسكي يريد جرّنا إلى صراع مع روسيا

| وكالات

أكد المستشار السابق في وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون»، العقيد دوغلاس ماكغريغور، أن أوكرانيا تخسر الصراع، وأن الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي يائس ويريد جر العالم إلى صراع عسكري مع روسيا، على حين كشف تقرير أممي مع اقتراب موعد انتهاء اتفاقية «صفقة الحبوب» أن حجم خسائر أوكرانيا في حال لم يتم تمديده يصل إلى 500 مليون دولار شهرياً.

وقال ماكغريغور في قناته على «يوتيوب»: إنهم (القيادة الأوكرانية) يعرفون أنهم خسروا، قواتهم تنهار، وماذا يفعل هذا الرجل، زيلينسكي، بأسلحة قادرة على ضرب الأراضي الروسية؟ إنه يستخدمها، لافتاً إلى أنه ليست هناك حاجة لتزويد أوكرانيا بأسلحة فهذا يمكن أن يجر الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي إلى صراع مع روسيا.

وأضاف ماكغريغور: لماذا تمنحه الولايات المتحدة أسلحة؟ إنه يائس ويريد جرنا إلى صراع عسكري مع روسيا.

وتسعى دول الغرب، من خلال الدعم العسكري والسياسي الذي تقدمه لكييف، إلى عرقلة أهداف العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا، لكنّ موسكو أكدت في أكثر من مناسبة أن العمليات العسكرية في دونباس لن تتوقف إلا بعد تحقيق جميع أهدافها.

وسبق أن أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن روسيا لا تخطط لاحتلال الأراضي الأوكرانية، موضحاً أن هدف روسيا يتلخص في حماية السكان، الذين تعرضوا على مدى 8 سنوات، للاضطهاد والإبادة الجماعية، من جانب كييف.

وفي وقت سابق أرسلت موسكو مذكرة إلى الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي «ناتو» تدين مساعدتها العسكرية لكييف.

وقبل أيام، حذر السياسي الفرنسي نيكولاس دوبون آيجنان، من أن أوروبا ستغرق في الدماء إذا حقق الرئيس الأوكراني انضمام بلاده إلى حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي.

ونهاية أيار الفائت، نشر موقع «ذي أتلانتيك» الأميركي تقريراً عنوانه «بايدن أكثر خوفاً من الأوكرانيين أنفسهم»، تحدث فيه عن الفارق بين الوعود التي لطالما قدمها الرئيس الأميركي إلى أوكرانيا بشأن مساندتها «مهما تطلب الأمر، ومهما طال الزمن»، وبين الواقع، الذي يفرض اتخاذ قرارات أكثر هدوءاً وعقلانية، بسبب القلق من التصعيد، الأمر الذي قد يُطيل أمد الحرب.

في غضون ذلك، ومع اقتراب موعد انتهاء اتفاقية «صفقة الحبوب»، كشف تقرير أممي حجم خسائر أوكرانيا في حال لم يتم تمديده، كما كشفت البيانات الصادرة من الأمم المتحدة ووزارة الزارعة الأوكرانية عن المبلغ الذي حصلت عليه كييف لقاء تصديرها الحبوب خلال فترة «صفقة الحبوب».

وذكر التقرير الأممي أنه خلال فترة «صفقة الحبوب» صدّرت أوكرانيا حبوباً بقيمة 9.8 مليارات دولار، وفي حال توقفت الاتفاقية ستخسر الدولة ما يصل إلى 500 مليون دولار شهرياً.

ووفقاً لإحصائيات وكالة «سبوتنيك»، فانه في الفترة من آب 2022 إلى حزيران 2023، صدّرت أوكرانيا 50.6 مليون طن من الحبوب بإجمالي 9.8 مليارات دولار، حيث يمر الجزء الأكبر من الصادرات عبر الموانئ وبلغت حصة الشحنات من خلالها 78 بالمئة، على حين تجاوزت في الأشهر الأخيرة 80 بالمئة بشكلٍ ثابت.

كما يتم نقل الباقي عن طريق السكك الحديدية والطرق والعبارات كجزء من اتفاقية البحر الأسود، حيث تم توريد 28.1 مليون طن من الحبوب أي 55.5 بالمئة من إجمالي الشحنات الأوكرانية إلى السوق العالمية.

وأوضح الخبير المستقل في مجال الصناعة والطاقة، ليونيد خزانوف، أن بقية الصادرات على الأرجح تمر عبر موانئ الدانوب إلى الاتحاد الأوروبي، مشيراً إلى أن تدفق القطارات بالحبوب بدأ الآن في النمو في اتجاهها.

ومن الناحية النقدية، بلغت صادرات الحبوب عبر الموانئ 7.7 مليارات دولار طوال مدة الصفقة ومرت حبوب بقيمة 5.5 مليارات دولار عبر البحر الأسود، و2.2 مليار دولار عبر الأنهار، ونتيجة لذلك، إذا لم يتم تمديد صفقة الحبوب، فقد تصل الخسائر الشهرية المباشرة لأوكرانيا إلى 500 مليون دولار شهرياً.

وأعلن الرئيس الروسي قبل أيام أنه من الممكن تعليق العمل باتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية، الذي ينتهي اليوم الإثنين، إلى حين تنفيذ الوعود التي قُطعت وتتعلق بمصلحة روسيا.

كذلك، نقلت وكالة «رويترز» عن مصادر قولها إن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيرش، اقترح على بوتين، تمديد اتفاقية «صفقة الحبوب» والتي تسمح بتصدير آمن للحبوب في البحر الأسود، من أوكرانيا مقابل ربط شركة تابعة للبنك الزراعي الروسي بنظام الدفع الدولي «سويفت».

وهدّدت روسيا بالتخلي عن «صفقة الحبوب» لأنه «لم يتم تلبية عدة مطالب لتصدير الحبوب والأسمدة الخاصة بها إلى الخارج».

ومن المطالب الرئيسية لموسكو إعادة ربط البنك الزراعي الروسي بشبكة الدفع الدولية «سويفت»، حيث تمّ منع البنك من الوصول إلى نظام «سويفت» من الاتحاد الأوروبي في حزيران 2022، بسبب العملية الروسية في أوكرانيا.

وتُصدر الحبوب عبر ممرّ إنساني فتحه الأسطول الروسي في البحر الأسود، حيث تولّى مركز التنسيق المشترك في إسطنبول مسؤولية تنسيق حركة السفن.

وتُعَدّ «صفقة الحبوب» جزءاً لا يتجزأ من مجموعة اتفاقيات محدّدة لمدة ثلاثة أعوام، تنص على رفع الحظر عن الصادرات الروسية من المواد الغذائية والأسمدة، وإعادة ربط البنك الزراعي الروسي بنظام «سويفت» واستئناف توريد الآلات الزراعية وقطع الغيار والخدمات، ووقّعت الاتفاقية في إسطنبول، في 22 تموز 2022، بين ممثلين عن روسيا وتركيا وأوكرانيا والأمم المتحدة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن