طهران: لن نتجاهل الفرص الدبلوماسية لضمان حقوق الشعب الإيراني … عبد اللهيان لنظيره العُماني: العلاقات بين بلدينا تشكل إنموذجاً ممتازاً لعلاقات حسن الجوار
| وكالات
أكد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان خلال لقائه نظيره العُماني بدر بن حمد البوسعيدي الذي بدأ زيارة إلى طهران أمس أن العلاقات بين البلدين تشكل اليوم نموذجاً ممتازاً لعلاقات حسن الجوار القائمة على الصداقة والأخوة إضافة إلى الصدق في مجال الدبلوماسية، في حين أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني أن إيران لن تتجاهل الفرص الدبلوماسية لضمان حقوق الشعب الإيراني، مؤكداً أنها تستخدم قدرات الدول الصديقة المهتمة بالمساهمة في التوصل إلى اتفاق بناء بشأن ملفها النووي.
وعقب مراسم استقبال عبد اللهيان لنظيره العُماني عقد الوزيران اجتماعاً وأجريا محادثات ثنائية أثنى خلالها عبد اللهيان على العلاقات بين البلدين لافتاً أنها تشكل اليوم نموذجاً ممتازاً لعلاقات حسن الجوار القائمة على الصداقة والأخوة، والأسمى من ذلك، الصدق في مجال الدبلوماسية.
وأضاف عبداللهيان: نشكر الجهود البناءة لسلطنة عُمان في المساعدة على رفع الحظر الجائر عن الجمهورية الإسلامية الإيرانية كما نقدر جهودها للوصول إلى الخطوات النهائية للاتفاق النووي.
بدوره قال وزير خارجية عُمان أن سلطنة عُمان دائماً ما تبنت سياسة حسن الجوار ودعم الجمهورية الإسلامية الإيرانية كما تبنت سياسة دعم أمن المنطقة والعالم.
وهذه هي الزيارة الثالثة لوزير خارجية عُمان إلى طهران في عهد الحكومة الإيرانية الحالية.
من جانب آخر، أعلن عبد اللهيان بعد لقائه منسق بعثة التقييم الخاصة لأفغانستان من الأمم المتحدة فريدون هادي سينيرلي أوغلو استعداد بلاده لدفع المبادرات الإقليمية بشأن أفغانستان، وأعرب المنسق الأممي عن ارتياحه للتحدث مع وزير الخارجية الإيراني.
وحسب وكالة «إرنا» الرسمية الإيرانية، رحب عبد اللهيان بتولي سينيرلي أوغلو هذه المهمة، مؤكداً أن تشكيل حكومة شاملة ومكافحة الإرهاب في أفغانستان أمر مهم، مضيفاً إنه يجب دعم المبادرات الإقليمية، وخاصة من قبل الجيران، للمساعدة في حل التحديات في أفغانستان.
كذلك، أشار إلى ضرورة وجود حلول عاجلة للتحديات الأمنية في أفغانستان، كما حذّر في الوقت نفسه من تجاهل المجتمع الدولي لهذه التحديات، التي رأى أنها قد تؤدي إلى آثار سلبية على المنطقة والعالم بأسره، نظراً لتحركات الجماعات الإرهابية في البلد.
وأشاد وزير الخارجية الإيراني بـ«المهمة الثقيلة والصعبة» التي يقوم بها منسق بعثة التقييم الخاصة لأفغانستان، معرباً عن أمله في أن يقدم سينيرلي أوغلو تقييماً دقيقاً للوضع الأفغاني، وينجح في مهمته بفضل الخبرة والدعم المهني الذي يتمتع به.
من جانبه، أعرب سينيرلي أوغلو عن ارتياحه لفرصة التحدث مع وزير الخارجية الإيراني، وتبادل الآراء حول تطورات وظروف أفغانستان، وأكد إرادة الأمم المتحدة في دعم المبادرات الإقليمية، وإطار عمل الجيران للمساعدة في تشكيل حكومة شاملة في البلد.
يُشار إلى أن الخلافات اشتدت في الفترة الأخيرة بين إيران وحكومة «طالبان» في أفغانستان، حول تقاسم الحصص المائية من نهر «هيرمند» الحدودي.
وفي سياق آخر، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني أمس أن إيران لن تتجاهل الفرص الدبلوماسية لضمان حقوق الشعب الإيراني، موضحاً أنها تستخدم قدرات الدول الصديقة المهتمة بالمساهمة في التوصل إلى اتفاق بناء بشأن ملفها النووي.
وقال كنعاني خلال مؤتمره الصحفي الأسبوعي تعليقاً على وجود مفاوضات غير مباشرة بين إيران والولايات المتحدة: «طالما يمكن ضمان المصالح الوطنية الإيرانية من خلال الطرق الدبلوماسية، فإن إيران ستنتهز هذه الفرصة وستخدم هذه القدرات»، لافتاً إلى أنه لا يزال طريق التفاوض والحوار مفتوحاً ويمكن متابعة القضايا من خلال القنوات الدبلوماسية، ومن الممكن تلخيص القضايا في الفترة المقبلة، لكن أميركا هي التي يجب أن تتخذ قراراً سياسياً في مجال العودة إلى الاتفاق النووي.
وبشأن موقف إيران من الحرب في أوكرانيا قال كنعاني: إن إيران تعتبر أي عمل يتسبب في تصعيد الحرب في أوكرانيا غير بناء ومزعزعاً للأمن والسلم الدوليين، ونعتقد أن أي إجراء من قبل أي طرف لإشعال نار الحرب في أوكرانيا ليس في مصلحة أي طرف.
وأضاف كنعاني: «إيران تعتقد أن العودة إلى العملية السياسية هي الحل، والجهات المؤثرة يجب أن تساعد في تعزيز المسار السياسي ضد الحل العسكري»، معرباً عن إدانة إيران للاتهامات الموجهة ضدها، قائلاً: «أولئك الذين يصدرون أسلحة محظورة إلى أوكرانيا، يجب ألا يوجهوا اتهامات لإيران».
وبشأن المساعي الأميركية لتجميد الأصول الإيرانية في دول مختلفة قال كنعاني: إن إيران لا تقبل أي عمل غير قانوني من قبل الولايات المتحدة للتعدي على أصول وممتلكات الشعب الإيراني، وهذا العمل مثال واضح على اللصوصية، لافتاً إلى أن إيران تتوقع من كل دول العالم الالتزام بمسؤوليتها الدولية.