نحتفظ بحق الرد بالمثل في حال استخدام الذخائر العنقودية ضدنا … بوتين بسخرية من السياسيين الأوروبيين: هم مستعدون لشنق أنفسهم بإيعاز من واشنطن
| وكالات
سخر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من تصرفات الكثير من السياسيين الأوروبيين المتعلقين كلياً بتوجيهات الولايات المتحدة والمستعدين لتنفيذ كل أوامرها، مشيراً إلى أن بلاده تحتفظ بحق الرد بالمثل في حال استخدام الذخائر العنقودية ضدها.
وحسب موقع «روسيا اليوم»، قال بوتين في مقابلة تلفزيونية: «يبدو لي أحياناً أن السياسيين الأوروبيين سيفعلون أي شيء يقال لهم من الطرف الثاني من المحيط» الأطلسي، مضيفاً: «لو قالوا غداً للسياسيين الأوروبيين لقد قررنا شنقكم جميعاً، فسيقومون بخفض عيونهم إلى الأسفل وسيحاولون التعبير عن جرأتهم بطرح سؤال واحد فقط: هل سيتم شنقنا بحبال من الإنتاج الوطني»؟ مؤكداً: ولكن حتى في هذه الحالة سيكون الفشل مصيرهم وسيصابون كما أعتقد بخيبة أمل، لأن الأميركيين على الأغلب سيصرون على استخدام حبال من إنتاج صناعاتهم.
ومن جانب آخر، صرح بوتين في معرض رده على طلب للصحفي بافل زاروبين بالتعليق على قرار الولايات المتحدة تقديم الذخائر العنقودية لكييف خلال حديث أدلى به له نشره عبر «تيلغرام» أمس: إن «قرار واشنطن إمداد كييف بالذخائر العنقودية اضطراري يعكس نقصاً في الذخائر العادية»، وأكد أن روسيا تحتفظ بالحق في الرد بالمثل إذا استخدمت ضدها.
وقال بوتين: «فيما يتعلق بالذخائر العنقودية، لقد أعطت الإدارة الأميركية نفسها تقييماً لهذه الذخائر على لسان موظفين فيها مؤخراً، عندما وصفت استخدام الذخائر العنقودية بأنه جريمة، أعتقد أن هذا هو الموقف الذي يجب اعتماده من الموضوع».
وتابع بوتين: إن قيام الولايات المتحدة بتسليم هذه الذخائر لأوكرانيا ليس دليلاً على أن «حالهم مريح»، وإنما يأتي بسبب نقص الذخيرة لديهم بشكل عام.
وذكر الرئيس الروسي بأن الجيش الأوكراني ينفق ما يصل إلى 5-6 آلاف قذيفة من عيار 155 يومياً، في حين تنتج الولايات المتحدة 15 ألف قذيفة في الشهر، وقال: «ليس لديهم ما يكفي، وأوروبا ليس لديها ما يكفي، لكنهم لم يجدوا خياراً أفضل من التوجه لاستخدام الذخائر العنقودية».
وشدد بوتين على أن روسيا حتى الآن لم تستخدم الذخائر العنقودية ولم تكن لديها حاجة إلى ذلك، وأضاف: لكن بالطبع، إذا تم استخدامها ضدنا فإننا نحتفظ بحق الرد بالمثل، مؤكداً أن روسيا تمتلك ما يكفي من مخزون الذخائر العنقودية على اختلاف أنواعها.
وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» الخميس الفائت أن أوكرانيا قد تسلمت ذخائر عنقودية، ليس من الولايات المتحدة فقط، بل ومن دول أخرى أيضاً.
إلى ذلك أكد بوتين أن المعدات العسكرية الغربية المغتنمة في معارك العملية العسكرية الخاصة، تخضع للدراسة من قبل المتخصصين الروس.
وقال بوتين: هناك تعبير «الهندسة العكسية»، حسناً، هذه تكنولوجيا حديثة وهي مهمة على أي حال.. إذا كانت هناك فرصة للنظر فيما بداخلها ومعرفة ما إذا كان هناك شيء يمكن تطبيقه لدينا، فلم لا؟
في الوقت نفسه، لفت بوتين إلى وجود التقنيات الحديثة في روسيا، وقال: لدينا من المعدات الحديثة، وهي في غاية الفعالية، دبابة «تي 90 اختراق» مثلاً، وهي أفضل دبابة في العالم من دون أي مبالغة»، واستدرك قائلاً: «لكن العدو أيضاً ينتج معدات حديثة».
