سورية

جلسة خاصة لمجلس الأمن لمناقشة الأوضاع الإنسانية في شمال غرب البلاد … «أوتشا»: موافقة سورية فتح معبر باب الهوى قد يكون أساساً لعمليات إنسانية عبر الحدود

| وكالات

عقد مجلس الأمن الدولي جلسة خاصة أمس بحث خلالها الأوضاع الإنسانية في سورية، أعقبها مشاورات مغلقة، وذلك بعد أن أخفق المجلس في تمديد آلية إيصال المساعدات عبر الحدود إلى شمال غرب سورية، خلال تصويت أجراه الأسبوع الماضي.
ونقلت مصادر إعلامية معارضة عن مصادر دبلوماسية أن الاجتماع المغلق بدأ في تمام الساعة الخامسة فجراً بتوقيت دمشق، وشارك فيه مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة بسام صباغ ووكيل الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث، إضافة إلى المندوب التركي.
واعتبر تقرير قدمه مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة «أوتشا»، ووزعته فجر أمس المملكة المتحدة البريطانية رئيسة مجلس الأمن، أن إذن الحكومة السورية فتح معبر باب الهوى أمام المساعدات الإنسانية، يمكن أن يكون أساساً للأمم المتحدة لإجراء عمليات إنسانية عبر الحدود بشكل قانوني عبر المعبر للمدة المحددة.
وقال المكتب: إن رسالة الحكومة السورية تضمنت شرطين غير مقبولين ألا تتواصل الأمم المتحدة مع الكيانات المصنفة على أنها إرهابية، وأن تشرف اللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر السوري على توزيع المساعدات الإنسانية في شمال غرب سورية ويسهّلانه.
وأشارت المذكرة إلى أنه يجب «على الأمم المتحدة وشركائها المنفذين الاستمرار في التواصل مع الأطراف الحكومية وغير الحكومية ذات الصلة حسب الضرورة التشغيلية لتنفيذ عمليات إنسانية آمنة ومن دون عوائق، بما يتماشى مع ولاية منسق الإغاثة في حالات الطوارئ بموجب قرار الجمعية العامة رقم 46/ 182».
وزعمت المذكرة أن مطالبة اللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر بالإشراف على المساعدة وتسهيلها لا يتماشى مع استقلالية الأمم المتحدة ولا يمكن ذلك عملياً؛ لأن الصليب الأحمر والهلال الأحمر غير موجوديْنِ في شمال غرب سورية.
وأوضحت أن مستقبل آلية المراقبة التابعة للأمم المتحدة يخضع حالياً للدراسة.
وأمس نفت مصادر دبلوماسية متابعة لـ«الوطن» أن تكون سورية وضعت أي شروط بشأن إيصال المساعدات الإنسانية مؤكدة بأن رسالتها لمجلس الأمن لمنح الإذن باستخدام معبر باب الهوى لا تتضمن أي شروط.
وبينت المصادر أن مندوب سورية قدم وجهة نظر بلاده، وعبر عن استعداد سورية للانخراط الفوري مع الأمم المتحدة و«أوتشا» بشأن آلية العمل لتنفيذ الإذن الذي منحته الحكومة السورية بخصوص إيصال المساعدات.
وفي الـ13 من الشهر الجاري، أرسل صباغ، مذكرة شفوية إلى رئيس مجلس الأمن، يحيل بها رسالة يعلن فيها قرار الحكومة السورية بمنح الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة الإذن باستخدام معبر باب الهوى لإيصال المساعدات الإنسانية وتقديمها للمدنيين المحتاجين في شمال غرب سورية، بالتعاون والتنسيق الكاملين مع الدولة السورية، لمدة ستة أشهر، تبدأ من الـ13من الشهر الجاري.
وفي الـ11 من الشهر الجاري صوت أعضاء مجلس الأمن خلال جلسة له على مشروعي قرار أحدهما روسي يمدد آلية المساعدات لستة أشهر عبر معبر واحد، والآخر سويسري- برازيلي مدعوم أميركياً ويدعو للتمديد لـ9 أشهر عبر ثلاثة معابر.
واستخدمت روسيا حقّ النقض «الفيتو» ضد مشروع القرار الغربي الذي قدمته سويسرا والبرازيل والمدعوم أميركياً وكان يدعو للتمديد لـ12 شهراً عبر ثلاثة معابر ومن ثم جرى تقليص فترة التمديد لتسعة أشهر، وذلك غداة انتهاء مفاعيل هذه الآلية التي تتيح إيصال المساعدات إلى شمال غرب سورية.
وفي تصويت ثانٍ جرى خلال الجلسة «فشلت» روسيا وفق وكالة «رويترز» في «تمرير» مشروع قرارها المتضمن تمديد آلية إدخال المساعدات لستة أشهر عبر معبر واحد من تركيا لمدة 6 أشهر.
وتُطالب الحكومة السورية في التصريح بأن يكون هناك إشراف من اللجنة الدوليّة للصليب الأحمر والهلال الأحمر العربي السوري على توزيع المساعدات.
وقالت بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في نيويورك حسب «فرانس برس»: إن «حجم الاحتياجات في سورية يتطلب مقاربة شاملة وغير مقيدة». وأضافت: «نرحب بالإجراءات الهادفة إلى تخفيف محنة ملايين الأشخاص في شمال غرب سورية ونحن مستعدون لتقديم دعم في حدود قدراتنا وبموافقة جميع الأطراف المعنية».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن