عبد المجيد أكد أن معالجة قضية اليرموك ستختلف عما حصل في برزة والمعضمية.. وسيتم إخراج جميع المسلحين … لا موعد محدداً حتى الآن لخروج داعش و«النصرة» من جنوب دمشق
تضاربت الأنباء أمس حول موعد البدء بتنفيذ اتفاق انسحاب تنظيم داعش المدرج على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية من مدينة الحجر الأسود بريف دمشق المحاذية لمخيم اليرموك من الجهة الجنوبية، بين من كشف أن العملية ستبدأ خلال عشرة أيام، ومن أكد أنه «لم تحدد حتى الآن أي مواعيد» لذلك. وفي اتصال أجرته معها «الوطن»، قالت مصادر وثيقة الاطلاع على الاتفاق «لم تنقطع الاتصالات، ولكن ليس هناك أي مواعيد جرى تحديدها لبدء تنفيذ اتفاق انسحاب داعش».
وبعد أن كررت المصادر التأكيد أنه «لا يوجد أي مواعيد تم تحديدها»، أضافت «لكن وبما أن الاتصالات قائمة قد يحصل تطور ما، ولكن ليس بالضرورة ضمن أي مهلة مذكورة».
وفي وقت سابق من يوم أمس كشف أمين سر تحالف القوى الفلسطينية في سورية خالد عبد المجيد في تصريح صحفي تلقت «الوطن» نسخة منه أنه تم الاتفاق على تأمين طريق بديل لمسير قوافل المسلحين الذين سيتم إخراجهم من المنطقة الجنوبية لدمشق التي تقع ضمنها مدينة الحجر الأسود ومخيم اليرموك وأحياء القدم والعسالي والتضامن، بعد تعليق عملية إجلائهم في 26 الشهر الماضي إثر مقتل قائد ميليشيا «جيش الإسلام» في غوطة دمشق الشرقية.
وقال عبد المجيد: إن «الطريق الذي كانت ستمر به قوافل المسلحين المخرجين من المنطقة الجنوبية يوجد فيها عناصر ما يسمى بجيش الإسلام، وبعد مقتل زعيمهم لم يعد سلوك الطريق نفسه آمناً، لذا تم تعليق العمل بالتسوية، في حين تم الاتفاق على طريق آخر، لنقل المسلحين التابعين لتنظيم داعش الإرهابي إلى الرقة، ومسلحي جبهة النصرة الإرهابية لريفي إدلب وحلب».
وأضاف: أنه «قبل منتصف الشهر ستتم عملية الانسحاب من المنطقة الجنوبية لمدينة دمشق، وعقدنا كفصائل فلسطينية سلسلة اجتماعات استعداداً لمعالجة قضية مخيم اليرموك حيث فيه داعش والنصرة، إذ ستبقى مجموعات صغيرة يجري التواصل معها وطلبت تسوية أوضاعها، وقسم آخر مازال متمرداً، وهم أقلية سيتم التعامل معهم بغرض إخلاء المنطقة بشكل كامل من المخيم والمنطقة الجنوبية لدمشق».
وأوضح عبد المجيد: أن «هناك دراسة لتسوية أوضاع من يبقى من أبناء القدم والعسالي مع الدولة السورية، ووفقا لمعلوماتنا سيتم سحب القسم الأكبر من المسلحين ومعالجة أمور من يبقى منهم خلال أسبوعين»، مؤكداً أنه لن «يعالج مخيم اليرموك مثلما تم التعامل مع برزة والمعضمية وبيت سحم بالمصالحة، بل سيتم خروج كامل للمسلحين»، لافتاً إلى أنه «نخشى تسريب مسلحين من مناطق أخرى لداخل المخيم كما حصل سابقاً، لذا ننسق مع الدولة والمعنيين بالمناطق المجاورة لمنع دخول أي مجموعة بعد انسحاب داعش والنصرة».
وأفاد عبد المجيد إلى أنه «بعد معالجة وضع مخيم اليرموك سيعود الناس إليه سواء كانوا بالداخل السوري أم في الخارج، والآن نعمل مع وزارة الدولة لشؤون المصالحة الوطنية على إعادة الناس إلى السبينة».
وفيما يبدو وكأنه استعداد للسلطات السورية لمرحلة ما بعد خروج تنظيم داعش من جنوب العاصمة، كشف المتحدث باسم الجبهة الشعبية – القيادة العامة أنور رجا في الثلاثين من الشهر الماضي في تصريح لـ«الوطن» أن مسؤولين في الجهات المعنية اجتمعوا مؤخراً مع قادة الفصائل الفلسطينية الـ14 في سورية.
وأوضح رجا حينها، أنه جرى خلال اللقاء استعراض وبحث كل آفاق واحتمالات الصيغ المناسبة لحفظ الأمن في مخيم اليرموك فيما لو تم انسحاب داعش من مدينة الحجر الأسود المحاذية للمخيم من الجهة الجنوبية.
وبعد أن أكد أن الاجتماع كان عبارة عن جولة حوار ونقاش وتبادل للأفكار، أوضح رجا أن الآراء كانت متباينة «لكن من ضمن الأفكار الأساسية، كان أنه فيما لو تم الانسحاب، يتم تطبيق المبادرة الفلسطينية للفصائل التي طرحتها قبل أكثر من عام وتنص على نشر قوة من الفصائل على محيط المخيم».
وفي تصريحها أمس أوضحت المصادر وثيقة الاطلاع أنه فيما لو تم انسحاب داعش و«النصرة» من مخيم اليرموك واستعصت بعض المجموعات المسلحة الأخرى سيتم التعامل معها بالقوة من «تحالف القوى الفلسطينية»، ومن يرغب وذلك بالتنسيق مع الدولة السورية، مؤكدة أن نشر قوة من الفصائل على محيط المخيم لا يتم قبل «تطهير» المخيم من جميع المجموعات المسلحة. وأكدت المصادر، أن السلطة وعملية حفظ الأمن في داخل مخيم اليرموك وباقي تلك المناطق ستكون في عهدة الدولة السورية.
وفي تصريحه قال عبد المجيد، إن «بعض قيادات (حركة) حماس اعترفت بأخطاء (حول الأزمة السورية) ممارسة من الحركة، فضلاً عن مراجعة لسياساتهم».