وقدم بوتين تقييماً إيجابياً لسير العملية الخاصة، موضحاً: «قواتنا تتصرف ببطولة، وتتحول إلى الهجوم بشكل غير متوقع للعدو في بعض المناطق، حيث تستولي على مواقع أكثر ملائمة، وهضبات، وما إلى ذلك».
وأكد بوتين أن كل محاولات العدو لاختراق الدفاعات الروسية، بما في ذلك استخدام الاحتياطيات الإستراتيجية، باءت بالفشل، قائلاً: «الخصم لا يحالفه النجاح».
ورفض بوتين الإجابة عن سؤال بشأن المهام المستقبلية للقوات الروسية، مضيفاً إنه سيتناول ذلك في حديث منفصل بعيداً عن الكاميرات.
بدوره، أعلن الضابط العسكري الروسي المتقاعد أندريه ماروتشكو أن قوات النظام الأوكراني قصفـت الجزء الجنوبي الغربـي من جمهورية لوغانسـك الشعبية بقذائـف عنقوديـة بعيدة المدى.
ونقل موقع «روسيا اليوم» عن ماروتشكو قوله أمس: سمع السكان في جنوب غرب لوغانسك أصداء عمل وسائط الدفاع الجوي، ثم كانت هناك انفجارات تشبه إلى حد بعيد انفجارات الذخائر العنقودية، أي لم يكن هناك انفجار واحد بل عدد كبير منها وفي وقت واحد تقريباً، مرجحاً أن الانفجار ناجم عن صاروخ بعيد المدى مجهز برأس قتالي عنقودي.
وأشار ماروتشكو إلى أن القوات الأوكرانية استخدمت نوعاً جديداً من الذخيرة خلال الهجوم على لوغانسك.
ومؤخراً، أقر مدير العمليات في هيئة الأركان الأميركية دوغلاس سيمز بوصول الذخائر العنقودية التي نقلتها واشنطن إلى أوكرانيا وقال: «ذخائرنا العنقودية أصبحت موجودة بالفعل في كييف».
والذخائر العنقودية محظورة بموجب اتفاقية دولية صدقت عليها 123 دولة، باستثناء الولايات المتحدة وأوكرانيا، وتعد هذه الذخائر خطرة جداً، حيث تنثر قنابل صغيرة عبر مناطق شاسعة يمكن ألا تنفجر عند الاصطدام لكنها قد تشكل خطراً طويل الأجل على السكان على غرار الألغام الأرضية.
ميدانياً، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها دمرت 7 مسيّرات خلال إحباطها فجر أمس محاولة لقوات النظام الأوكراني تنفيذ هجوم إرهابي على مواقع في شبه جزيرة القرم، قرب مدينة سيفاستوبول.
وأوضحت الدفاع الروسية في بيان أمس نقلته وكالة «سبوتنيك» أن أنظمة الدفاع الجوي دمرت طائرتين أوكرانيتين من دون طيار فوق البحر الأسود على مسافة بعيدة من الساحل، في حين تم تعطيل 5 طائرات أخرى من دون طيار بوسائل الحرب الإلكترونية فتحطمت من دون الوصول إلى أهدافها، لافتة إلى أنه في الجزء الشمالي من البحر الأسود أيضاً رصد زورقان مسيران تابعان للقوات الأوكرانية وتم تدميرهما بنيران سفن حماية المنطقة المائية.
وذكر البيان أن هذا الهجوم الإرهابي الفاشل لم يخلف إصابات أو أضراراً في الجانب الروسي.
وفي وقت سابق أمس، أعلن حاكم سيفاستوبول ميخائيل رازفوجايف إحباط الهجوم، وتصدي قوات الدفاع الجوي والأسطول الروسية لهجوم أوكراني بالمسيرات على مدينة سيفاستوبول التي تعد القاعدة الأساسية لأسطول البحر الأسود الروسي.
وأشار رازفوجايف إلى أن الهجوم كان مكثفاً ومطولاً، لكن القوات الروسية تصدت له بثقة وهدوء من دون أن تتضرر أي مواقع، سواء داخل المدينة أم في مياهها، مؤكداً سيطرة الهدوء حالياً.
وذكرت السلطات المحلية أنه تم تعليق حركة القوارب والعبارات في خليج سيفاستوبول.
وتقوم القوات الأوكرانية بشكل دوري بمحاولات لمهاجمة سيفاستوبول والمواقع الأخرى في شبه جزيرة القرم بالدرونات، حيث تتصدى القوات الروسية لها وتسقط معظمها.