قبيل وصوله السعودية.. جدد «انفتاحه» للقاء الرئيس الأسد وعدم معارضته لاجتماعات «الرباعية» … أردوغان: انسحابنا من شمال سورية لا يمكن أن يحدث وننتظر منها موقفاً عادلاً!
| وكالات
جدد رئيس الإدارة التركية رجب طيب أردوغان أمس الإعلان أن قواته لن تنسحب من الأراضي التي تحتلها في شمال وشمال غرب سورية وقال إن ذلك «لا يمكن أن يحدث» زاعماً أن تلك القوات تكافح ما سماه الإرهاب هناك.
أردوغان الذي كان يتحدث في مؤتمر صحفي عقده في إسطنبول قبيل توجهه إلى السعودية في مستهل جولة خليجية تشمل أيضاً الإمارات وقطر، ذكر أن الرئيس بشار الأسد يطالب بخروج تركيا من شمال سورية، وأضاف «لا يمكن أن يحدث مثل هذا الشيء لأننا نكافح الإرهاب هناك»، على ما ذكرت وكالة «الأناضول»
وتابع: «لسنا منغلقين إزاء اللقاء مع (الرئيس) الأسد، ويمكن أن نلتقي، لكن المهم هو كيفية مقاربة (دمشق) تجاه مواقفنا».
وقال أردوغان: «لم نغلق الباب أمام سورية، أبوابنا مفتوحة ولا نعارض استمرار الاجتماعات الرباعية بين تركيا وروسيا وإيران وسورية».
وتساءل: «كيف يمكننا أن ننسحب من شمال سورية والتنظيمات الإرهابية تتموضع قرب حدودنا»، وأضاف: «هذه التنظيمات تهدد الأراضي التركية باستمرار، هل تطالب سورية خروج قوات الدول الأخرى بالطبع لا».
وقال: «ننتظر من سورية موقفاً عادلاً، وعندما تتخذ موقفاً عادلاً حينها نستطيع تجاوز كل هذه المشاكل».
سورية التي تطالب باستمرار بخروج الاحتلالين التركي والأميركي من أراضيها، توجد فيها قوات روسية وجاءت بطلب من الحكومة السورية لمقاتلة الإرهابيين إلى جانب الجيش العربي السوري، وكذلك مستشارون عسكريون إيرانيون، جاؤوا أيضاً بطلب من الحكومة السورية.
ومنذ اندلاع الأزمة السورية جعلت إدارة أردوغان الأراضي التركية ممراً لآلاف الإرهابيين الأجانب إلى سورية لمقاتلة الجيش العربي السوري وتنفيذ عمليات إرهابية في سورية ودعمت هؤلاء الإرهابيين بالمال والسلاح.
وفي وقت لاحق من الحرب الإرهابية على سورية احتل جيش أردوغان مساحات واسعة في شمال وشمال غرب سورية وأقام فيها قواعد عسكرية غير شرعية ونشر فيها أيضاً عشرات الفصائل المسلحة الموالية له.
وتوسطت روسيا في أواخر العام الماضي لتطبيع العلاقات بين دمشق وأنقرة، وعقدت لقاءات على مستوى وزراء الدفاع وعلى مستوى نواب وزراء الخارجية ومن ثم على مستوى وزراء الخارجية.
لكن تلك اللقاءات التي انضمت إليها إيران لم تفض إلى نتائج بسبب رفض الإدارة التركية طلب دمشق بالانسحاب من الأراضي السورية التي تحتلها.
وبالعودة إلى جولة أردوغان الخليجية، ذكرت وكالة «الأناضول» التركية أن الرئيس التركي وصل أمس مدينة جدة، وكان في استقباله في مطار الملك عبد العزيز الدولي، نائب أمير منطقة جدة بدر بن سلطان، ووزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان.
ويرافق أردوغان في جولته عقيلته، ووزراء الخارجية هاكان فيدان، والطاقة والموارد الطبيعية ألب أرسلان بيرقدار، والدفاع يشار غولار، والصناعة والتكنولوجيا محمد فاتح كاجر، والتجارة عمر بولات، إلى جانب نواب ووزراء سابقين ومسؤولين في الرئاسة وحزبي العدالة والتنمية، والحركة القومية.
وذكرت وكالة «رويترز» في تقرير أن الجولة يراد منها جزئياً حشد التمويل الأجنبي الذي سيعزز الاقتصاد التركي المنهك بعد إعادة انتخاب أردوغان في أيار.
ونقلت الوكالة عن أردوغان قوله «هذه الزيارة لها موضوعان رئيسيان، الاستثمارات والبعد المالي. نعلق آمالا كبيرة بالنسبة لكليهما».
وأضاف ستُتاح لتركيا فرصة استثمارية جادة في صناعات الدفاع والبنية التحتية واستثمارات البنية الفوقية في الدول الثلاث»، وتابع «إضافة لذلك، ستُتاح لهذه الدول فرصة شراء أصول معينة من تركيا».
كما نقلت عن اثنين من كبار المسؤولين الأتراك قولهما في وقت سابق إن تركيا تتوقع أن تضخ دول الخليج استثمارات مباشرة تقدر بنحو عشرة مليارات دولار مبدئياً في أصول محلية نتيجة لجولة أردوغان في المنطقة.
وقال المسؤولان إن من المتوقع أيضاً ضخ استثمارات يصل إجماليها إلى 30 مليار دولار في فترة أطول في قطاعات الطاقة والبنية التحتية والدفاع في تركيا.